بزادوغ تكتب: الهستيريا الجماعية

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/18 الساعة 14:09
تنمر وعنف بجميع صوره: لفظي، معنوي، مادي وجسدي
يمارس بكثرة من المحيط بالإنسان وعلى جميع المستويات والفئات
لا يفرق بين؛
- رجل أو امرأة
- طفل، مراهق، بألغ أو كبير السن
-عالم أو مثقف أو شحيح المعرفة
- من لديه وظيفة - بدخل بسيط أو ممكن أكثر من دخل ومن هو عاطل عن العمل وليس لديه أي دخل
- من لديه خبرة وثقافة ومن لا يملك أي منها
- الصحيح عقلياً وجسدياً ومن هو معتل عقلياً أو صاحب همم
- من يود خير البلاد والإصلاح ويقدر عليه ومن لا يود خير البلاد والإصلاح أو لا يقدر عليه
فأحكامنا سبقت وعينا، ادراكنا، الأبعاد والتبعات بل أصبحنا عبارة عن رد فعل مبرمج "غير مدروس" ؛ رد فعل عصبي مباشر لما حولنا من أشخاص أو أحداث. فهذه الأحكام مبنية على تشوهات إدراكية معرفية من خبراتنا وعقدنا الشخصية ومعلوماتنا المحدودة فيما نحكم عليه من أحداث أو فيمن نحكم عليهم/ن من أفراد
بالإضافة لمزاجيتنا، أنانيتنا، تأثرنا بالغير سلباً (العدوى/الهستيريا) ، تأثير الجائحة وتبعاتها؛ تعبنا النفسي والجسدي والمادي والإجتماعي..كما نظرتنا السياسية قصيرة المدى شحيحة الإدراك والوعي والمعرفة كلها آثار لما آلت إليه حياتنا اليوم؛
كأزمة البطالة والفقر، أزمة الطلاق والإنفصال - الإنحلال الأخلاقي- "أزمة الأخلاق"؛ تشوه مفهوم الزواج والعائلة، تشوه مفهوم تمكين المرأة بمعادلة خاسرة جداً غير عادلة فأصبحت العدالة بين الجنسين نقمة وليست نعمة !
عدم مواجهتنا لتحدياتنا النفسية وتشوهاتنا الإدراكية بحجة أنها عيب ووصمة عار وعدم مراجعة مختص لظننا أننا لسنا بحاجة لمن يساعدنا أو إيهام نفسنا بأننا أفضل حالاً دونه ! فبالتالي تزداد لدينا الأعراض ونفقد السيطرة عليها لتمسي أمراضاً عقلية!
كل ماذكرته وأكثر ليس جديد علينا ولكنه تفاقم ووصل لمرحلة القنبلة الموقوتة التي انفجرت على حين غرّة ! وأدى انفجارها إلى تشكيل "صدمة وهستيريا جماعية" توضحت معالمها وتبعاتها كالآتي؛
- ازدياد نسب البطالة
-ازدياد نسب العنف الأسري
- الموت النفسي وموت الفجأة
- ازدياد نسب الطلاق والإنفصال
- ازدياد نسب الإكتئاب والإحباط والأمراض النفسية والعقلية
- ازدياد نسب الإنحلال الأخلاقي وموت الضمير والتشوه الإدراكي (قتل/شروع بالقتل/ تشويه، سرقة، خيانة، اغتصاب، اغتيال شخصيات، ابتزاز وغيره..)
- تهديد أمن الأفراد وسلامهم كما التخريب المتعمد وقلة الحس بالمسؤولية الوطنية.
- وغيرها الكثير الكثير مما نراه ونسمع عنه بحياتنا الشخصية أو المهنية على حد سواء وهذا على مستوى محلي بشكل خاص.

الحلول كثيرة وأولها؛
- البدء بأنفسنا لا بغيرنا.
- ناقش وارفع صوتك بالحلول المقترحة وليس بالانتقاد فقط.
- لا تحكم عالأحداث والأشخاص ولا تغتالهم لشخوصهم بل حاول مساعدتهم ونصحهم بالتي هي أحسن.
- تعلم وتثقف ذاتياً وكن متقبلاً للغير.. للمختلف عنك ومنفتحاً لكل ماهو جديد.
- لا تتعنت لرأيك متأكد من شيء ١٠٠% إلا المسلمات غير ذلك تكن أحمقاً!!
- ليكن لك مختص تشاوره دائماً وتلجأ إليه عندما تصعب تحديات الحياة.
- فكر بإنقاذ الجميع وقتها تنقذ نفسك.
-تخلص من المشاعر والأفكار السلبية ولا تجعلها تسيطر على سلوكك - دوزن فكرك- كي لا تلقي بها على الآخرين بشكل أحكام مشوهة.
- انتبه لمن هم حولك من هم محيطين بك؛ فلهم تأثير محوري على حياتك.
- اضبط بوصلة أخلاقك، أولوياتك وأهدافك لتكن مرجعك؛ لتتحكم بمشاعرك، سلوكك، أحكامك بمنطق وحزم وتعيدك لرشدك ان حدت عنه لأي سبب كان.
* مختصو بالهندسة البشرية والإنسانيات الرقمية
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/18 الساعة 14:09