تأخرتم!
كنا طالبنا مبكراً باستثناء المثلث الذهبي البترا وادي رم والعقبة إضافة إلى البحر الميت من الحظر وتخفيف الاجراءات، أما وقد تمت فقد تأخرت كثيراً لكن كما يقال إن تأتي متاخراً خير من أن لا تأتي ابدا!.
خسرنا موسماً سياحياً دولياً فكما هو معروف ترتيبات جلب السياحة الخارجية تبدأ قبل وقت طويل.. وهو ما لم يحدث ليس لأن وكلاء السياحة لم يجتهدوا فقط بل لأن الاجراءات خففت ببطء أكثر من اللازم. خذ مثلاً حكاية الفحص، بعض الدول اكتفت بشهادة المطعوم واخرى لا تطلب سوى فحص لمرة واحدة!! لذلك تراها تعج بالسياح ومن ذهب منا إلى قبرص وتركيا وشرم الشيخ يلاحظ ذلك بأم عينيه.
المثلث الذهبي يحتاج إلى خدمات وتنوع في المنتج السياحي وقد كانت فترة الإغلاقات والحظر فرصة ثمينة لم يجر استغلالها كما يجب.
لا نقول إن الأمور ليست جيدة لكننا نطمح إلى الأفضل فيما يجب أن يجده السائح هنا والأهم توفير تنوع يجعله ينفق إذ لا يكفي أن يبقى محصوراً في الفندق أو في المنتجع لا يصرف قرشاً واحداً زيادة على تكلفة «العرض» الذي اشتراه!.
ما سأطرحه هنا ليس ضرباً من الخيال فمثل هذه الأفكار أصبحت واقعاً في مناطق اخرى من العالم.. لذلك هناك أهمية لتنفيذ ناقل البحرين ليس لخلق بيئات زراعية جديدة في وادي عربة وليس فقط لتلبية حاجة المملكة من المياه والطاقة، بل لبناء مدن سياحية جديدة تعج بالحياة في واد غير ذي زرع!.
إن كان من حوافز ستقدمها الحكومة فمن باب أولى أن تسارع بها في العقبة والبحر الميت والبترا ووادي رم هذه مناطق سياحية, عانت كثيراً من الحظر والإغلاق, فنادقها ومرافقها السياحية ومطاعمها على شفير الإفلاس.
إن كنا نريد صيفاً يشهد عودة السياحة الخارجية يتعين إبداء مرونة أكبر في الاجراءات كرسالة تطمين لعودة سريعة وآمنة للسياحة الدولية.
كورونا عصفت باستثمارات كبيرة في هذا القطاع الحيوي تزيد على 3 مليارات دينار لكن الإجراءات هي التي تهدد وهددت بالفعل مصير عشرات الآلاف من الوظائف والخبرات التي يصعب تعويضها 5ر53 ألف عامل 84% منهم أردنيون.
سبق وأن تقدم القطاع بمصفوفة إجراءات تضمن عودة العمل ضمنها الكلف التشغيلية، والإيجارات والتسهيلات المالية والقروض البنكية، والعمالة، والسياحة الداخلية، وصندوق المخاطر. والقاسم المشترك بينها هو توفر السيولة.
المثلث الذهبي سيحتاج لقرارات جريئة تمس التكاليف والضرائب وغيرها. وتشير الإحصاءات إلى أن الأردنيين ينفقون أكثر من 800 مليون دينار (أكثر من مليار دولار) في الخارج لأغراض السياحة وتحويل جانب منهم للسياحة الداخلية يؤمن دخلاً إضافياً ويوفر مبالغ طائلة بالعملات الأجنبية.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي