السماعين تكتب: ثقافة تقود المجتمعات

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/20 الساعة 11:37
بقلم رلى السماعين يؤسفني جداً بأن العالم انجرف مع ذلك التقسيم الذي وزع بلدانه بين متقدم ومتأخر على اعتبار أن القوة السياسية هي المقياس، بمعنى أنهم قسموا العالم الى البلد القوي والبلد المستقوى عليه، بينما المقياس الحقيقي لتقدم دول عن أخرى عليه أن يكون بالمستوى الثقافي لتلك الدول، فالسياسة ثقافة أيضاً وعلم قبل أن تكون خطط وحروب. الجهل، ويُعرّف بقلة الثقافة، يقتل الفهم والمعرفة، لكنّ الحرف- الثقافة- تُحييهما، والحرف هو روح المجتمعات، وأما مقياسها فهو تقدم مستوى الثقافة فيها، الامر الذي إن اهملناه عشعش الكسل في البشر، واهدرت المشاعر وبات الناس بدل أن تكون حرة، رشيقة وحيوية، عُرضة وارض خصبة لاي دخيل من افكار وحضارة طارئة تعمل ببطىء وحذر ولكن بذكاء على تغيير الهوية والشخصية وبناء ادمغة جديدة لتسلب منه الراحة والطمأنينة. لماذا يكثر الكاذبون ويقل الصادقون؟ لماذا تزهق روح فتاة من دون سبب أو لأقل الاسباب لمجرد انها أنثى اخت كانت أم ابنة أم زوجة؟ لماذا نسعد في ايقاع الاذى على مخلوقات بريئة هي خلق الله؟ لماذا الجرائم في ازدياد والصدق بين الناس في نقصان ؟ لماذا نقتل بعضنا بالكلام ونغتال شخصيات، ونتطاول متبجحين؟ لماذا ولماذا ،،،؟ الثقافة تعزز الاحساس بالجمال، تدحض الكراهية وتبرز الرحمة، تبني المجتمعات على الرأفة وتشجع الانجاز . افتخر في اردننا، في بلدي، بالانجازات الكثيرة ، غالبيتها لم يسلط الضوء عليها بشكل كافي كما تستحق، وهناك التي تعمل بصمت من دون اي ضجيج. وزارة الثقافة الاردنية التي اخذت على عاتقها وتوكلت مهمة ايصال رسالة المئوية إلى خارج الاردن بتكليف من دولة رئيس الوزراء، وذلك احتفالاً بمئوية تأسيس المملكة الاردنية، بالتركيز على تأليف كتب في مجالات التاريخ والسياسة والمجتمع من ضمن غيرها من المهام، تعمل على عكس صورة واقعية وحقيقة وراقية عن مجتمعنا وشعبنا الاردني. وقد تشرفت بأن اكون ضمن مجموعة من الاكاديميين والصحافيين اخذنا على عاتقنا تبني هذا النهج، فاللجنة من خلال مهامها تنشر عدة كتب منها ما يتحدث عن قصة نشأة الدولة وظروف تأسيسها، وآخر عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي واجهت التنمية الاقتصادية، وذلك الذي يتحدث عن تشكل المجتمع الاردني الحديث، وآخر عن انجازات المملكة في السعي نحو السلام وغيرها. جميع هذه الكتب في صدد ترجمتها الى لغات عالمية عدة منها الانكليزية، والاسبانية، والصينية، والفرنسية واليابانية. في الفترة التي صدمت العالم عندما انتشر فايروس كورونا، وتوقفت الحياة، كان النظام الذي وُضع في وزارة الثقافة يعمل بجد، فطاقم الوزارة لم يتوقف عن التواصل مع السفارات والشخصيات القيادية المحلية والترتيب مع الكتاب وعددهم ليس بقليل، وتنظيم امور الطباعة والترجمة وكلها تحتاج الى جهد جهيد، جهود جبارة لم توقفها أو تحدها ظروف الحياة الصعبة والمخيفة التي مرت بالعالم، وبذلك وبوقت قصير أنجز الكثير. اقولها بفخر بأن في وزارة الثقافة طاقم يستحق التقدير على راسه معالي الوزير، والامين العام، ومقرر اللجان، وسكرتيرها وغيرهم من الجنود المجهولين. الامر لن يتوقف على اللجنة او على طاقم الوزارة وكلنا نعمل بجد وجد، الامر متوقف على كل منا في نشر رسالة المئوية للعالم عن طريق المنشورات التي نكتبها على صفحاتنا الخاصة على المواقع الافتراضية، والتاريخ الذي يجب أن نعرفه وندرسه بحقيقته. الثقافة ليست كمالية في المجتمع، ووزارة الثقافة ليست عبأً على الوزارت بل هي التي يجب ان تقود المرحلة هذه، لان مهمة الثقافة هي في انعاش العقل وتوحيد الامة وفي توقيف الصراع ليحل مكانه الحوار، لذا علينا كمجتمعات واعية تعزيز دور الثقافة من خلال الوزارة بغية الحصول على الراحة والطمأنينة المفقودة. هنيئاً لنا بجهود رائعة تقوم بها الوزارة لتصقل العقول بالمعرفة والانسانية وتنشر عطر مئوية الدولة إلى العالم الخارجي. *صحافية وكاتبة مختصة في شؤون الحوارات والمصالحة المجتمعية
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/20 الساعة 11:37