القرعان يكتب: التربية والتعليم تدير ظهرها لطلبة التوجيهي العلمي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/26 الساعة 20:19
بقلم الدكتور محمد القرعان
لم يكن متوقعا ان تكون وزارة التربية والتعليم بهذه القسوة والعنجهية تجاه ابنائها طلبة التوجيهي العلمي، فقد اثببت ذلك بفشلها بامتحان الكيمياء اليوم الذي تضمن 50 سؤالا لطلبة لم يتلقوا تعليمهم في الصف، ونحن ندرك ما معنى الصف: فهو المعلم والسؤال والاستفسار والمناقشة والحياة المدرسية بكل ابعادها ومحاورها وتفاصيلها ، اما ان تلجا لمعاقبة الطلبة بهذا الاسلوب فهو غير مقبول نهائيا.
وقد ابكت الوزارة عيون الالاف الطلبة الذي لم يتمكنوا من الاجابة او حتى فهم السؤال وتوزيع الوقت الذي لم يسعفهم: وكانت مدة الامتحان قصيرة بناء على عدد الاسئلة، لمدة زمنية لا تكفي ، فلو افترضنا ساعتين على 50 سؤال بالمحصلة دقيقتين لكل سؤال بحاجة الى تحليل وحل ومادة الكيمياء بحاجة الى وقت، الكثير من علامات الاستفهام تدور حول هذه الاسئلة.
جل الطلبة عبروا عن استئيائهم ورفضهم لعدم مراعاة الوزارة للظروف التي تمر بها المملكة وعاشوها بمرها وصعوبتها بسبب كورونا ومنهم من اصيب، ومنهم اصيبت عائلته اليس هذا كفيل للشفاعة لهم .
كما ان عجز الكثير منهم عن توفير اساتذة خصوصي او تلقي دروس خصوصية او القدرة على شراء بطاقات درورس التي تبلغ سعر الواحدة منها 50 دينارا للبطاقة سببا كافيا للاخذ به .
للعلم هنالك من لا يوجد عنده انترنت بيتي ولا (لاب توب) او كمبيوتر لتلقي تعليمه ، اليست هذه المبررات المحددة كافية حتى تراعي الوزراة ظروف الطلبة واسرهم ، اما هي عبارة عن فرد عضلات وتسجيل موقف للوزير بان الاسئلة صعبة وتقليل عدد الناجحين، مسالة في غاية التعقيد لا معايير الحكم على جودة التعليم اصبحت بهذا الشكل وتقاس بنسب الرسوب.
حقيقة ظروف قاهرة وعصيبة لم تقدر للطلبة فنحن نواجهة ازمة تسمى كورونا اتت على الاخضر واليابس ولم ترحم احد وخلفت مصائب وجروح وشهداء ونعلم حق اليقين ان الناس جميعهم ضجروا وتضرروا منها ومستهم في صحتهم او في احبابهم، تلك ظروف قاهرة خارجة عن الإرداة للاسف لم تراعي من قبل الوزارة بتاتا وفي المقابل كوي الطلبة بلهيب اسئلة لو افترضنا في الوضع الطبيعي للتدريس لما كانت سهلة او مقبولة فما بالكم بهذا الظروف ناهيك عن الظروف المادية التي تمر بها العائلات الاردنية الميسورة والفقيرة والمعدمة التي تعجزعن توفير خط انترنت بيتيها الا يكفيها الحرمان والقهر واليأس الم يكن الاولى الاخذ بهذه المبررات والمحددات لانصاف جميع الطلبة فضلا عن عملية تلاقي التعليم عن البعد التي لم تكن بالمستوى المطلوب ولم تكن المنصة بتلك الكفاءة لتوفير المعلومة الكفيلة بفهم الطلبة وتغذيتهم علميا ومعرفيا والاجابة على استفساراتهم وبالنهاية وللاسف إدارة الوزارة ظهرها للطلبة وتجاهلت كل ظروفهم واحوالهم واوجاعهم.
وقد تاملنا خيرا بقدوم الوزير (د محمد ابو قديس ) الذي لم يظهر تغيرا جوهريا في العملية التعليمة وتطورا ملحوظا بل تراجع التعليم للوراء ولم تستطيع الوزارة ان تتعامل مع هذه الازمة بحرفية واقتدار وكفاءة. والسؤال كيف من الممكن ان تكفر الوزارة عن ذنبها تجاه هذه المصيبة ؟
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/26 الساعة 20:19