ما بين الشعبوية والوطنية خيط لا تقطعوه

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/09 الساعة 21:41
مدار الساعة - بقلم: سيمياء الشطرات لربما في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة في زمننا هذا برزت الشعبوية بقوة في الحلبة السياسية و تغلبت على الخطابات و العقول و ذكر ذلك الكاتب فواز بن حمد الفواز عام 2017 في موقع aleqt.com , و لكنني في مقالي هذا لن اتطرق بشكل رئيسي للحديث عن الشعبوية الاقتصادية بل سأقوم بالتحدث عن بروز الشعبوية و الخلط بينها و بين المفاهيم الوطنية. تبعا لمقال تم نشره باللغة الإنجليزية على موقع bbc.com بعنوان What is populism, and what does the term actually mean? تمت الإشارة لمفهوم الشعبوية و هو ادعاء القادة بأنهم يمثلون إرادة الشعب ويواجهون العدو و تحقيق الحق الشعبي و أشار الكاتب في المقال إلى أن الناس بتمثيل مفهوم الشعبوية يعتقدون بأنهم معصومون من الخطأ و هذا مخيف جدا و خطير على المجتمعات، بمفهوم آخر فإن الشعبوية عادة ما تقوم بقسم المجتمع إلى قسمين الشعب و القيادة و تعزز الانقسام و تؤدي إلى ادخال الوطنية الحقيقة في سياقات مفاهيمية خاطئة تماما و تناقض كبير ما بين المصلحة العامة و الوطنية و تخلق تناقضا مستمرا ما بين الانسجام و الانقسام. مثال على الشعبوية العزف على الأوتار الدينية و الضرب عليها لصياغة المطالب العامة أو اللعب على الوتر الوطني لتحقيق مآرب مختلفة كاللعب على وتر قبلي و عشائري دون النظر للمصلحة العامة و هذا الخلط للأسف أدى لتسمية الشعبويين عند البعض بالوطنيين، علما بأن الوطنية هي اتصال الشخص بأرضه ووطنه و الصالح العام لهما بغض النظر عن توجهاته فكل ما يحقق مصلحة الوطن و إن كان خارج عن رغبته فهو مرحب به تبعا لمقال تم نشره في موقع Britannica و من وجهة نظري فإن الفارق الحقيقي بين الشعبوية و الوطنية تتمثل بأن الوطنية ايدولوجية تعزز المثل و القيم العليا في مصلحة الوطن و الأمة بينما الشعبوية تركز عادة على الرجل و القائد فيقوم الشعبويون اليساريون بشيطنة الأثرياء و التهجم عليهم و الشعبويون في اليمين بشيطنة المهاجرين و نشر خطاب الكراهية و يريد الشعبويون القضاء على هذه المجموعات تبعا لقال منشور في موقع https://www.quora.com/ إذا فإن ما قد يحدث اليوم بين البعض من شبابنا الأردني الواعي في تأييد الفرد لأنه من قبيلة او عشيرة بغض النظر عن سلوكياته ليس الا خلطا ما بين الشعبوية و الوطنية و تداعيات الشعبوية لأمر سيء متناقض على المجتمع و علينا كشباب و ناشطيين التوعية في أهمية الصالح العام بغض النظر عن المخطئ و من هو و من أين وذلك في سبيل تحقيق العدالة و لنا في ديننا خير مثال إذ إن ' انصر أخالك ظالما أو مظلوما' تدل على تقويم سلوكيات الشخص المخطئ و ليس تأييده.
  • مدار الساعة
  • اقتصاد
  • رئيس
  • الدين
  • لب
  • مرحب
  • شباب
  • الأردن
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/09 الساعة 21:41