اليوم العالمي للاجئين.. اللاجئون السوريون نموذجاً

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/19 الساعة 23:33
بقلم: د. زايد حماد غيث
يوم اللاجئ العالمي أو اليوم العالمي للاجئين يحتفل به في 20 يونيو من كل عام، حيث يخصص لاستعراض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين والأشخاص الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد، وتسليط الضوء على معاناة هؤلاء وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR) فيما احتفل به للمرة الأولي في العام 2001، من ويكيبيديا.
اود في البداية أن انوه إلى أن اللاجئين السوريين في الأردن لا يمكن أن نطلق عليهم مصطلح لاجئين لانهم لغاية هذا اليوم من كتابه هذه المقال لم يحصلوا على صفة لاجئ كما تنص عليها المواثيق والمعاهدات الدولية ولا اريد أيضا أن ادخل في نقاش على توقيع الأردن على تلك الاتفاقيات ولكنني يمكن أن ادلل على أن اللاجئين السوريين في الأردن لم يأخذوا صفة لاجئ من خلال الوثيقة التي يحصل عليها اللاجئ من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) حيث مكتوب هذا النص وبخط كبير وعلى رأس الصفحة العبارة التالية:
(وثيقة اثبات طلب اللجوء لدى مكتب المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين) وفي سطر اخر من نفس الوثيقة مكتوب أيضا إلى من يهمه الأمر (تشهد مكتب المفوضية السامية للامم المتحدة بأن الشخص المذكور اعلاه هو طالب لجوء ويقوم المكتب حاليا بداسة طلبه لتقرير وضعه النهائي) ومكتوب أيضا في نفس الوثيقة (يتوجب بشكل خاص حمايتها من العودة القصرية) انتهى الاقتباس.
استطيع أن أؤكد لكم بان المجتمع الدولي وضمن هذه العبارات الفضفاضة والتي تؤكد الكثير من مفرداتها بان اللاجئين ليسوا لاجئين وان دولة مثل الأردن مثلا يجب عليها أن تتحمل اغلب الأعباء التي تتعلق باللجوء دون أن يحصل اللاجئون على صفة رسمية والاهم من ذلك يمنع العودة القصرية لهم وبعيدا عن عبارات المفوضية الفضفاضة فان الأردن دوما هو الملاذ الأمن لكل المستضعفين ولكن لا يمكن باي حال من الاحوال سواء كان ذلك بالمواثيق الدولية أو غيرها أن يقوم الأردن بإعادة اللاجئين قصرا إلى بلادهم
واود أن انوه هنا أيضا أن اللاجئين السوريين في الدول الغربية يحصلوا عن وثيقة تثبت بانهم لاجئين وتقوم تلك الدول بتوفير الرعاية الكاملة لهم إلى أن يستطيعوا الاعتماد على انفسهم بشكل تام حيث أن تلك الدول تمتلك المقومات الاقتصادية والمنظمومة الاجتماعية والمقدرة على دمج اللاجئين بينهم بشكل كبير وأيضا الكثير من تلك الدول هي بالاصل بحاجة إلى العقول والمهن والكفاءات التي يتمتع بها اللاجئون السوريين.
في الدول العربية يعيش اللاجئين السوريين أوضاع انسانية مؤلمة وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الدول الخليجية ومن خلال أحد الملحقين الثقافيين في سفارتهم طرحت عليه فكرة استقبال لاجئين سوريين في بلدانهم فكان جوابه أن دولته تستقبل أكثر من مليون لاجئ سوري لديها وعندما سالته متى كيف تم ذلك اخبرني بان في دولته أكثر من مليون مقيم سوري يعمل لديهم وان هؤلاء تعتبرهم لاجئون لا اريد الخوض في هذا المفهوم العجيب من اللجوء الذي وصفه المحلق الثقافي لتلك الدول.
نعود لتتحدث الآن على الأوضاع الانسانية للاجئين حسب مفهوم اليوم العالمي للاجئين لنجد مأساة انسانية وكارثة مصطنعة احلت بهم في اغلب الدول العربية التي يلجأون اليها.
فاذا كنت ممن يهتمون بالامن الغذائي فانني اتمنى على منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي أن يقومون بدارسة عن الصحة الغذائية وانا أؤكد لهم بان اغلب الفيتامينات ستكون تحت المستوى المطلوب بدرجات ناهيك عن نقص حاد في توفير مستلزمات الحياة الطبيعية من طعام وخلافه لانه بالإضافة إلى نقص تلك المساعدات فان أكثر من نصف اللاجئين مثلا لا يتلقون مساعدات من برنامج الغذاء العالمي ولا يوجد منظمات محلية ودولية تقدم مساعدات مباشرة ومنتظمة للامن الغذائي.
