الارادة الملكية لتحديث المنظومة السياسية تضم نخباً شبابية وتشكل دعوة صريحة من الملك للشباب بالمشاركة السياسية
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/12 الساعة 03:27
كتبت -د. آمال جبور
تضمنت كتب التكليف السامي عبر سنوات طويلة للحكومات المتعاقبة اهتماما ملكيا بضرورة إشراك الشباب في الحياة العامة، فجاءت اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ترجمة حقيقية لارادة جلالة الملك عبدالله الثاني بعضوية نخبة من الشباب الواعد كمشارك حقيقي وليس شكلياً في عملية الإصلاح السياسي ،لايمانه بانهم المستقبل والمستقبل هم.
وعبر العقدين الماضيين وبجهد لا يمكن تجاهله للمؤسسات التي تعنى بالشباب ، فقد تم العمل على إعداد خطة وطنية شاملة لاستراتيجية شبابية لمرحلتين زمنيتين امتدتا خلال الأعوام ٢٠٠٥ ولغاية ٢٠٢٥ ضمت محاور متعددة لتمكين الشباب الأردني بمهارات متنوعة اهمها محور" الشباب و المشاركة السياسية" والذي أفضى إلى عدة برامج أهمها مشروع إعداد القيادات الشبابية الهادف إلى توعية الشباب بمؤسسات الدولة وادوارها التشريعية والتنفيذية والقضائية، ليكونوا قادرين على تشكيل أفق ناضج مبني على أرضية معلوماتية صحيحة لبناء حوار عقلاني مع النخب وذوي الخبرات المختلفة يقدم من خلاله الشباب افكاره ويقترح برامج تناسب تطلعاته كجزء من عملية التدريب والتأهيل والمشاركة في الحياة العامة.
ان هذه البرامج السياسية التدريبية انبثقت من حوارات ونقاشات لسنوات طويلة مع شباب محبط وفقد ثقته بالدولة ومؤسساتها للمطالبة باشراكه فعليا لا شكليا في الحياة السياسية، باعتباره المستقبل الذي يشكل الشريحة الاوسع للمجتمع الأردني، فكانت خطط الاستراتيجية الشبابية تعمل على تلبية هذه المطالب الحقوقية للشباب، رغم أنها دخلت مخاضات مؤلمة في فترات متعددة ، الا أن إصرار تحقيقها نلمسه اليوم بإرادة ملكية بعضوية نخبة مشرفة من الشباب في لجنة "تحديث المنظومة السياسية "والتي تم تشكيلها بإرادة ملكية تؤمن بدور حقيقي للشباب مبنىي على ثقة الملك و الدولة بشبابها المنتمي والواعي لذاته ولما يدور بمحيطه الداخلي والخارجي من تحديات وتحولات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.
مشاركة نخبة من الشباب الواعد في اللجنة الملكية يعزز ما يَرِدُ بجميع كتب التكليف السامي للحكومات للإهتمام بقطاع الشباب وضرورة مشاركته في الحياة العامة والسياسية و في ورفع قدراته ومهاراته التي تحقق التنمية المستدامة و تعزز روح المواطنة الفاعلة والانتماء والولاء ومشاركته في عملية صناعة القرار وادراكه لحقوقه وواجباته الدستورية والقانونية.
هذه الإرادة الملكية جعلت كرة الإصلاح السياسي في مرمى الشباب، فشكلت فعليا دعوة حقيقية من الملك للشباب للمشاركة جنبا إلى جنب مع شخصيات سياسية مقدرة، تمهيدا لتشكيل ثقافة مجتمعية تؤمن بجمهور الشباب وافكارهم وتطلعاتهم ودورهم بإحداث تنمية سياسية حقيقية.
الشباب الأردني الآن يحتاج إلى الدعم وإعادة بناء ثقته مع مؤسسات الدولة كافة، ليكون له دور فاعل وعلى أرض الواقع في التخطيط للسياسات العامة، فالمستقبل لهم ويجب تجهيزهم ليكونوا القادة وحاملي المسؤولية في التغيير والتطوير.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/12 الساعة 03:27