الأمير فيصل يفتتح المجلس العلمي الهاشمي
مدار الساعة - مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، رعى سمو الأمير فيصل بن الحسين اليوم الجمعة، حفل افتتاح المجلس العلمي الهاشمي الثالث والثمانين، الأول لهذا العام، والذي نظمته وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في قاعة المؤتمرات الكبرى بالمركز الثقافي الاسلامي التابع لمسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين.
وتناول عنوان المجلس الأول من الجمعة الأولى لشهر رمضان المبارك، المذهب الفقهي الحنفي بإدارة الدكتور احمد الخلايلة، وشارك فيه عميد كلية الفقة الحنفي في جامعة العلوم الاسلامية العالمية الدكتور صلاح أبو الحاج ، والناشط في المجال الدعوي الدكتور عبد الرحيم مانجيرا من بريطانيا .
وتحدث الدكتور أبو الحاج عن المذهب الحنفي في تكوينه، مبينا أن المذهب الحنفي هو كلام عن فهم الاسلام وتطبيقة العملي في حياتنا لأن المذهب الحنفي هو المذهب الأم لغيره من المذاهب، فهو أول المذاهب الفقهية، وكل من جاء بعده من المذاهب بني على منواله فمدونة سحنون، التي تعد أساس المذهب المالكي مستفادة من المدونة الأسدية، ومدونة أسد هي عبارة عن أسئلة كتب ظاهر الرواية عند الحنفية، التي درسها أسد بن الفرات على محمد بن الحسن تلميذ الامام أبي حنيفة ثم رجع وسأل عنها القاسم تلميذ مالك.
وأكد أن الدول المتعاقبة في الاسلام، التي كان لها شأن كبير جدا في نصرة الاسلام والمسلمين والرفعة ، اتخذت المذهب الحنفي مذهبا رسميا لها بدء من الدولة العباسية، التي كان قاضي قضاتها أبو يوسف ومرورا بالدولة العزنوية، والسلجوقية، وانتهاء بالدولة العثمانية ، مشيرا إلى أن عامة المسلمين يطبقون الاسلام العملي في حياتهم على فقه الحنفية حتى قالوا ثلثي المسلمين على المذهب الحنفي، فإن كان عدد المسلمين مليارين فيكون عدد الحنفية منهم بين مليار إلى مليار ونصف ، وتواجدهم في البلاد شرقا وغربا من الهند، وباكستان وبنغلاديش، والصين، واواسط آسيا وروسيا وتركيا، وعامة مسلمين أوروبا، وبعض بلاد العرب وغيرها .
وأكد الدكتور أبو الحاج أن عامة البلاد تعتمد على المذهب الحنفي في قانونها للأحوال الشخصية، ففي الأردن فإن قانون الاحول الشخصية مأخوذ منه في المادة 325 والتي تنص على " كل ما لم ينص عليه في هذا القانون يعمل فيه بالراجح" من مذهب أبي حنيفة والقانون المدني الأردني كذلك مستفاد منه لأنه اعتمد على مجلة الاحكام العدلية، وهي من أبرز المصادر القانونية في المذهب الحنفي، ويعد مصدرا أساسيا لدى لدائرة الافتاء لأنها تعتمد فيما يتعلق بالاحوال الشخصية على القانون والقانون يعتمد على المذهب الحنفي.
وأختتم حديثه بأن جهد أبي حنيفة في نقل وتحرير فقه الكوفة من صحابة وتابعين أكثر من جهده في الاستنباط من جديد فنسب إليه المذهب لعظيم جهده في النقل، والتقعيد، والتأصيل، والتحرير، وكان من أبرز رجال هذا العلم ممن سبقه أو لحقه من علماء هذه المدرسة إلى يومنا هذا .
وأكد الدكتور مانجيرا، من جانبه، أهمية إقامة وإنشاء هذه المجالس الاسلامية الهاشمية المهمة جدا لاسيما في أوقاتنا الحالية ،وفي العالم المتنوع، الذي نعيش فيه، والذي نحن أحوج ما نكون لنتعرف على المذاهب المختلفة لنتمكن من تقدير مواقفهم وتجنب الشبهات ونقدهم دون داع .
وبدد الدكتور مانجيرا انتقادات البعض للمذهب الحنفي بأنهم يستخدمون العقل والرأي كثيرا، مؤكدا أن الاحناف انتجوا أكبر مجموعة من الاحكام، والتي تضمنت عددا من الاحكام على قضايا افتراضية، ولكنهم لم يفعلوا ذلك بحتة على أساس رأيهم، بل كان يقوم على فهمهم للقران، والسنة النبوية، والمنهجية التي استخلصوها للقيام بذلك، مستعرض عددا من الأمثلة والحوادث، التي تسلط الضوء على فهمهم العميق واجتهادهم الدقيق.
ودعا انجيرا الذين يدعون إلى التخلي عن المذاهب الأربعة ومتابعة الاحاديث الصحيحة فقط إلى العودة عن ادعائهم لأن ذلك ليس صحيحا، متسائلا "لماذا علينا أن نستبدل مذاهبنا المختبرة عبر القرون لمذهب جديد معاصر؟".
وكان مدير الندوة مدير أوقاف عمان الدكتور أحمد الخلايلة قد أكد أهمية هذه المجالس، التي حظيت بدعم مباشر من لدن جلالته في نشر تعاليم الدين الاسلامي، والثقافة الاسلامية، والاطلاع على بحوث ودراسات علماء الدين حيال موضوعات اجتماعية وحياتية مختلفة بشكل عام، وتعريف الناس بموضوعات المجالس الهاشمية هذا العام بشكل خاص بالمذاهب الفقهية الشرعية التي تعترض أحكامهم وعباداتهم ومعاملاتهم .
وحضر الافتتاح وزير الاوقاف والمقدسات والشؤون الاسلامية الدكتور وائل عربيات وأمين عام الديوان الملكي يوسف العيسوي وإمام الحضرة الهاشمية غالب الربابعة وعدد من المسؤولين والعلماء والمدعوين.