ذوقان عبيدات يكتب: مذكرات.. يومان بدون تلفزيون
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/08 الساعة 07:42
اليوم الأول
تعطل جهاز التلفاز، واستدعيت من يصلحه. وقلت في نفسي: ذهب الذين أحبهم وبقيت مثل السيف وحدي!! شعرت بالوحدة، أو العزلة. تذكرت قول الفيلسوف سارتر: العزلة هي الآخرون! وها أنا انعزلت عن الآخرين:
- لم أشاهد أي محلل أو خبير استراتيجي، وشعرت بأنني ما خسرت شيئاً!
- لم أر مذيعاً يقول لي: اسرائيل ليست عدوة، عدوتك هي إيران!
- لم أشاهد أي سفير عربي يطلب الحكمة من بني صهيون، بل من غلاة بني صهيون.
- لم أتذكر إطلاقاً التلفزيون الوطني، لأنني كغيري لم أكن معتاداً عليه.
جلست وحدي، أحاول القراءة اغتناماً للفرصة التاريخية، ولكن أصدقاء سألوني: هل شاهدت المعلق فلاناً؟ طلع الخبير الاستراتيجي العسكري فلان، فلان احتل ثلاث شاشات في ليلة واحدة!
تذكرت راقصات شارع الهرم اللواتي كن يتنقلن من ملهى إلى آخر بنفس لباس الرقص! أوليس الخبراء العسكريون والسياسيون وحتى التربوين راقصون أيضاً ؟!
اليوم الثاني
تأملت نفسي دون جهاز التلفاز، ولكن حولي الريموتين. فماذا أفعل بهما؟! تذكرت كيف يفقد الشيء قيمته دون ذنب اقترفه. وكيف صار الريموت فاقداً لوظيفته! قلت في نفسي: يستحق! هذا جزاء كل انتهازي أو اتكالي يعتمد على غيره! لم أحاول التخلص من الريموت: احتفظت به أداة استراتيجية لمقبل الأيام! فالأيام تتبدل وغداً سأستخدمه في إصدار الأوامر إذا تمكن "مُصلّح" التلفزيون من إعادته للحياة!
المهم، تركت الريموت أتأمل ما خسرت! وبصراحة، تذكرت قناة الجديد التلفزيونية التي تشدك في لهجتها وذكاء العاملات فيها. وأناقتهن بدءاً من مذيعة النشرة الجوية!! تذكرت قناة المملكة، صوت المملكة، وبعض نبض البلد، ولكن شيئاً ما لم يثر حنيناً إلى التلفزيون الوطني!!
لست بموقف ذكر الأسباب، ولكن استوحشت لأقنية فتحت فضاءها لإيران وأقنية أخرى ركزت جهدها لإقناعي بأنها عدوتي! خسرت، وكسبت... خسرت رؤية الخبراء الاستراتيجيين وكسبت الراحة من عدم الاستماع إلى تعليقات سطحية من نفس الخبراء.
خسرت بعض مباريات أمم أوروبا!
وها أنا على أعتاب نهاية اليوم الثاني، أتمنى لكم جميعاً يومين دون تلفزيون!
تعطل جهاز التلفاز، واستدعيت من يصلحه. وقلت في نفسي: ذهب الذين أحبهم وبقيت مثل السيف وحدي!! شعرت بالوحدة، أو العزلة. تذكرت قول الفيلسوف سارتر: العزلة هي الآخرون! وها أنا انعزلت عن الآخرين:
- لم أشاهد أي محلل أو خبير استراتيجي، وشعرت بأنني ما خسرت شيئاً!
- لم أر مذيعاً يقول لي: اسرائيل ليست عدوة، عدوتك هي إيران!
- لم أشاهد أي سفير عربي يطلب الحكمة من بني صهيون، بل من غلاة بني صهيون.
- لم أتذكر إطلاقاً التلفزيون الوطني، لأنني كغيري لم أكن معتاداً عليه.
جلست وحدي، أحاول القراءة اغتناماً للفرصة التاريخية، ولكن أصدقاء سألوني: هل شاهدت المعلق فلاناً؟ طلع الخبير الاستراتيجي العسكري فلان، فلان احتل ثلاث شاشات في ليلة واحدة!
تذكرت راقصات شارع الهرم اللواتي كن يتنقلن من ملهى إلى آخر بنفس لباس الرقص! أوليس الخبراء العسكريون والسياسيون وحتى التربوين راقصون أيضاً ؟!
اليوم الثاني
تأملت نفسي دون جهاز التلفاز، ولكن حولي الريموتين. فماذا أفعل بهما؟! تذكرت كيف يفقد الشيء قيمته دون ذنب اقترفه. وكيف صار الريموت فاقداً لوظيفته! قلت في نفسي: يستحق! هذا جزاء كل انتهازي أو اتكالي يعتمد على غيره! لم أحاول التخلص من الريموت: احتفظت به أداة استراتيجية لمقبل الأيام! فالأيام تتبدل وغداً سأستخدمه في إصدار الأوامر إذا تمكن "مُصلّح" التلفزيون من إعادته للحياة!
المهم، تركت الريموت أتأمل ما خسرت! وبصراحة، تذكرت قناة الجديد التلفزيونية التي تشدك في لهجتها وذكاء العاملات فيها. وأناقتهن بدءاً من مذيعة النشرة الجوية!! تذكرت قناة المملكة، صوت المملكة، وبعض نبض البلد، ولكن شيئاً ما لم يثر حنيناً إلى التلفزيون الوطني!!
لست بموقف ذكر الأسباب، ولكن استوحشت لأقنية فتحت فضاءها لإيران وأقنية أخرى ركزت جهدها لإقناعي بأنها عدوتي! خسرت، وكسبت... خسرت رؤية الخبراء الاستراتيجيين وكسبت الراحة من عدم الاستماع إلى تعليقات سطحية من نفس الخبراء.
خسرت بعض مباريات أمم أوروبا!
وها أنا على أعتاب نهاية اليوم الثاني، أتمنى لكم جميعاً يومين دون تلفزيون!
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/08 الساعة 07:42