الأردني شنيور يبدع من الطين فناً يضاهي الذهب (صور)

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/08 الساعة 03:01

مدار الساعة - رويدا السعايدة
في مشغل بسيط بالقرب من الدوار السابع في عمان، يبدع الشاب محمد شنيور بصناعة قطع فنية عبر تشكيل الطين وصناعة الخزف، بتناغم روحي بين الإنسان والطين.. هو تناغم أزلي ومستمر، فالإنسان من الطين خُلِق وإليه يعود.
شنيور 45 عاما؛ وظف دراسته في الفنون الجميلة بتطوير الحرفة التي هواها منذ الصغر، وهي صناعة الخزف وتشكيل الطين.
مشروع الخزف وتشكيل الطين، يبدأ به شنيور رحلة طويلة وممتعة من التعلم وصقل المهارات واكتساب الخبرة، خاض خلالها العديد من التجارب التي راوحت بين الفشل والنجاح ليكتشف قدراته على الابتكار والتصميم على تحقيق الأهداف بصناعات ذات جودة عالية لاقت إعجاب المستهلك المحلي والعربي.
"عشقت الطين.. تلك الكتلة الصماء تصبح قطعة فنية رائعة"؛ من هنا يستقي الشاب شنيور عزيمته وحبه لهذه المهنة، ما يدفعه دوما للتغيير والتطوير ليضيف نوعاً من التجديد إلى حياته العملية.
فناجين من القهوة مرسومة ومصنوعة بطريقة فنية لافتة، وجداريات وتماثيل وغيرها من المصنوعات التي يبدع فيها شنيور ليعرضها في مشغله المتواضع الذي وجد فيه ذاته؛ على حد قوله.
أول قطعة شكّلها شنيور لاقت التهكم والسخرية من قبل الأصدقاء؛ إلا أنه لم يلتفت إليهم، بل واصل بعزيمة في المضي قدما نحو تطوير المهارات والقدرات، ليبدع اليوم بعد مرور أكثر من 24 عاما في هذا المجال.
الإبداع والتصميم هما سر نجاح شنيور، الذي لم يتوان عن تطوير قدرته على الابتكار والتصميم على تحقيق الأهداف.
العمل الذي يؤديه شنيور، إلى دقته، ليس سهلا؛ فهو يستغرقه وقتا طويلا، ويبين أن الوقت الذي يحتاجه للرسم أو التشكيل نحو 3 أيام من العمل المستمر.
وهو يوضح أن الشباب الأردني شريك أساسي في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة تحقيقاً لرؤى القيادة الهاشمية.
وأنهم باتوا يصنعون الفرص، ويلفت إلى تزايد حجم المبادرات الشبابية والإبداعات الريادية في المجالات كافة.
وهو يثمن الدعم الملكي للشباب الذي "يشكل حافزا كبيرا لهم للتميز والإبداع والتفاعل وتحويل التحديات فرصا حقيقية".
وهو يأمل من أصحاب القرار أن ياخذوا التوجيهات الملكية على محمل الجد بدعم الشباب وبخاصة أصحاب المشاريع الصغيرة لتمكينهم اقتصادياً، لأنها من وجهة نظره هي السلاح الحقيقي للقضاء على البطالة.
"الشباب هم من يسيرون بالوطن ويصنعون المستقبل"؛ يقول شنيور الذي يرى أن التحدي المادي هو العائق الكبير أمام الكثير من شباب يحلمون بخوض معترك العمل الحرفي.
وهو لا ينكر أن تهميش الشباب في ظل ارتفاع نسب البطالة، وفق ما أقر به وزير العمل يوسف الشمالي، بأن معدل البطالة بين الشباب في البلاد يصل إلى 50 بالمئة، واعتبره "رقما واقعيا".
من هذل المدخل؛ يرى شنيور أن هذا الرقم يلزم الجهات الحكومية بضرورة التحرك الفوري للبحث عن حلول جدية والا قد ينعكس ذلك على الشباب سلبيا مما قد يؤدي الى عواقب لا تحمد عقباها.
المخرج الوحيد من تلك الأزمة وفق رأي شنيور هو التوجه نحو العمل الحرفي عبر دعم الشباب وتمكينهم؛ في ظل محدودية ثقافة العيب التي باتت تتلاشى لدى الكثيرين.
المجتمع حاليا والشباب بالأخص ،يرى شنيورأن لديهم وعي أكثر وتقبل وميول نحو الحرفة، وأن الشهادة الجامعية لم تعد مقياسا حقيقا للمهارات والابداع وتقييم المستقبل؛ بل بات يقّدر الحرفة ويدعمها عبر شرائها ؛إذ اضحى المنتج الاردني منافسا قويا في الأسواق العربية.
وحض شنيور الشباب على أن يتحرروا من النظرة الدونية للمهن والحرف وأن يخرجوا من قالب التعليم الأكاديمي ليسهموا في بناء الوطن ويكونوا مؤثرين وأصحاب رسالة.
وهو لا ينكر دور الأهل في دعم وتوجيه أبنائهم نحو التعليم المهني والحرفي وأن يتخلصوا من التفكير المحدود تجاه مستقبلهم؛ لافتا إلى أن المجتمع منظومة متكاملة بمختلف أطيافه وشرائحه.
ويشدد على دور الحكومة والمنظمات المجتمعية والإعلام في تحفير الشباب بالتوجه نحو التعليم المهني والحرفي كنقطة تحول في سبيل الحد من البطالة وإحلال العمالة المحلية مكان الوافدة.
وهو يعتقد أن الخزف الأردني بات الأول عربيا رغم أن الدخول إلى هذه الحرفة كان متأخرا.
شنيور؛ يحض أقرانه الشباب بالتوجة للعمل الحرفي وأن انتظار الفرص بالعمل الحكومي لا يليق بالمبدعين وممن يمتلكون طاقات؛ بل عليهم صناعة الفرص بدل انتظارها.
وهو يؤمن بأن الشباب الأردني قادر على الإبداع عبر تطوير الحرف وإنتاج ماركة ذات جودة عالية تحمل اسم الأردن تضاهي الصناعات العربية والعالمية.
"الحُلم ما زال طويلاً" ينهي شنيور حديثه، آملاً أن يحقق أحلامه؛ ناصحاً الشباب بقوله "لا تقنطوا من النجاح لعثرة". الرأي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/08 الساعة 03:01