الدعاية السياسية والتطور التكنولوجي
بقلم: د. منذر جرادات
إن ما شهده العالم في مرحلة ما بعد الحرب الباردة قاد لتطورات كبيرة في المجالات العلمية والتكنولوجيا وثورة الاتصالات، وبروز ظاهرة العولمة والتي خلقت واقعاً جديداً في السياسة الدولية.
وكان لوسائل الإعلام تأثيرات كبيرة ومتعددة، ساهمت في سهولة الوصول إلى المعلومة، وسرعة انتقالها وتداولها، في نفس السياق كان لثورة الانترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات وحتى الألعاب الألكترونية التأثير متعدد الجوانب، وحالة الانبهار من الغرب، وانتشار الثقافة العالمية الغربية، واختفاء الثقافات القومية، وذوبان الهويات الوطنية، وتدويل الأزمات.
إن هذه التغيرات وما صاحبها من انتشار حدة الصراعات والنزاعات الدولية وغير الدولية، وتأثير وسائل الإعلام في خلق حالة الفوضى، كما حدث في حالة مايسمى الربيع العربي، الأمر الذي طرح معه سؤالاً مهماً حول ماهية تأثير الدعاية السياسية ومقدرتها في مخاطبة عقول المشاهدين؟
ومدى القوة التي يمكن أن تقلب من خلالها أوضاع سياسية في الكثير من الأنظمة السياسية؟
وما سترسم معه حالة من عدم الاستقرار السياسي أو تحقيق واقعاً ديمقراطياً .
تمثل الدعاية السياسية أهم وسائل السياسة الخارجية وذلك نظرا للتطور الهائل في مجريات الحياة السياسية الدولية على الصعيد المحلي والدولي وذلك في وسائل الإعلام نتيجة مجريات العولمة الحالية وتقنياتها ويعتمد هذا الشكل من الدعاية على القدرة على اختراق الحاجز الديلوجيا المحيط بالدولة المتوجه إليها واختراق الحاجز المادي الموجود على الحدود السياسية والجغرافية .
تكتسب الدعاية أهميتها من خلال إظهار
1- الفوارق بين الأمم والشعوب وعدم حصول تواصل حضاري او فكري بينها حيث لم يكن من وسيلة ناجحة إلا الخطابة الضيقة والترحال ونقل أخبار الشعوب.
2- إهمال الرأي العام الأجنبي وترسخ القناعة بان التأثير عليه لا يتم بالإقناع والتواصل وتبادل الأفكار بل بالقهر والإغارة والهيمنة وشل القرار ومصادرة إرادة الفعل.
3- أصبحت الدعاية السياسية الدور الفعال الحاسم في عملية تطور الشعوب وحركتها وتغيير مسار أنظمتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
4- بيان أهمية دور وسائل الإعلام في مكافحة الفكر المتطرف .
5- جيل منجذب نحو الثقافة الغربية بسبب الانبهار في الحياة الغربية بسبب الدعاية الغربية على مجتمعاتنا وعدم وجود دعاية مضادة لها .
حيث تبين أهمية الدعاية وضرورة استغلال الدعاية الإيجابية ومحاربة الدعاية السلبية و تمثل الدعاية السياسية أهم وسائل السياسة الخارجية وذلك نظرا للتطور الهائل في مجريات الحياة السياسية الدولية على الصعيد المحلي والدولي وذلك في وسائل الإعلام نتيجة مجريات العولمة الحالية وتقنياتها ويعتمد هذا الشكل من الدعاية على القدرة على اختراق الحاجز الاديلوجيا المحيط بالدولة المتوجه إليها واختراق الحاجز المادي الموجود على الحدود السياسية والجغرافية وقد ترتبط الدعاية بنسق فكري يتصل بتراث بيئي او محلي او بواحدة او أخرى من الايدولوجيات التي تحاول ان تهيمن في أكثر من نطاق او في نطاق النوع البشري على اتساعه وقد أصبحت الدعاية السياسية بهذه المعاني سمة من سمات الدولة الحديث بكل ما يدخل في تكوينها من جماعات ومؤسسات تتفاعل من خلالها العمليات الاتصالية المتنوعة.