المجالي يكتب: الأمير علي.. كان الله في عونك

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/17 الساعة 01:15
كتب: أمجد المجالي
أقف أمام شهادة هي للتاريخ، وأمام سؤال يوجه من مهتمين ومتابعين لكرة القدم الاردنية التقيهم في السوق والمؤسسات والمناسبات العامة وحتى الأزقة: انت حظيت بشرف العمل ضمن منظومة يقودها سمو الامير علي بن الحسين، فما هي آلية العمل، وكيف كان الاتحاد في آحيان كثيرة نتغلب على ضعف الامكانات وقلة الحيلة؟
اعتقد جازما، أن اجابتي تشكل شهادة بعيدة عن حدود المجاملة أو الرياء، كوني غادرت الموقع الذي تشرفت بشغله لسنوات، وأصبحت بعيدا عن دائرة القرار في الاتحاد واصبحت متلقيا شأني شأن الجمهور، ولا أسعى لأي مصلحة كوني قدمت كل ما يلزم خلال تشرفي بمهمتي السابقة بالاتحاد.
منذ نجاح المنتخب الوطني بالمحافظة على ذهبية الدورة العربية 'دورة الحسين' 1999، وحيث تسلم سموه مهمة رئاسة الاتحاد، فإن خطط وبرامج مأسسة كرة القدم الأردنية برزت ضمن روزنامة الاولويات، فالتطوير الفني امتزج بتعزيز القدرات الادارية والاستثمار بها، في الوقت الذي توجت تلك الرؤية بإعلان الامير علي عن تأسيس اتحاد غرب آسيا سنة 2000 وفي خطوة استشرافية سبقت رؤية الاتحاد القاري.
الافكار الطموحة ترجمت الى خطط بناءة وخيارات ناجحة افضت الى الظهور الاول في النهائيات الاسيوية 2004 فكان الحضور اللافت والمشرق، والذي تكرر بنهائيات الدوحة 2011 وبينهما انجاز تواجد منتخب الشباب بمونديال 2007.
وبعدما كان المنتخب الوطني بين قاب قوسين من التأهل لمونديال البرازيل 2014 بعد بلوغ الملحق بمواجهة منتخب الاورجواي، فإن المسيرة تواصلت بنفس مقدار الطموح لكن فترة الاحلال والتبديل كان لا بد لها أن تأخذ وقتها الطبيعي بين ارتفاع وهبوط متوقع في مؤشرات الاداء والنتائج.
في محطات مضت أفردت وسائل الاعلام العالمية الكثير من المساحات للحديث عن انجازات الكرة الاردنية رغم شح الامكانات وقلة 'الحيلة' وأجمعت على ان السر يكمن بقيادة حكيمة، وهذا ما اتضح بالجرأة المسؤولة عندما تصدى الامير علي لقرع الجرس بأوساط اللعبة العالمية ايذانا بمحاربة الفساد المستشري ما أفضى الى انهيار “امبراطورية بلاتر' وتهاوي رئيس الاتحاد الاوروبي، في الوقت الذي حظيت برامج التطوير لمشروع التطوير الاسيوي برئاسة 'منقذ' اللعبة وعاشقها المزيد من الاهتمام والرعاية.
وحيث انجز الامير علي نجاحات غير مسبوقة تمثلت بالتصدي الشجاع لمحاولات كانت تهدف الى ابعاد اللعبة الاولى شعبيا على مستوى العالم عن حدود القيم والمبادىء التي تسمو بها، فأن الكرة الاردنية وأهمية دفعها نحو المزيد من التطور شكل دوما الهاجس الرئيس لسموه الذي يقدم دوما نفسه كمحب وعاشق للعبة.
وبشهادة حق، فإن الامير علي انشغل بعديد من الامور الخاصة ببنية تحتية بحاجة الى تطوير ما يفسر جهوده التي افضت الى استضافة مونديال الشابات ونهائيات أسيا للكرة النسوية ما دفع الى صيانة وتحديث المنشآت الرياضية لتتضح قيمة الارث للاجيال القادمة.
وحيث بقيت الاندية والمنتخبات الشغل الشاغل لمحب اللعبة وراعي مسيرتها، فإن التوجيهات كانت تهدف الى ترجمة الخطط الى واقع ملموس على الارض الواقع، لكن ذلك كان يتفاوت بين كفاءة كوادر بعينها تحملت المسؤولية واخرى لا تملك القدرة أو المعرفة، لتظهر الفجوة بين الحين والآخر.
وحيث عاشت كرة القدم الاردنية نجاحات لافتة بعدما كانت توجهات الامير علي تنفذ وفق آليات ممنهجة، فإن افتقار البعض لأدوات المعرفة وضرورات تحمل المسؤلية دفعت الأموال والطموحات نحو نفق مظلم يبعث الى الخيبة والاحباط.
رغم عديد الظروف الصعبة، وتصاعد وتيرة الازمة المالية جراء تقاعس وتراجع الرعاة عن دورهم الرئيس تجاه اللعبة، فإن مسألة توفير كل متطلبات واحتياجات المنتخبات الوطنية بقيت بمثابة الخط الأحمر بتوجيهات الأمير علي، وحرصه ومتابعته اليومية لضمان استمرار خطط التحضير لبلوغ مؤشرات التأهب المثالي ليحظى منتخب النشامى بأفضل مسيرة للاعداد بين المنتخبات المشاركة في تصفيات المونديال من معسكرات ومباريات وفق رؤية الجهاز الفني، الى جانب تعزيز جوانب الدعم المعنوي والمادي وبأقصى درجاته، ومع ذلك فإن الصورة بدت مشوشة خلال المحطة الاستكمالية في الكويت، فالمنتخب لا يؤدي والنتائج لا تلبي الطموح، وحلم الترشح للمونديال تبخر رغم توفر كل عناصر النجاح!
ومرة جديدة تتحمل وحدك مسؤولية أخطاء الاخرين، ومنهم من يختبئ خلف ستار قرار خاطئ، أو مشورة بنيت على مصالح خاصة وضيقة، لتظهر العزيمة والارادة والتحدي بمواصلة المسيرة وفق تعديلات تحتاجها الادارة الفنية وفقا لاعتبارات نفسية تماشيا مع المرحلة الحالية، ومع كل موقف تتصدى بجسارة وشموخ لمعالجة أخطاء الاخرين، سأبقى أردد : كان الله في عونك يا محب اللعبة وعاشق الانجاز.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/17 الساعة 01:15