اليوم العالمي للأرامل، نساء خفيات، ومشاكل مخفية

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/23 الساعة 17:21
بقلم: د.زايد حماد غيث تم توثيقه من قبل الأمم المتحدة وهو يوم عمل لمواجهة 'الفقر والظلم الذي يتعرض له الملايين من الأرامل وعائلاتهم في العديد من البلدان' , يقام سنويا في يوم 23 يونيو , من ويكيبيديا . يهدف هذه اليوم للتذكير في سماع أصوات الأرامل وتأمين الدعم الذي يحتاجونه من أجل الحصول على حقوقهن المشروعة في الحماية الاجتماعية والتعليم والصحة والتمكين والتنمية المستدامة والميراث والرواتب التقاعدية والمساهمة في تحقيق السلام والأمن وصولا إلى حصولهن على كامل حقوقهن في المجتمع . للأسف تنظر بعض المجتمعات وحتى الأفراد في الكثير من الدول وخاصة الفقيرة منها ، تنظر الى المرأة ( الأرملة ) على أنها أقل درجة من المرأة العادية أو المطلقة أو التي تأخرت في الزواج هذه النظرة نابعة للأسف من مستوى ثقافي متدني أو نظرة سلبية يغلب عليها طابع الحاجة لتلك الأرملة في تربية أبنائها أو الرغبة في استغلالها بأمور مختلفة مثل الزواج أو حتى العلاقة غير الواضحة . الأرامل من وجهة نظري ينقسمون إلى اكثر من فئة : فالفئة الأولى منهن هن النساء اللاتي توفى عنهن أزواجهن ويقمن في بلدانهن الأصلية وهؤلاء لهن حقوق مشروعة في بلدانهن وأهم تلك الحقوق التي حث عليها الدين الحنيف الميراث , وهذا الحق ينقسم بدوره إلى حق للأرملة وحق للأبناء ولكن للأسف نجد ظاهرة أكل تلك الحقوق ظاهرة منتشرة في الكثير من المجتمعات لأسباب اجتماعية ولضعف الوازع الديني ، بعد ذلك تأتي باقي الحقوق المنقوصة للأرملة والفئة الثانية للأرامل هن النساء اللاتي هاجرن نتيجة الحروب والنزاعات وفي هذه الحالة تصبح حقوق الأرامل شبه معدومة ويتم استغلالهن بشتى الأنواع وتنتشر عن هذه الفئة أغلب النظرات السلبية التي من شانها أن توثر عليها وعلى تربيتها لأبنائها وانخراطها واندماجها وعائلتها في المجتمع بما يضمن سلامة الجميع . يأتي احدهم إلى مؤسسات وجمعيات ومراكز ولجان تكفل الايتام والأرامل سواء كن ممن يقمن في بلدانهن أو كن لاجئات ويتحدث عن ( زواج السترة ) لتلك الأرملة وقد تكون في مقتبل حياتها وعمرها لا يتجاوز 25 عاماً وليس لها من الأبناء إلا طفل أو طفلة أو كلامها معا وتزيد هذه المعاناة إذا كانت هذه الأرملة لاجئة وهنا ينظر للزواج بصورة سلبية وكأن تلك الأرملة فاقدة لأغلب حقوقها وأصبحت سلعة في نظر البعض ولا شك أن هذه الظاهرة تنتشر في النزاعات والحروب سواء كانت تلك الأرملة نازحة في بلدها أو لاجئة في دولة أخرى . الزواج بمفهومه العام اذا لم يقم على أسس اجتماعية وشرعية تضمن حقوق الطرفين يصبح زواج مختل الأطراف وبالتالي البناء على هذا الزواج يكون على أسس غير متينة لا تضمن العدالة والاحترام. من خلال التجارب في قسم الدعم النفسي والاجتماعي لدينا فإن الأرامل والحياة بعد فقدان الزوج يكون أحساسهن بالأسى نتيجة فقدان الزوج والترمل، فهذا الأمر أكثر ما يؤرق الأرملة في رحلة الفقدان التي تعيشها، والدعم النفسي يحد من الحالة التي تصل إليها الأرملة من اكتئاب ووحدة وحزن يأتي علاج الدعم النفسي بالطرق الصحيحة ويساعدها على الاستمرار وتحويل الأفكار السلبيه إلى إيجابيه والوقوف بصفها من أجل رسم هدف معين لتحقيقه وهذا يساعد الأرملة على التكيف مع الأسى و الرضى عن الحياة . إن الأسى لا يعني فقط الحزن، بل يتضمن استجابات معرفية وصحية وروحية واجتماعية وعاطفية، أما الرضى في الحياة فهو لا يعني السعادة فقط، بل يتضمن القناعة والاستقرار النفسي والتقدير الاجتماعي والطمأنينية، وهناك متغيرات تأثر على الأسى والرضى منها توقع الوفاة وعلاقة الأرملة بالزوج قبل الوفاة وتلقي الأرملة للاستشارة النفسية والدعم الاجتماعي وسنوات الترمل، ويقصد بالموجات اختلاف في شدة الشيء خلال فترات زمنية، وهنا اختلاف في شدة أبعاد الأسى والرضى واختلاف في شدة العلاقة بينهما. في أحد المؤتمرات الاقليمية التي تهتم بالأيتام وأمهاتهم كان الحديث عن اللاجئات قدمت ورقة عمل تتحدث عن حقوق الأمهات الأرامل وخلصت الورقة إلا أن التنمية والتمكين وضمان حقوق الأرملة ينعكس إيجابا على علاقتها بأولادها وكذلك انخراطها في المجتمع بعد محنة وفاة زوجها وتمكين الأرملة هو مطلب إنساني لأن تلك الحقوق هي حق مكتسب لها وليس منحة أو هبة من الآخرين . إن الاهتمام بالأرامل وعدم تركهن رهينة الاستغلال أو الحاجة من الأشخاص أصحاب النفوس الضعيفة يحفظ البنية الأساسية للأسر ويؤدي إلى تماسك المجتمع فلا أحد يدري ربما أصبحت زوجتك أو ابنتك أو أختك أرملة يوما ما .
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/23 الساعة 17:21