حسن شاكوش
هنالك موقع لوزارة السياحة، اسمه (أردنا جنة).. وعلى الموقع مكتوب: (أردنا جنة وبهواها تغنى...)
أنا لا أعرف من يضع شعارات الترويج السياحي هذه؟ ومن هو الذي يضع الأسماء ويخترعها؟.. أنت تشعر أنها أغنية (لحمو بيكا).. أو (حسن شاكوش), تشعر أن من وضع الشعار واسم البرنامج متأثر إلى حد ما بأغنية: (آه لو لعبت يازهر واتبدلت الايام)...
هل هذه هي أصول الجذب السياحي؟.. لاحظوا مصر كيف انتجت عنواناً لمشروعها السياحي حين طرحت شعار: (مصر..البيت بيتك).. وأنت حين تذهب لهناك حقيقة تشعر بهذا الأمر وتحس أنك في منزلك, لأن كل القوانين هنالك هي مع السائح.. فالأسعار أقل من أسعارنا بكثير.. والبشاشة لا تغادر وجوه من يعملون في الفنادق, ناهيك عن أنك تحس بأن كل شيء هناك قد سخر لخدمتك...
المصريون حين طرحوا هذا الشعار, لم ينتجوه عبثاً.. بل هو عبارة ترحيب متداولة في كل أقطار الوطن العربي, وهو إحساس يجتاحك حين تنزل في فنادق القاهرة أو فنادق شرم الشيخ.. وهو يترجم إلى كل لغات العالم, ولا يفقد مضمونه أو معناه...
لدينا هنا طرحوا شعار (الأردن جنة وبهواها تغنى).. هل دقق أحد في العبارة ودرس تأثيرها ووقعها النفسي على السائح المحلي أو الأجنبي, هل فكر أحد بترجمة عبارة (وبهواها اتغنى)..؟ هل شاهد من أقاموا الموقع الإلكتروني لهذا المشروع حجم هشاشة التصميم.. وضحالة ترجمة الفكرة, وخلوه من الفيديوهات أو الموسيقى.. أبسط أساسيات التصميم هي أن تضع موسيقاك المحلية وتراثك حين تريد فتح الموقع..
نحن لدينا مشكلة في السياحة, ومشكلة خطيرة.. هي غياب الترويج الجاذب, فحين تقرأ أحياناً إعلاناً لشركة بيبسي أو كوكا كولا, تنصدم حين تعرف أنهم دفعوا لرونالدو (40) مليون دولار لقاء أن يشرب (شفطة كوكا كولا).. وتنصدم أكثر حين تدرك أن شركة تصميم عالمية أمضت عاماً كاملاً, وهي تخطط لإنتاج دعاية لمستحضر بودرة أطفال.. الأمور لدينا مختلفة, فالعبارات تكتب عبثاً والتصميم (طعة وقايمة)... ولو أنهم وضعوا شعار: (من طين بلادك لط خدادك) لكان أكثر جذباً وجمالاً...
ماذا لو وضعوا شعار: (دق المهباش يا سويلم)... ووضعنا سويلم وهو يضرب بالمهباش!.
في عمان قام شاب أردني قبل أعوام بفتح مطعم صغير في العبدلي للمناسف, الاسم هو من روج المطعم وأنتج إقبالاً هائلاً عليه... فقط اطلق عليه اسم (دحبرها)... (والدحبرة) شكلت لدى البعض أزمة, فهنالك من يجيد (الدحبرة).. ولديه خبرة واحتراف.. وهناك من مازال يحاول أن (يدحبر).. في النهاية الاسم مجرد تعبير عن واقع المنسف.. مطعم استطاع أن يوظف الاسم في جذب الزبائن, ووزارة كاملة تركت موروثنا الثقافي واللغوي والفني والاجتماعي, وتأثرت (بحسن شاكوش).. وأنتجت: (أردنا جنة وبهواها تغنى)...
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي