رمضان جانا

مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/02 الساعة 17:02
رمضان جانا !! ياي حال عدت يارمضان ولم يتغير الحال كما ينبغي له ان يتغير فالنفوس منكسرة والابدان مهترئة والاخلاق منحطة والنفاق اخذ مداه والظلم مساحته اتسعت وملىء الارض جورا وبغضا والاوطان ممزقة ومتهاوية , والامة يتداعى عليها الجميع كما تتداعى الاكلة الى قصعتها , والقتل والتدميريعم البلاد والعباد وهموم الناس لم تتبدد بل في ازدياد ولا زالت تثقل كاهلنا وتؤرق مضاجعنا , والفقر لم يفارقنا والبطالة لازالت حليفنا الاستراتيجي , والاسر مقطعة الاوصال والتواصل , والذل والهوان امسى عنواننا , والقلوب ممتلئة بالاحقاد والكراهيات فاي رحمة تسعنا واي مغفرة تنالنا وتضمنا , تدعون ان يكون الله معنا كيف يكون معنا ؟ وفينا هذا الضلال والنفاق , ان الله ليس حتى مع صلاتنا في رمضان حيث تكتظ المساجد خلاله وتفرغ في بقية الايام , ان الله ليس معنا ومأدب الميسورين تعج باصناف الطعام والشراب بينما الفقراء يفطرون على الفتات ان الله ليس معنا والصدقات تمنح من اجل الشهرة والاظهار . جاء رمضان ليجد بعض القلوب المؤمنة خجلى من وجودها في زمن كله عار. ان من مقاصد الصوم تقوى الله اولا والعزوف عن اوساخ الدنيا بما حملت ثانيا والتكالب عليها جريمة اخلاقية ودينية في جميع الشرائع السماوية , ومع ذلك نراها تتجدد في كل عام كانما الصيام عن الطعام والشراب فقط واستباحة ما تشملها الموبقات , في رمضان يصوم فيه الفقير على مضض خوفا من العقاب , ويفطر فيه الغني حبا في الطعام والرفاهية , ومعظمهم يهربون من البلد التي فيها ذكر للصيام الى بلاد تبيح الطعام والشراب في وضح النهار بلا رقيب او حسيب , مع ان العبرة من صوم الاغنياء الشعور مع الفقراء واصحاب البطون الخاوية كما تعلمناه من شيوخنا الافاضل والذي لا يترجم على ارض الواقع باي حال من الاحوال . جاء رمضان وغير من الاحوال الى الاسوأ حيث لم نجد الجار يعطف على الجار بتحية اوبطبق من الطعام وان فاض عن حاجته , ولم نجد الاسرة مجتمعة على مأدبة الافطار كما اجتمع ابائهم من قبل , ولم نجد صديقا وفيا لصديقه او اخا محبا لاخاه او صاحب عمل منصفا للجميع , ولم نجد تخفيضا للاسعار بل ارتفع سعر الدجاح والبيض والخضار , حتى حلويات رمضان من القطايف لم تسلم من زيادة الاسعار علاوة على ملحقاتها من الجوز والاجبان , وزادت التفرقة بين الخيار والفقوس , وحصدت الوساطة حقول التوظيف والوظائف بلا رادع ولا مجيب , وزاد الفقر فقرا والغنى غنى , وامتلئت السجون بالمديونين الذين لا حول لهم ولاحيلة الا ان يقبعوا خلف القضبان سدادا لديونهم , فاي ظلم حاق بنا واي حال جئت به يا رمضان ونحن نعلم انك لن تغير من حالنا حتى نغير ما في نفوسنا , وما زال الله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه
  • منح
  • رحمة
  • لب
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/02 الساعة 17:02