من أيِّ أهلٍ أنتَ؟

مدار الساعة - كتب: الدكتور محمد كامل القرعان أنا من القدامى الذين رفضوا الذلّ ولم تغمدْ سيوفهم ولم تعرفْ معنى النوم، فكانت دائمًا مسلولة ومستعدة للدفاع عن الوطن، دليلَ الشجاعة وشدة البأس '. في حجمِ بعضِ الوردِ إلّا أنَّك شوكةٌ ردَّت إلى الشَّرقِ الصِّبا ثمَّ، أيها البلد الصغير من حيث مساحتك إلَّا أنَّك استطعت أن ترد للشرق جميعه شبابه وتعيد له أمجاده وكرامته وبريقه وهذا بفضل شعبك وجيشك العظيم وقيادتك الهاشمية الفذة . لم يعرف هذا البلد يوما الخيانة ولم يتاجر يوما بدم ابنائه بل كان على الدوام سياج عز وفخر ، ان خاصم خاصم بشرف وان قاتل قاتل بشرف. هذه ثوابت راسخة عميقة اسس عليها وتناوبها جيل بعد جيل. ان كنت ترغب بمعرفة هذه الحقائق، استمع الى ضيوف الاردن من العرب ماذا يقولون عن وطنك؟ وايضا انصت بسفرك خارج البلاد ماذا يتحدثون عن الاردن؟ في مناقشة رسالة الدكتوراه في الجزائر لي انبرى احد اعضاء اللجنة وهو البرفيسور عزوق الخير ليتكلم عن هذا البلد ومدى اسهاماته في تنمية الانسان الاردني ومدى التطور والتحديث الذي وصل اليها رغم شح الموارد واسهب في الكلام عن الاردن مدحا وفخرا كنموذج دولة ناجحة، صانت انسانها واستثمرت به علما ومعرفة، وقد زادني ذلك شرفا وحبا وتقديرا لبلدي. نعم هذه هي الصورة الحقيقية للاردن واكثر من ذلك؛ بحجم ضمة الورد لكنه له صولات وجولات اعجزت المراقبين واعجبت المنتمين. ننكر كل اعمال من شأنها ان تسيء لسمعة الاردن ونستغربها بل نذمها، ولا ننكر الأخطاء وبعض التجاوزات سواء على الحكومات او البرلمانات وغيرها، لكن ما هو ذنب هذا البلد، لا سبيل لنا سوى ان نحافظ عليه ونحميه برموش الاعين، ونثق ان المستقبل سيكون ان شاء الله الافضل والاحسن. الاردن يستحق الوفاء والانتماء وقيادتنا الهاشمية الفذة لها كل الاحترام والتقدير والمحبة.. هذه العائلة الكريمة التي ما فتأت يوما عن طريق النبل والشرف فكانت حريصة على تجنيب هذا البلد كل اشكال التهديد والدمار وسعت بكل طاقتها للتحديث والتطوير. وكانت دائما رحيمة متسامحة مع كل مسيء شيمتها العفو عند المقدرة وهي صفة النبلاء وسمة الكرام. واختم مقالي مقتبسا من قصيدة ارض العزم... فرضتْ على الدنيا البطولةَ مشتهًى وعليك دينًا لا يخانُ و مذْهَبَا : لطالما كانت البطولة رغبة وإرادة إلّا أنّك فقد فرضت أيّها الشعب العظيم والبلد العظيم على نفسك البطولة فكانت دينًا ومذهبًا لك تعتنقه ما حييتَ.