العساف يكتب: قصة غير ممتعة

مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/07 الساعة 21:35
#عَـيْــش
الحياة، في عُرفه، أبسط من البساطة؛ أكل.. شرب.. عمل.. زوجة.. أبناء.
لا يلقي بالاً إلى ما يشغل الناس أنفسهم به.. فلتذهب السياسة إلى الجحيم.. وكذا الاقتصاد.. الثقافة.. والمثقفون.. حتى الرياضة لا يحفل بها.. هو يهوى رياضة التثاؤب فقط.
"ما لي ومال الناس" فلسفته التي يرددها صبح مساء..
لا يقرأ الأخبار ولا يسمعها.. سوى خبر الطقس.
يعشق القهوة.. فيروز.. أم كلثوم
ذات صباح.. تسلم كتاباً من الشركة يفيد بالاستغناء عن خدماته "لتردي الأوضاع المالية".
قبع في المنزل أياماً.. نفض عن كاهله الكسل.. شرع يبحث عن عمل جديد يقيه الفاقة.. لا طائل.. الأوضاع صعبة.
ولده البكر ينجح في الثانوية العامة.. بتفوق.. لا مال ليدخل الجامعة.. لا منحة.
الزوجة تمرض.. لا مال لتتداوى.. لا تأمين صحياً لها منذ صرف من عمله..
لا قهوة.
راجَع "التنمية الاجتماعية".. صُفّ عالدور.. بعد شهور.. جاءت المعونة.. "66 ديناراً فقط"..
ماذا يفعل بها؟ وماذا تفعل له؟
فواتير الماء.. الكهرباء.. تتراكم.. لا مال..
الجوع يفتك به وبأبنائه.. أما الزوجة فمنشغلة بالمرض..
طرق الأبواب.. مقفلة
عاد يبحث عن عمل.. أي عمل.. ورشات البناء.. الحسبة.. معمل الطوب.. لا عمل..
فاتت سنة منذ فصل من وظيفته..
نسي كيف يكون مذاق القهوة
برهق.. شرى عربة.. يبيع عليها كل ما يتفتق عنه ذهنه.. هرايس.. ذرة عالفحم.. بقدونس وجرجير.. فول.. كعك مسمسم وبيض مسلوق..
كبسة.. نفذ بجلده من التوقيف.. العربة صادروها..
عاد يبحث عن عمل.. يوم.. يومان.. أسابيع.. لا فائدة..
صدفة.. وقعت عيناه على خبر في صحيفة ملقاة "التونسيون يحيون الذكرى العاشرة لاستشهاد البوعزيزي".
توقف برهة.. سأل نفسه: من هذا؟؟...
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/07 الساعة 21:35