كل جمعة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/02 الساعة 02:05
•مهرجان الفتاوى الرمضانية
الصوم هو "الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية». هذه العبادة وهي ركن مثبت من أركان الإسلام تقوم على النية .
مر أسبوع على الشهر الكريم وكنت أحرص يوميا على الإستماع الى برامج تتبارى الإذعات ومحطات التلفزة على بثها في أوقات محددة ،فهي إما أنها تختار فترة الظهيرة مع تعامد الشمس في كبد السماء أو قبل الإفطار بساعة ،حيث تنهال أسئلة المهتمين وبطبيعة الحال جلها يتعلق بالصيام .
يسرع شيوخ أجلاء في الإجابة عن أسئلة الناس وعلى الأغلب يتحاشون التدخل لتوجيه الأسئلة بتوعية الناس عن فضيلة الصوم وطرق الإمتثال لهذا الركن الأثير الذي خص الله عز وجل نفسه بثوابه وقال عز وجل : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ .
يسأل الناس عن المفطرات وهذا طبيعي حتى يكون الصيام قويما ،لا لبس فيه ،لكنني لم أخف دهشتي من طبيعة بعض الأسئلة التي يحرص بعض شيوخنا الأجلاء على الإسترسال في الإجابة عنها مثل سؤال دفع به أحد المستمعين عن حكم قطرة العين وما إن كانت ستجد لها مدخلا عبر الحدقة الى الحلق ومنه الى الريق قبل أن تستقر في المعدة .
هل مثل هذه القطرة تفطر , لكن السؤال الأهم هل ستروي هذه القطرة الظمآن وهل ستغني عن شربة كوب من الماء؟
لماذا قد يحتال أحدنا على صومه بمثل هذا الفعل .. بقطرة يمررها عبر العين ؟.
الصوم هو فرض يقدمه الصائم في عبادة الله , وهو إن نوى أن يحتال ليفطر فقد ذهبت نية الصوم فلم يعد صائما ،يعكس النية حتى لو أنه أمسك عن الطعام والشراب .
ظني أن مثل هذه الأسئلة لا يجب أن ترى النور ولا يجب أن يتعاطى معها الشيوخ أصلا , وواجب شيوخنا الأجلاء تذكير الناس بصفاء النوايا ومنها تهذيب السلوك قبل البحث مطولا في أمر قطرة العين وتسللها الى الريق .
الصوم ليس فقط إمساكا عن الطعام والشراب بل إمساك عن كل ما يسيء للغير على قاعدة الإحترام والتسامح وقبلها التصالح مع الذات .
• مظاهر وأخبار غريبة
منذ اليوم الأول تسرع مؤسسات الى بث أخبار لا معنى لها يسرع بعض الزملاء الصحفيين الى تلقفها وتنشر مثل خبر غريب ومثير لا يفيد أحد لكنه يعكس سلوكا لا علاقة له بفضائل الشهر المبارك .
مثل ذلك , خبر عن كميات الخضار والفواكة والورقيات الواردة إلى سوق الجملة المركزي للخضار والفواكة التابع لأمانة عمان الكبرى اوأطنان الخضار والفواكه من مختلف الاصناف .
ماذا قد يفيد هذا الخبر سوى انه يتحدث عن مواطن يمشي على بطنه شرها للأكل , وماذا قد يفيد سوى أنه يلفت الإنتباه الى زيادة حجم الإستهلاك في شهر يفترض أن يكون الناس فيه صائمين عن الطعام , هذا ليس شهر الجوع وملء البطون إنما هو شهر الزهد والعطاء والتقشف .
خبر آخر طريف وللحق فقد إحترت في تفسيره يقول أن العمانيين ألقوا في أول أيام رمضان حوالي 3600 طن، من النفايات بزيادة قدرها 600 طن عن المعدل الطبيعي اليومي.
وفي تفسيره للحدث تقول أمانة عمان ، إن سبب الزيادة في كميات النفايات يعود إلى النمط الاستهلاكي الذي يطغى على سلوكات «المواطنين» في الشهر الفضيل.
ولمواجهة هذا التحدي أجبر عمال الوطن الميدانيين وكابسات النفايات على العمل بكامل طاقتهم.
ليس هذا فحسب ففي خبر آخر قدر مجموع استهلاك الأردنيين من الدواجن الطازجة منذ بداية شهر رمضان المبارك 11 مليون طير أو ما يعادل 611 ألف طير يوميا.
استهلاك الأردنيين من الدواجن الطازجة يرتفع بشكل كبير خلال أيام شهر رمضان كون الدواجن من الاصناف الرئيسية على موائد الأردنيين خلال شهر رمضان خاصة خلال الايام الأولى من الشهر الفضيل.
وهو ما دفع المزارع الى مضاعفة اعداد الدواجن التي يتم تربيتها من اجل شهر رمضان المبارك نحو 17 مليون طير أي ما يعادل 23 ألف طن.
• أيقونة.
الشاب الأحنبي الذي قضى دفاعا عن فتيات محجبات تعرضن للمضايقة والتحرش ليس مسلما , لكنه غدا أيقونة تستحق أن تكون مثلا على سمو المبادئ والقيم كأفضل ما ترتقي اليه من مقام عالمي رفيع تثبت أن القيم والأخلاق ليست حكرا على دين ولا على مذهب ولا على طريقة بل هي ملك الإنسانية جمعاء .
والدة الشاب الأميركي تاليسين نامكاي 23 عاماً الذي استفزته إهانات عرقية ودينية بحق فتاتين مسلمتين صادف وجوده معهما في قطار بمدينة بورتلاند اقبل أن ينتهي به الأمر مطعوناً .. كتبت تقول :- « كان بطلاً وسيبقى بطلاً في الجانب الآخر، نجمة ساطعة مشرقة، «.
الأخلاق منظومة قيم جالبة للخير وطاردةً للشر .
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/02 الساعة 02:05