سجى ابو هلال تكتب: طلاب ذوي اضطراب طيف التوحد وما بعد التعلم الالكتروني ؟

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/29 الساعة 08:31
كتبت د. سجى ابو هلال لم يعد التعلم واكتساب المهارات الاكاديمية هو الهاجس الاكبر لأسر ذوي اضطراب طيف التوحد ، بل ان توقفهم عن تلقي الجلسات والخدمات العلاجية التي تساعد على تنمية مهاراتهم جميعها هي المخوف الاكبر بالنسبة للأسر ، فعدم تلقيهم لهذه الخدمات لفترة زمنية طويلة قد تؤدي الى حدوث انتكاسة لديهم . ان الاسرة الممكنة تلعب دوراً كبيراً ومهماً جداً في تنمية قدرات اطفالها من خلال تعميم المهارة التي تعلم في جميع الاوضاع والبيئات التي يتعرض لها الطفل مما يساهم في تعلمه للمهارة بشكل اسرع و اكبر ، لكن الضغوطات التي تعرض لها الجميع خلال فترة الحجر المنزلي وخاصة اسر اطفال اضطراب طيف التوحد كانت كبيرة جداً وبعض الاسر غير مهيئين لذلك ،فواجهت الاسرة عدة تحديات في تنظيم الوقت وتغيير الروتين ونوبات الغضب بالاضافة الى العبئ المادي فبعض الاسر تعرض ارباب الاسر الى فقدان وظيفتهم ، فالطفل ذو اضطراب طيف التوحد تختلف سماته عن باقي الاطفال فهو روتيني ويحتاج الى مساحات واسعة للتفريغ بالاضافة الى ان تكلفته المادية على الاسرة اكبر فهو يحتاج بشكل دوري الى احتياجات مختلفة . وفي هذه المرحلة يتسنى لنا السؤال : هل طلاب اضطراب طيف التوحد جاهزون لرجوعهم الى المدرسة بشكل وجاهي ؟ اعتقد من وجهة نظري ان الاجابة لا ، ويجب على الاسرة تهيئتهم بشكل كاف و العمل على استرجاع مهاراتهم المفقودة خلال الازمة ، فمعظم طلاب اضطراب طيف التوحد لم يستفيدوا من تلقيهم للتعلم الالكتروني وواجهوا صعوبات في العملية التعليمية ، حيث ان الاطفال التوحديين يحتاجون الى برنامج تدريبي يتعلمون من خلاله . وهنا نتحدث عن اهمية تلقي الاسرة للدعم الاسري في مختلف مناحي الحياة حتى تكون الاسرة مهيئة تحت اي ظرف من الظروف على التعامل مع عملية تعليم الطفل سواء كانت عملية التعلم الكترونياً او وجاهياً. والدعم الاسري يكون بمشاركة اسرية مع الاخصائيين والمعلمين في المدارس من خلال خطه تربوية اسرية تقوم على قياس نقاط القوة والضعف لدى الطالب و العمل على استغلال نقاط قوته في تعلمه مهارات تساهم في التغلب على نقاط الضعف لديه و تهيئه لخوض العملية التعليمية بنجاح ومن دون وجود تحديات سلوكية لدى الطالب تفشل تعلمه في الغرفة التعليمية . لذلك يجب على جميع المسؤولين في مراكز التربية الخاصة والمدارس التعليمية التي تؤمن بفكرة الدمج ان يكون الطريق الى دمج الطفل هو مدروس له ومخطط له جيداً من خلال خطة تعمل جاهداً على تنمية مهارات الطالب ىتعمل على صقل شخصيته واستقلاليته في الحياة ولا يكون مبني على أساس العاطفة التي تجعل الطفل اعتمادياً في حياته على اسرته .
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/29 الساعة 08:31