في الوطن أشياء جميلة!

مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/01 الساعة 22:29
مدار الساعة - كتب: زيد إحسان الخوالدة كثر الحديث السلبي، وانتزعت الأجهزة الذكية هيبة المجالس، واختزلت صورة المثقف والمفكر فيمن يحصل على عدد أكبر من الاعجابات -لا نعمم ولا نخصص-، فبين النسخ واللصق، وإعادة نشر الأخبار .. ظهر نوع جديد من الإعلام.. كل الأمر يحتاج جهاز ذكي ورصيد من حزم الانترنت والتكلم بما هو رائج.. وتحديداً عن أوجاع الناس .. حتى الأطباء يتحدثون عن المرض وعن العلاج وعن الوقاية وعن الصبر وعن السعادة .. ويزرعون الابتسامة وما أكثر من يزورون الحقائق رأساً على عقب وبضخمون الأخطاء وينذرونك بالكارثة تحت عنوان المصلحة العامة.. وفي الحقيقة أنهم أكثر المتصارعين من أجل مصالحهم الخاصة -ولا نعمم- .. نعم الأردن بلد فقير الموارد، عاش أهلنا في بحبوحة فترة الثمانينات حتى بدايات الألفية الثانية حيث بدأت التغيرات الإقليمية من حولنا وهي ذات أثر اقتصادى وأمني يستنزف مقدرات البلاد .. في الوطن أشياء جميلة جداً ليست أولوية عند الباحثين عن الشعبوية.. يقطع السائح مئات الكيلو مترات من أجل فنجان قهوة بالقرب من مرتفعات ابو نصير أو زيارة لوسط البلد و الربض في عجلون.. يستطيع السائح التنقل بين معالم البلد .. البتراء ورم والعقبة وجرش وغيرها بأقل الاسعار .. وقد يكون التقصير كبير في ضعف تلك الخدمات الواجب توفرها .. ذات ليلة وصلنا حمامة عفرا وحاصرنا النعاس بعد منتصف الليل وبالكاد كانت الساعة السادسة حتى صحونا على منظر الصقور التي تحوم قرب قمم الجبال من حولنا ..وفي إحدى المرات استضافتا الأصدقاء في ضانا حيث الغابة الخلابة .. لماذا لا يروجون الطفيلة سياحياً !. لقد انشغلنا عن كثير من الأشياء الجميلة وبعيداً عن السياحة ، وطني مليء بصور إيجابية يستحق ذكرها، أين قصائد حبيب الزيودي؟! .صباح الخير يا عمان .. يا حنة على حنة.. وأين قصيدة أنا الاردن ؟! أنا الأردن أنا والمجدُ والتاريخُ والعلياءُ والظفرُ رفاقٌ .. منذُ كانَ البَدْءُ والإنسانُ والعُصُرُ مِنْ سمائي شَعَّ نورُ الحقِّ يَهْدي البَشَرِيَّهْ مِنْ رُبوعي سارَ رَكْبُ الخيرِ رَكْبُ المَدَنِيَّهْ.. تستمر الحياة بحلوها ومرها.. رغم ضيق الحال وغلاء الأسعار ورغم الواسطات والمحسوبيات.. ثمة ما نفتقده هذه الأيام فرضته ثقافة وأسلوب حياة جديدين: البساطة والتواضع .. عرفت بالصدفة ان أحد كبار الضباط المتقاعدين وكل أبناءه متعلمين .. وكان وقت قطف الزيتون يرسل أبناؤه للقطاف ومن ثم ينقلوه ليبيعوه على الشارع العام .. انتقد البعض أمامي هذا المشهد .. فقلت ونعم الرجال من يعلم ابناؤه التمسك والانتماء للأرض .. وها هم أبناؤه جميعا أطباء ومهندسين.. رغم أن العلم يرفع الإنسان لكن تبقى الأخلاق هي الأساس .. في بلدنا الحبيب أريحية في التدين والتعبير عن الرأي.. فمساجدنا شاهدة على كل فكر معتدل وحرية معقولة صاغت محبة الناس لوطنهم وقيادتهم.. فحيا الله الوطن بشعبه وجيشه.. وما دامت راية الوطن خفاقة. ما دامت الصفوف مرصوصة وعدم السماح لإختراق العمق بالعاطفة أو الفاسدين أو من يركبون الموجة تحت انتماءات فرعية... من يحبون البلد هم المنشغلين في العمل بالرغم من كل العوائق والصعوبات ..
  • مدار الساعة
  • صورة
  • أخبار
  • الأردن
  • اقتصاد
  • ابو نصير
  • العقبة
  • جرش
  • عفرا
  • ضانا
  • الطفيلة
  • عمان
  • الاردن
  • ثقافة
  • ضباط
  • المتقاعدين
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/01 الساعة 22:29