الحقوقية والسياسية الكبيرة د/ فوزية عبد الستار

مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/03 الساعة 14:36
بقلم إبراهيم وجدي عمار
 
تمر علي الحياة شخصيات لا تٌنسي  ومواقف بالعمرِ لا تكرر ، سيظل كتبة التاريخ تتناولها يوماً تلو الآخر ، تدون عظمة وعلم ورقي وأخلاق علمائها ، ليسير الأبناء والأحفاد  علي نهج العظام الكبار .
ولعل من أهم وأعظم وأجمل والأقرب إلي قلبي دائماً وابداً  -رحمة الله عليها -  أستاذتي وأستاذة أساتذتي  الحقوقية والسياسية الكبيرة  الدكتورة فوزية عبد الستار ،  أستاذة القانون الجنائي بجامعة القاهرة .
 
منذ صغرها اعتادت أن تترك أعمالها تتحدث عنها ، فكانت الأولي في سنوات دراستها والفريدة في مجال عملها ، حصلت على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1957 ، كما حصلت على درجة الدبلوم في كل من القانون العام والعلوم الجنائية . 
تدرجت طيلة حياتها في عدة مناصب كان آخرها عضو الأمانة العامة للحزب الوطني الديمقراطي، كما شغلت منصب رئيس "اللجنة الدستورية التشريعية" بمجلس الشعب المصري لسنوات طويلة .
 فقدنا بفقدها ركنا من أركان العلم والاطلاع الواسع ، والمكتبة العامرة الحافلة بالنفائس الدالة على عشق لعلوم القانون ودراساته ، مع حب عظيم للعلم والتعلم  ، ووطنية كاملة وتوقير عظيم لقيمة مصر وتاريخها العريق المشرف . 
 
كانت و لازالت بالنسبة لي  وللكثير من أبنائها مدرسة للقانون ، تعلم علي يديها كبار رجال القانون من القضاة والمحامين وأعضاء الهيئات القضائية  ، ولعل أغلي دقائق بعمري حديثي معها بمكتبها بجامعة القاهرة وتفضلها عليّ بكلامها ونصائحها التي ستظل عالقة بذهني ، وابتسامتها لي بمقولتها غداً ستكون من أمهر القضاة ، كلما تذكرتها فاضت عيني بالدمع .   
 
ستظل ذكري رحيلها هي الأصعب في حياة الكثير من أبنائها ، نعم الأم ونعم المعلم تركت لنا إرثاً غالياً ، أغلي من الياقوت والذهب ، مؤلفات القانون التي تنير عقولنا ومكاتبنا ونتفاخر بها في منتدايات القانون  في كل قلاع القانون الإفريقية والعربية و العالمية ، اتخذت -رحمه الله عليها - اسلوباً منهجياً مبسطاً في مؤلفاتها لا يمل منه قارئ  ، ولا يغفل عنه  باحث ، فرحمة الله علي قبرها وجعلها الله فخراً لنا دائماً وقدوة ومثالاً يٌحتذي به ويحكي عنه .
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/03 الساعة 14:36