واما إذا كنت ممن يهتمون بالامن الصحي والمنظومة الصحية للاجئين فان امام مأساة حقيقة يدمى لها الجبين وإذا كنت تود السؤال عن الأشخاص الذي يجب إجراء عمليات جراحية لهم أو ممكن يعانون من مرض السرطان أو حتى الأمراض المزمنة أو غسيل كلى فانت امام وضع انساني يطلق عليه الموت الرحيم أو الموت البطيء بتواطئ عالمي وبترخص رسمي لانهم ينتظرون الموت دون علاج عشرات بل مئات الحالات تموت مع سبق الإصرار والترصد لانه لا توجد أي جهة إلا القليل مستعدة لتقديم لهم الرعاية الصحية السليمة أو حتى الرعاية الصحية المتوسطة أو البسيطة من أراد إجراء عملية قلب مفتوح أو من كان مريض بالسرطان ونظرا لارتفاع تكلفه علاجهم عليه باختصار أن ينتظر الموت في أي لحظه فوصول ملك الموت اسرع بكثير من وصول جهة متبرعة له نحن نؤمن بان الإعمار بيد الله ولكن الله عزوجل طلب منها الاخذ بالأسباب بحرقة والم شديد يغلب عليه برد الوالدين بكى امام أخ سوري يتوسل بعزة نفس إيجار متبرع لوالدته التي هو بر بها من أجل إجراء عملية صمامات والمصيبة اننا عندما سالنا عن التكاليف كانت اغلى من عملية القلب المفتوح بضعفين استسلم هذا الفتى لقضاء الله وهو ينتظر ويعد العدة لإجراء العزاء والدفن.
واما أن كنت مهتم بالمنظومة التعليمية سواء في المراحل الاساسية أو الجامعية فانت امام جيل بعيد كل البعد عن التعليم ولا ادري أي جهات سوف تتلقفه في المستقبل فالبعض منها لا يدرس واتجه إلى العمل والبعض منها غير قادر عن تأمين مستلزمات الدارسة الاساسية ويقوم بذلك باذنى المستويات التعليم والبعض يصار للوصول إلى المستوى الطبيعي من التعليم أما المراحل الجامعية فهي قد تكون منسية عند الكثير منهم رغم وجود بعض المنظمات التي توفر منح ولكنها لا تغطي جزء يسير من الناجحين في الثانوية العامة.
ولا اريد الخوض في كل المسائل التي تتعلق بالحياة اليومية للاجئين والتي هي اساسية في حياتهم ويجب أن تعالج وتقدم لها الخدمات المناسبة فعلى سبيل المثال ولا الحصر نقف اولا على التنمية المستدامة وما يتفرع عنها عوامل رئيسية بعد ذلك موضوع الدعم النفسي والاجتماعي مرورا بالتمكين إلى الاعتماد على الذات.
ولا شاء أن بعض الدولة العربية الغربية أو المنظمات المحلية والعربية والدولية تقوم بجهد المقل ولكنني من خلال خبرتي الميدانية فان ذلك لا يفي بجزء يسير من الحاجة الكبيرة التي يحتاجها إخواننا اللاجئين.
الاردن تحمل كل الاعباء الاقتصادية والاجتماعية والنفسية وقدم كل ما يستطيع للاخوة اللاجئين والجميع يعلم الوضع الاقتصادي للاردن حيث بلغت تكلفة استضافة اللاجئين لغاية الان اكثر من 12 مليار دينار .
واعتذر منكم بانني ساتحدث بالنهاية عن الكرامة الانسانية للاجئين والتي هي الاساس هذا المفهوم الذي أصبح في هذا الأيام بعيد كل البعد عن الذين ينظرون ويعملون في المجال الانساني إلا القليل منهم واقصد هنا ترجمة مفهوم الكرامة الانسانية واقعا علميا ولا خطابات وبيانات ولقاءات واتفاقيات إذا أردت أن تشاهد كيف اجبرنا الكثير منهم مكرهين على التخلي عن كرامتهم الانسانية فما عليك إلا أن تتحدث مع إنسان كريم عزيز كان في قومه يقف خلف الباب يطلب الحاجة والمساعدة وهو يامل منك إلا تفتح الباب حتى لا ترى عينك عينه فينهار ما تبقى من الكرامة الانسانية عنده، حفظ الله كرامتكم وأدام عليكم نعمة الأمن والامان.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/19 الساعة 23:33