القرعان يكتب: شخص رئيس الوزراء
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/02 الساعة 15:24
بقلم د محمد كامل القرعان
قد يتطلب الظرف الاقتصادي والسياسي حلول سحرية تفوق قدرة دول عظمى نتيجة للاوضاع الخارجة عن امكانيات بعض الدول ، وما تعرض له العالم خلال العشر سنوات الماضية من جوائح اقتصادية وسياسية وتجذابات وتقاطعات متنوعة كان سببا كاف للتأثير على الاردن باعتبارها دولة تعيش ضمن منظومة عالمية مربوطة بعلاقات واتفافيات وتكاملات اقتصادية وسياسية وامنية، وهنا ليس المشكل بشخص رئيس الوزراء د بشر خصاونة وانما التحدي الأكبر مواجهة تلك المشاكل العالمية العصيبة في ظل ظروف اقليمية غاية في الصعوبة مما فرضت اسقاطات علي الساحة الوطنية وما نشأ عنها من تداعيات زادت من حجم الدين العام، وفرضت واقعا جديدا استثنائيا وهذا لا يعني ان يتنصل اي مسؤول من مسؤلياته وعليه ان يتفكر ويفكر ويبتدع حلول ناجعة من رحم الاوضاع الاقتصادية التي تثبط من اي جهودات وطنية ساعية لاحداث تغييرات تنموية شاملة منشودة. وليس من الحق ان يحكم على شخص بالنجاح او الفشل وفقا لاعتبارات شخصية وانما تأخذ الاوضاع بالمجمل وبكل موضوعية . ورئيس الوزراء منذ تكليفه من قبل جلالة الملك بتشكيل الحكومة لم يأل جهدا في ابتكار الحلول الناجعة ضمن حزم واجراءات من شأنها ان تحدث فارق في المعاش وتدخل ايرادات تسهم بانعاش السوق رغم كل المحددات التي جبرتها جائحة كورونا على الاقتصاد الوطني، فالمسألة لا تختزل بشخص الرئيس بقدر ما تواجه ظروف وتحديات عانت منها دول عظمى ذات اقتصاد كبير. والرئيس الحالي لا تنقصه القدرة على التخطيط ورسم الاستراتيجيات التي تعتبر من أهم وظائفه وهو من يوزع الأدوار ويضع التكتيك ويحدد الأهداف كما ان الرئيس الحالي يمتلك الجرأة على اتخاذ القرارات الصعبة بكل شفافية و َسرعة ووضوح لا سيما فيما يتعلق في حسم بعض الأمور. وهو شخص مستمعا جيدا والرئيس الناجح ، يعرف من أين يأخذ المشورة ويستمع للخبراء في فريق عمله، كل في مجال اختصاصه. وقد اثبتت التجارب السابقة ان رئيس الوزراء كان مستعدا لتقبل أخطاء حكومته و قادرا على تحمل المسؤولية والاعتراف بالأخطاء والتراجع عنها. والرئيس يحاول بقدر ما يستطيع من تصحيح اخطاء حكومات سابقة تركت اعباء اقتصادية وإدارية كبيرة.
أن السياسة تزداد تعقيدا يوما بعد يوم وأن سرعة التغيرات تزداد بشكل مستمر وذلك يؤدي إلى تعزيز إدراك الناس للفوضى والأزمات وعجز المؤسسات السياسية. ولا استغرب من تزايد أعداد المواطنين الحانقين على صناع القرار السياسي. والبعض ينظر لنفسه باعتباره محور العالم. وانه العنصر الأهم،
و عندما تغيب المبادئ فلا يمكن مؤاخذة البعض عندما ينظر لنفسه باعتباره المنقذ والمرجع الأخير والوحيد في هذا البلد،ولا يعقل ان يكون لدى اي مسؤول حلول ناجعة لتحقيق قفزات نوعية في جميع المجالات ولا يتخذها وقد يميل السياسيون إلى المهاترات السياسية ، على عكس السياسيين في دول العالم المتقدم الذين يدرسون المشاكل لتفاديها بأقل السبل . أما بعض السياسين لدينا يبتدعون بالمشاكل والغوص فيها وبإدامة الأزمات، لا بل ان بعضها أدمن عليها.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/02 الساعة 15:24