اضاءات في بناء الاحزاب السياسية

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/12 الساعة 19:56
مدار الساعة - كتب: د.سامي علي العموش .
 
نطمح الى بناء أحزاب سياسية فاعلة قائمة على أسس  برامجية مصلحية شعارها الوطن ومصالحه العليا، بعيداً عن البناء العقائدي سقفها خدمات ومصالح إقتصادية وسياسية تعمل على التحسين و التنافس  نحو الافضل ضمن مضلة كبرى هي الوطن وقواعده الثابته، ونحن نعلم بأنه لن يكون هناك ديمقراطية بدون أحزاب سياسية فاعلة وطنية المنبع والمشرب سقفها الوطن تتنافس فيما بينها نحو الافضل خدمة للوطن والمواطن، وهنا يتبادر الى ذهني أسباب فشل كثير من ألاحزاب في بنائها وإستمرارها وتكوين قواعد شعبية لها في مختلف ألاماكن وأول المرتكزات  هو عدم  وجود وعي سياسي مبني على ثقافة تؤمن بالأخر وتحترم رأيه والاختلاف  لا يفسد للود قضية فيما بينهما تنافساً على خدمة الوطن نحو الافضل ، وثانيها عدم تقديم ما هو مطروح  بطريقة سلسلة وبسيطة تصل الى أعلى المستويات فكراً وأقلها من خلال طرح معطيات يمكن التعامل معها ، وثالثهما المسوق الإعلامي للمكون الحزبي بحيث يعمل على تقديمه وتسويقه بطريقة تتناسب ومعطيات الظرف، رابعاً أن يستقي الحزب مبادئه ومكوناته من الوطن وان يكون مرجعه الوطن والحفاظ عليه بكل التفاصيل، خامساً أن يكون الطرح نحو البناء وليس الهدم  أخذاً التطوير والاصلاح  والبناء عليه  حتى  يتشكيل قناعات لدى الشارع بمختلف أطيافه لتكوين نوآه قادرة على الاستمرار، سادساً أن يكون من حملة  الشعارات والداعين له أكاديميون في مختلف التخصصات لهم أوزآنهم في المجتمع في التأثير على  الرأي والرأي ألآخر، سابعاً إشراك الفئات الشبابية على مستوى الجامعات والمؤسسات ،ثامناً إعطاء المرأة الدور الفاعل والإيمان بقدرتها في العمل السياسي كونها تشكل نصف المجتمع ،  تاسعاً التعامل مع مختلف النقابات بناء على اسس واعية تضع الوطن بكل تفاصيله أولاً وأن يكون مشربها من مياهه ،عاشراً أن تدور هذه الأحزاب في فلك الوطن  بمنبعها ومشربها داخلياً ولاتستقي  فكراً او مالاً من الخارج ولاتدعم  اي برامج خارجية تستهدف الوطن وبناءه بمختلف الاشكال  .
إن المشكلة في وجود أحزاب هلامية لم تستطع أن ترى النور أسبابه بعض ما ذكرت ،على أنني لا أجد ضرراً في تكوين أي عدد من الاحزاب لأنها ليس امامها سوى الإئتلاف مع أحزاب أخرى  أما من حيث الافضل فهو تكوين عدد لايتجاوز أربعة أحزاب تتنافس على أسس برامجية واضحة في النواحي السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية وغيرها .... ليس لها مآرب وأهداف خارجية وعلى امتداد التجربة في العالم العربي في تكوين أحزاب ذات بعد عقائدي فقد ثبت على مدار الايام بعدم قدرتها على الاستمرار لأن لها لون واحد وسقف واحد وهي  لا تؤمن بالآخر ولديها القناعة بأنه هي الافضل والاصلح ولم تستطع  هذه الاحزاب الاستمرار وبعضها تمزق وبعضها ألآخر تلاشى وفقد مؤيديه ولم يكن لديها الطرح الكافي لبرامج وحلول للمشكلات وإنما طرحت شعارات عامة وكثيراً ما كان يحصل  انشطارات تعمل على تكوين أحزاب جديدة ، وكان الملفت والمؤلم أن تكتشف بعد فترة من الزمن بأن هذه الاحزاب تدور في فلك خارجي تعمل على تحقيق أهدافه متناسية تكوينها الوطني ولعل لدينا الكثير من ألأمثلة على ذلك بأن يقوم كثير من ألأشخاص بالتخلي عن الحزب حال أن يفهم بأنه يدور في فلك خارجي هذه مشكلة الاحزاب في دول العالم الثالث.
أما من ينظر في عالم الديمقراطيات فهناك المكون الحزبي القائم على الاحترام المتبادل بين الأحزاب في إحترام برامجها ومشاريعها  المطروحة خدمة لأبناءه ، آخذه بالإعتبار بمصالحه العليا عامله ومتنافسة لتقديم ما هو الافضل خدمة لهم بمختلف شرائحهم من منطلق أن الوطن  هي  المؤسسة الجامعة بعيدة كل البعد عن الاملاء الخارجي هذه  بعض الملاحظات التي يمكن الحديث بها على هامش  الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي لبناء  أحزاب سياسية قائمة على أسس  مصلحية برامجية خدمة للوطن وأهدافه العليا.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/12 الساعة 19:56