قوات الاحتلال الإسرائيلية تعتدي على المقدسيين في باب العامود
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/15 الساعة 16:11
مدار الساعة - اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، على الفلسطينيين المتواجدين في منطقة باب العامود أحد أبواب البلدة القديمة في القدس المحتلة واعتقلت شابين.
وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال هاجمت المتواجدين في منطقة باب العامود وحاولت اخلائهم من المنطقة بالقوة واعتدت عليهم بالعصي والهروات، كما اعتقلت الشابين أحمد عبد عطية، وحسين محمود عطية، من سكان بلدة العيسوية شمالي القدس خلال تواجدهما في باب العامود ودققت في هويتيهما واقتادتهما إلى أحد مراكز الاعتقال.
وفي السياق، أغلقت قوات الاحتلال عددا من متاجر الفلسطينيين في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، توطئة لتنفيذ اقتحام ضخم للمستوطنين ضمن ما يسمى "مسيرة الأعلام".
وأبدت الفصائل الفلسطينية، استعداداتها للتصدي لمحاولات المستوطنين الإسرائيليين المساس بالمسجد الأقصى، وذلك قبل تنظيم مسيرة الأعلام المُخطط لها الثلاثاء في البلدة القديمة في القدس المحتلة.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في القدس، إنها "ستتصدى بكل قوة لاستفزازات المستوطنين في المدينة المقدسة"، مشددة على أنها "ستقف سدًا منيعا في وجه كل من يحاول المساس بالمسجد الأقصى"، قائلة: "فالأرض أرضنا، والقدس قدسنا والمسجد مسجدنا".
"لن يكون للاحتلال فيها موطئ قدم، حتى وإن سالت الدماء فهي رخيصة لأجل الأقصى"، وفق بيان للحركة.
وطالبت الحركة، المقدسيين، بـ "ضرورة الوقوف صفاً واحداً والتمترس في كل أنحاء المدينة، وخاصة حول المناطق التي من المقرر أن تمر فيها مسيرة المتطرفين الصهاينة، وتكثيف التواجد قرب باب العامود وأحياء القديمة، لصد العدوان المرتقب، وتشكيل حصن منيع حول المسجد الأقصى للدفاع عنه ومنع محاولات تدنيس مقدساتنا وتهويدها".
وأكملت شرطة الاحتلال الإسرائيلية استعداداتها تمهيدا لإجراء مسيرة الأعلام لحركات اليمين في القدس، وفق هيئة البث الإسرائيلية، التي أشارت إلى انتشار الآلاف من أفراد شرطة الاحتلال الإسرائيلي "بغية الحفاظ على الأمن النظام العام".
وطالب مفتش الشرطة العام الإسرائيلي الجنرال كوبي شابتاي، بـ "استدعاء جنود احتياط من حرس الحدود ورجال الشرطة لغرض الحفاظ على الأمن".
وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي إن عدة شوارع في وسط وشرقي القدس المحتلة ستُغلق.
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة حذرت في وقت سابق، من تنظيم المسيرة، بعد أقل من شهر من وقف إطلاق النار الذي أنهى 11 يوما من العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر.
حركة الجهاد دعت الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948، إلى "الزحف تجاه المدينة المقدسة وإعلان النفير، وبذل كل ما في وسعهم للوصول إلى المسجد الأقصى ومساندتنا في التصدي للعدو الصهيوني الذي يتجهز بكل قوته لقمعنا ومنعنا من الوصول إلى المناطق المستهدفة بالاقتحام والتدنيس".
"نحن على ثقة بأن مقاومتنا ستفشل مخططات الحكومة الصهيونية المتطرفة، وستقطع أطماعها التهويدية الاستعمارية في مدينة القدس والمسجد الأقصى، وعلى ثقة أيضا بأهلنا في فلسطين والشتات بأنهم سيقفون كما عودونا مؤازرين لنا ومساندين، كل في موقعه وبحسب ما يمتلك من قوة وإمكانيات"، على ما أكد البيان.
وكانت الفصائل الفلسطينية دعت إلى "يوم غضب" ضد مسيرة الأعلام المُخطط لها الثلاثاء من جانب القوميين اليهود في البلدة القديمة في القدس المحتلة.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن ذلك يمثل "استفزازا لأهلنا وعدوانا على القدس والمقدسات".
وقالت الجبهة الشعبيــة لتحرير فلسطين إن "المقاومة متأهبة للرد على اعتداءات الاحتلال والدفاع عن المقدسات وإصرار الاحتلال على تنظيم مسيرة الأعلام سيفجر المنطقة برمتها".
مدير أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى عزّام الخطيب، قال لـ "المملكة"، إن "المقدسيين سيدافعون بكل قوتهم عن المسجد الأقصى إذا تم المساس به"، وأضاف "مسيرة الأعلام استفزازية واستعراضية ولا علاقة لها بالدين اليهودي"، مؤكدا أن "الاحتلال الإسرائيلي يريد فرض واقع جديد في مدينة القدس".
