الهروط : لماذا قبل عدنان حمد مهمة النشامى ؟!

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/17 الساعة 05:26
كتب : عبدالحافظ الهروط 
بداية، أستطيع القول أن الخبر الذي تلقاه الوسط الرياضي والجمهور الاردني بتعيين المدير الفني العراقي عدنان حمد، لقيادة المنتخب الوطني لكرة القدم، كان مطلباً منذ وقت طويل، ولكن المكابرة والعناد، كانا الرد ولو بالصمت.
لقد تعثر المنتخب في استحقاقات على الصعيد الآسيوي، وآخرها الخروج المبكر من التصفيات الآسيوية والمؤهلة لكاس العالم في الدوحة ٢٠٢٢، وبإشراف البلجيكي فيتال، رغم الاستعدادات المبكرة وخوض مباريات كانت تشير الى أن ادارة هذا الرجل مغامرة، وأن بقاءه ستكون له نتائج وخيمة، وقد حصلت.
وقبل أن تأخذ الأسئلة طريقها، وتختزل بسؤال واحد: لماذا جيء بالعراقي عدنان حمد على وجه السرعة، وقد ودّع المنتخب أهم الاستحقاقات، وحمل فيتال عصاه ورحل، ولا  أسف عليه، لا بل أنه ترك وراءه غصة وغضب كل الاردنيين، مثلما وضع الاتحاد تحت سخطهم ومطالبتهم الاتحاد، ايضاً، بالاستقالة  ؟ فإن السؤال المهم : لماذا قبل حمد بهذه المهمة وفي هذا الظرف؟.
لا يختلف اثنان على أن حمد يعد أفضل المدربين الذين قادوا منتخبنا الوطني حتى وإن كانت بينه وبين المرحوم محمود الجوهري مفاضلة، إلا أن الأول كاد يحقق الحلم الاردني الكبير وهو  يتقدم بالمنتخب الى ملحق كاس العالم ٢٠١٤ في البرازيل قبل أن ينزع منه الاتحاد القيادة الفنية، والمنتخب في ذروة نتائجه المشرفة .
غادر حمد وفي حلقه غصة، وفي فكره عتب، وفي قلبه وعلى لسانه عبارة قالها ذات يوم لكاتب هذه السطور (سآتي على ذكرها)، وكان  حينها يواصل الاستعدادات، ورأسه يموج ليبوح للإعلاميين " لن يرتاح لي بال حتى أفوز على استراليا واليابان، ففعل.
حمد الواثق بقدراته، الزاهد اعلامياً عند الفوز ، والمحمّل نفسه المسؤولية عند الخسارة، "نهشه" بعض الإعلاميين، وحرّض عليه بعض إداريي اتحاد كرة القدم لأمور شخصية ونادوية، ولكنه احترم حرية التعبير  الاعلامي، وترفّع عن الشخصنة ولم يرد بالمثل.
قال لي " أن الأًردن هو العراق، والعراق هو الأَردن  عندي، وهذا المنتخب يجب على كل لاعب فيه أن يكون جندياً مقاتلاً لا يقدّم ناديه عليه بأي شكل من الأشكال " .
تابعت عدنان حمد على شاشة " بي ان سبورت" القطرية، محللاً مع نخبة عرب وأجانب ، لبعض المباريات القارية وكأس العالم الماضية في روسيا، فقلت في نفسي، وكتبت على صفحتي " الفيسبوك" : رغم الارتياح الذي يعيشه المدرب العراقي عدنان حمد وهو ينضم الى فريق من المحللين الكبار ، بعيداً عن ضغوطات المباريات عليه عندما كان مدرباً، إلا أن قناعتي انه لو سُئل أيهما يفضل التحليل أم التدريب، سيختار التدريب رغم كل أوجاع هذه المهنة .
باختصار : حمد لم يطمع بمال المدير الفني الذي يفرض شروطه ( وهو حقه الاحترافي)، وهذا ما يعرفه الاتحاد الاردني دون كل الاتحادات، ولكن قَبِلَ العودة لأنه يحب الاردن كما يحب العراق .. وعلينا الاّ نفرّط به.
"ابو ياسر "، عدت والعود أحمد ، وأهلاً بك  في بلدك الاردن وبين أهلك ، ونسأل الله لك التوفيق في مهمتك التي انتظرناها طويلاً ، وربما انتظرتها بفارغ الصبر.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/17 الساعة 05:26