القرعان يكتب: الشباب مفتاح الاصلاح السياسي

بقلم محمد كامل القرعان يعتبر الاعتراف من قبل السلطتين التنفيذية والبرلمانية بالحجم الحقيقي للشباب وحقوقهم السياسية المغيبة المفتاح الرئيس للاصلاح السياسي لذا من المفترض ان تستند تلك الحوارات على خلفية دعوة الملك إلى ضرورة اعادة النظر بالقوانين الناظمة للحياة السياسية (الانتخاب، والأحزاب، والإدارة المحلية) على طرح التحديات التي تثبط من المشاركة السياسية للشباب ووضع الحلول المناسبة لها وعند اقتناعهم بفكرة سيكون عطاؤهم بلا حدود باعتبارهم أكبر من أي قوة اجتماعية أُخرى. وحتى يتسنى رفع نسبة هذه المشاركة وتلك ذلك الاصلاح الشامل ينبغي ضمان حقوق الشباب وفي أي مجال سواء سياسي أو انتخابي ك( ناخبين/ مرشحين / موظفين / مراكز صنع القرار /حزبين ) وتشجيع المواطنين على الانتساب للأحزاب وتشكيلها وتعميم مفاهيم الثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان ومن ضمنها الحقوق السياسية في المجتمعات. ووجود قضايا الشباب وفرضها على تلك القوانين السياسية تعتبر مفتاح الإصلاح وكسر لـ'حالة الجمود السياسي' ولسد الهوة في تلك الجزئية الغائبة ، عقب انتخابات برلمانية ماضية شابتها التجاوزات ولحقتها الملاحظات ، واتسمت بمشاركة هي الأضعف في تاريخ المملكة. فالمبادئ المتعلقة بمواصلة التخطيط لتلك القوانين والمتابعة لها تكون في ميدان الشباب وتنطلق من عالمهم بوصفهم قوة متمكنة وقادرة ومتعلمة وليس بوصفهم كياناً غائبا ، وان تاخذ التدابير الكفيلة لتلبية احتياجات الفئات الفرعية للشباب مثل ذوي الاحتياجات الخاصة وشباب الريف والحضر والبدو والمخيمات والشابات ايضا. وتتخذ تلك الاعتبارات في عملية تعديل القوانين بشكل حوارات تتسم بالجدية وكسب الوقت ورصد اراء جميع اطياف السياسي والمدني خاصة الاحزاب السياسية واساتذة الجامعات والاعلاميين والشباب والابتعاد للوصول الى قوانين توافقية ناظمة تعبر حقيقة عن حضور جميع تلك الاطياف الاردنية . فالشباب هم الأكثر طموحاً ، والأكثر تقبلاً للتغيير فلا يمكن حدوث إصلاح وتغيير دون مشاركتهم لما لديهم من طاقات هائلة ولتمتعهم بالحماس والحيوية فكراً وحركة ، ولا مجال للتراخي في هذا الجانب اذا ارادة السلطتين التنفيذية ومجلس الامة بشقيه (النواب والاعيان ) من تحقيق رؤى جلالة الملك في اعادة الاعتبار للحياة السياسية وتنشيطها وتفعيلها وضخ دم جديد بعروقها. والدولة التي تغييب حضور الشباب ومشاركتهم حتما تحكم على نفسها ان تنزف حتى الموت من هنا نرى أن شريحة الشباب أكبر شريحة في الاردن لم تأخذ دورها وحجمها الحقيقي في الحياة السياسية ولا في غرف صنع القرار.