زريقات تكتب: التنشئة السياسية والإصلاح

مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/01 الساعة 08:46
كتبت تمارا احمد زريقات بداية لابد من القول ان الإصلاح مضمونا يقتضي عقلنة البنى في الدولة وعقلنة الحياة العامة؛ فالإصلاح الحقيقي لا يقتصر على اصدار القوانين والانظمة بقدر ما يقتضي وجود متلقين ومتلقفين لهذه القوانين بذهنية سياسية واعية، يتم خلقها بتنشئة الافراد سياسيًا من خلال عملية ممنهجة وتكاملية بين جميع المؤسسات في الدولة وصولا لما يسمى 'بالمواطنة الصالحة'؛ يكتسب الافراد خلال هذه العملية القيم والتوجهات السياسية التي تمكنهم من التكيف مع اعضاء المجتمع الاخرين، بنقل ثقافة المجتمع من جيل الى جيل، وبالتركيز على تطوير والاهتمام بشخصية الفرد وفق نموذج معياري لتعميق القيم والتوجهات السائدة في المجتمع، وبالتالي توسيع مدركات المواطنين وتعزيز قدراتهم للوصول الى درجة يكونوا فيها قادرين على التعبير عن ذواتهم من خلال سلوكيات قويمة في مجال الحياة السياسية؛ فعندما يتم شرح مفاهيم السياسة وتعريف الافراد على طبيعة الحياة السياسية في الأردن والتركيز على مفاهيم الولاء والمحافظة على استقرار وأمن المجتمع فإنه بهذه الحالة نخلق فردًا واعيًا ومواطنًا صالحاً قادر على مواجهة التحديات في الدولة اقتصاديا واجتماعيا وغيرها. مالمطلوب اذن؟؟ المطلوب هو ان تقوم مؤسسات التنشئة السياسة في الدولة بدورها في بناء هذا المواطن الإيجابي منذ مرحلة الطفولة ابتداءً من المدرسة فعلى وزارة التربية التعليم إدخال هذه الثقافة من خلال تخصيص مناهج تعزز الولاء والانتماء، وصولًا للجامعة صاحبة الدور الكبير في تأهيل الطلاب سياسياً وإكسابهم مقومات المشاركة السياسية الواعية لخلق جيل محمل بتراكم معرفي قادر على تطبيقه في مجال الحياة العامة؛ فطلاب الجامعات هم القاعدة السياسية للاحزاب وللمناصب السياسية في الدولة مستقبلا، ولذا لا بد من اقحام النخب ذات الخبرة السياسية في الجامعات؛ مثلا رئاسة عمادة شؤون الطلبة ان يتم انسابها لسياسيين قادرين على الاشتباك الايجابي مع الطلاب وداعمين للندوات والنشاطات الطلابية ذات الصلة بالموضوع. وفي عصر التكنولوجيا لانغفل عن وسائل الاعلام والانترنت كوسائل لتمرير المعلومات والقيم والتوجهات وبالتالي لا بد من التركيز على المعلومات ذات العلاقة بالهوية الوطنية الجامعة والولاء والانتماء ما يعزز الاخلاص والاعتزاز الوطني وبالتالي خلق الوعي السياسي وخلق مواطن قادر على الفهم العام للمناخ السياسي في الدولة. التنشئة السياسية في الحقيقة مهمة جدا واساس الاصلاح اذ لايمكن ان يؤتي البناء الاصلاحي أكله قبل ان نخلق ذهنية واعية. ولكي نكون منصفين فالدور الأساسي والرئيس هو للأسرة والعائلة التي لها دور كبير في إكساب الافراد روح المسؤولية واحترام القوانين وتعزيز روح المواطنة والثقافة السياسية سواء اسرة الفرد الصغيرة الأب والأم او حتى الممتدة. كلنا امل في 'اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية' والتي امر جلالة الملك بتشكيلها، لتحقيق الاصلاح المنشود ورؤى القائد وشعبه ، ولتكن بداية قويمة للاصلاح وتفعيل دور الافراد في المشاركة في الحياة العامة.
  • قوانين
  • ثقافة
  • الأردن
  • اقتصاد
  • مال
  • تقبل
  • معلومات
  • رئيس
  • الملك
مدار الساعة ـ نشر في 2021/07/01 الساعة 08:46