كنت هناك.. هناك حيث اجتماعات لجان اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية
مدار الساعة - كتب: لقمان إسكندر
كنت هناك. هناك حيث اجتماعات اللجان الفرعية للجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية. الجو لطيف. كان الوقت عصرا. الاشجار ذات ظلال. والمضيفون مبتسمون ومستعدون تماما، ونسمات العصر رائقة.
هناك. حيث لجان متفرعة. الموالاة مع المعارضة. المطالبون بشطب دين الدولة الاسلام مع الغاضبين عليهم. ومن ضل الطريق هناك. وهناك من يظن أنه على شيء. وهناك كل واحد.
بل إن هناك الاخوان وإخوانهم، والاخوان وبغضاءهم. والاخوان وظلالهم. واليسار وما انفتق. والعلمانيون، وما انغلق،
كأنهم من كل شارع ينسلون، ثم أن كلّ قوم باجتماعاتهم فرحين.
كنت هناك. هناك حيث اجتماعات اللجان الفرعية. الخدمات خمس نجوم، والهدوء من ذوات الظفائر، يبعث على الاسترخاء.
كنت هناك، حيث اللجان فرعية. وجوه رؤساء اللجان كأنها... مستبشرة، والسيارات التي تقلهم فارهة. وهم أصحاب معالي غالبا، ومن ليس كذلك يوشك ان يكون.
كنت هناك. حيث الاجتماعات. الخيم بيضاء متسلسلة، ذات أحرف، أ.ب.ج.د... وكل ما هو متوقع كائن.
وكنت أنا، حيث المعصرة تعصر الحديث عن تحديث الاحاديث السياسية، عصرا عصرا، أعني بندا بندا.
هذا كل ما كان هناك. قلت في نفسي: ما يفعل هؤلاء هنا. ما أفعل أنا!
وكنت هناك. هناك الاجتماعات الفرعية. أما أروع ما كان، فتلك السمراء، سيدة الاسبريسو. قهوة شربتها، وقفلت الى الصومعة، وأنا أقول لي: ألم أقل لك؟ ألم أكن على حق؟ إيه يا رجل.