"أي جهة تحاول العبث بالمسجد الأقصى وستنقلب عليها مهما كانت قوتها"، وفق الخطيب.
والاثنين، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن مسيرة الأعلام التي ينوي اليمين الإسرائيلي تنظيمها الثلاثاء، في شوارع القدس المحتلة بما فيها البلدة القديمة تهديد مباشر للجهود المبذولة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وحذرت الوزارة في بيان، من مغبة إجراء هذه المسيرة الاستفزازية ومخاطرها ونتائجها على الجهود المبذولة لتثبيت التهدئة ووقف العدوان وجهود إحياء عملية السلام، وتعتبرها امتدادا لعدوان الاحتلال المتواصل ضد المدينة المقدسة ومقدساتها ومواطنيها، وجزءا لا يتجزأ من عمليات "أسرلة" وتهويد القدس المحتلة.
وأوضح محافظ القدس عدنان غيث، الاثنين، أن الاحتلال الإسرائيلي يحول القدس المحتلة إلى "ثكنة عسكرية" ويقسمها لمعازل محاصرة، بقواته المعززة لتأمين مسيرة المستوطنين المقررة الثلاثاء.
وحذر الأردن من تبعات الخطوات الاستفزازية التي تؤدي إلى التصعيد والتوتر والعنف ومن مغبّة ما يسمى "مسيرة العلم" الاستفزازية التي يخطط المتطرفون لتنظيمها في البلدة القديمة.
ومنعت السفارة الأميركية موظفيها وعائلاتهم من دخول البلدة القديمة في القدس المحتلة، ودعت الرعايا الأميركيين للحذر بسبب احتمال اندلاع مواجهات مع إقامة مسيرة الأعلام.
"صاعق انفجار"
وقالت حركة حماس، إن مسيرة الأعلام التي يعتزم المستوطنون تنفيذها الثلاثاء ستكون بمثابة صاعق انفجار لمعركة جديدة.
أبو جمال الناطق باسم كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حذر من إقامة مسيرة الأعلام أو غيرها من المظاهر "الاستفزازية".
وقال أبو جمال "إن محاولات الاستفزاز المستمرة من قبل قادة العدو وقطعان مستوطنيه، لعب بالنار وتجاوز خطير لا يمكن السكوت عنه (...) ولن نقول سوى أن لكم في معركة سيف القدس عبرة فاعتبروا قبل فوات الآوان".
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى وهي جناح عسكري لحركة فتح حالة التأهب القصوى استعدادا للرد، في حال دخول مسيرة الأعلام إلى باحات الأقصى، الثلاثاء.
وأكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة أن المقاومة الفلسطينية جاهزة لمساندة التصدي لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، في ظل أنباء بشأن مسيرة الأعلام في القدس المحتلة والأوضاع في حي الشيخ جراح وعموم مدينة القدس المحتلة.
وأصدرت حركة فتح بيانا من لجنتها المركزية دعت فيه الشعب الفلسطيني إلى ضرورة المسير يوم الثلاثاء، والتصدي لمسيرة الأعلام لأن في المسيرة" تكريس لنهج الاحتلال الإسرائيلي وتكريس لفكر قيادة دولة الاحتلال فيما يخص تهويد القدس"، بحسب الناطق باسم حركة فتح حسين حمايل.
وحذر حمايل في تصريح لـ "المملكة"، من حدوث تصعيد في حال حدوث المسيرة، وأجاز الكابينت الإسرائيلي في وقت سابق، إقامة "مسيرة الأعلام" اليهودية الثلاثاء.
وقال وزير الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية الجديدة عومر بارليف "تم تقيم الوضع حول مسيرة الأعلام، والنية هي السماح بعقدها بالشكل الذي اتفق عليه بين الشرطة والمنظمين"، وفق مراسلة "المملكة".
وقال يوآف سيجالوفيتز، نائب وزير الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية، إن الحكومات السابقة منعت المتشددين من زيارة المواقع الإسلامية في أوقات التوتر.
وأضاف لهيئة البث الإسرائيلية (كان) "الشيء الأساسي هو التفكير في الأمر الصحيح الذي يتعين فعله في هذا الوقت".
وتُعرف المسيرة باسم مسيرة الأعلام احتفالًا بإعلان إسرائيل القدس عاصمة موحدة لها إثر احتلالها وضمها عام 1967 ويشارك فيها الآلاف وتصل إلى القدس المحتلة وتمر بمحاذاة وداخل أسوار المدينة القديمة وفي السوق الرئيسي ويتخللها استفزاز لسكانها.
المملكة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/15 الساعة 16:11