الخوالدة يكتب: لمن أراد إصلاحا!

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/05 الساعة 00:44
السياسي يرى المشكلة من منظور سياسي والإداري يرى الجانب الإداري منها والاقتصادي يرى الجانب الاقتصادي وآخرون يرون المشكلة من منظور ديني بحت في البعد عن الله .. والتربوي يراها تربوية .. أما الحكيم فيراها مجتمعة !
كيف نبدأ الإصلاح في التركيز على الجانب السياسي.. وأين هي الأولوية .. جدل السياسية له أهله .. أما المواطن الغلبان من يمثله ؟ اذا لم يستفد من أي منحة أو اسكان ؟ وكل ما يطلبه خدمة صحية مميزة ، مواصلات عامة جيدة غير مكلفة ، متنفسات ترفيهية أو يدخل باب مدينته وهي جميلة.. مع التأكيد أن هناك ما يمكن أن يكون افضل هنا وهناك لو وجد إدارة جادة....
أما مشهد الوظائف المميزة الذي يتقاسمه أبناء المسؤولين ومن يدور في فلك تنفيعهم فهذه من محبطات المواطنة.. والذين يرفضون الابتعاد كلما تناولهم الإصلاح اختفوا ثم عادوا يتواصلون من هنا وهناك متبادلين المنافع دون وعي بخراب يلحقونه أو أنهم يدركون لكن يلتهمهم حديث ذاتي.. 'اذا ما اخذتها راح تروح بالواسطة ..اذن أنا أولى'
إذا كان المنغمسون في الترهل الإداري والنمط الإقصائي والانجاز الضعيف الذي يعتمد على الأبواق وحب الشهرة وخديعة الناس هم من يريدون تصدر المشهد في الإصلاح المنشود... اين البداية ؟.. تساؤل نؤجله قليلا !.
علينا أيضا إدراك أثر جوانب تركيبة الشخصية في السلوك، فمن يحب الانتقاد سينتقد باستمرار حتى لو اختلفت رؤيته وتأويلاته للمشكلة ومن لا يكترث عموماً ستجده كذلك أياً كانت تأويلاته.. إلا أنه يجب الإنتباه إلى أمر مهم وهو إخفاق النظام الحزبي والسياسي ومحدودية نجاحه في ظل عدم قناعة الكثيرين به وحتى لو نجح بشكل محدود من ناحية بقي في مربع المعارضة ولم يتخلص منها على المستوى السياسي ولا الإداري في ظل نظام عالمي يرفضه شعبياً ويتماشى معه ضمنياً ، حتى لو نجح يعود للعمل به ضمن الثقافة السائدة التي تتنافى مع كثير من جوانبه أصلا .. لكن نجح احيانا في بث منظومة القيم والأخلاق والعمل مع عدم قبول شريحة كبيرة لنهجه بالمقابل نمت معارضة حادة انعكست على الجانب الإعلامي الممثل لتلك المعارضة والذي يرى الطرف الآخر على أنه شكلي وغير جوهري فحوالي ٤٠٪ تتجاذبهم تيارات تقليدية معارضة أو موالية وفي خضم هذا الرقم المفترض وغالبيتهم من أعمار الشباب نرى أن هناك إسقاطاً لمفهوم التركيز على التنمية والتطوير بإبقاء مشروطية نجاحه على حساب التأييد وبمعنى أدق هناك استنزاف للطاقات الشبابية في الجانب السياسي الذي تعدى مفهوم الإهتمام الى مفهوم الغلو عند البعض على حساب جوانب التنمية..
إن التنافس على الإدارة والسياسة ينسينا الهدف الرئيسي وهو التنمية والتطوير والمواكبة.. فالأخبار وحديث الناس ترسخ تلك الثقافة.. إذن علينا إعادة بث الأمل بالتركيز على التنمية وهذا يكون من خلال التخلص من ثقافة الخوف من الآخر.. إن عدم الحصول على الفرص تشوش أفكار الإنسان في تحقيق ذاته في البحث عن كيفية معينة من أجل تحقيق الطموح اعتمادا على المؤهلات والخبرات وأيضا البحث عن قبول سلطة إدارية معينة لتمنحه قدرا من الاهتمام لتحقيق الأفضلية أو تمرد داخلي يفرض رفضا ويجعله في حيرة فيزداد غلوه أو إنكفائه.. بينما هو بالأساس بحاجة إلى تحقيق التميز في الأداء ليكون مقياس حقيقي للتطور .. ونحن أمس ما نكون للتحفيز لا للتعقيد الذي أصبح سمة عامة عند رجال السياسة والإدارة والتأزيم في كثير من الأحيان.
انتهج البعض نهجاً اقصائيا ، فلا يطيب له النجاح إلا بعملية إقصاء الآخر من خلال الشللية البغيضة والتي يتم تشكيلها بحسب المصلحة إعتمادا على تأويلات قد لا يؤمن بها الشخص لكنها تتماشى مع مصلحته فتجد الناس مشغولين بإقصاء بعضهم والعمل بدون محبة في جو مشحون..
إن على المختصين والمهتمين بالسياسة والإدارة الإنتباه إلى أن الاستثمار بالإنسان يستوجب قدرا كبيرا من الاهتمام، فمن يحقق قفزات منطلقا من أساليب الوشاية وكتمان الحق والاتصال الدائم بصناع القرار على حساب العمل وتسخير العمل لتكوين علاقات تبادل المنافع كل ذلك يستنزف المجهود العام عندما يصبح نهجاً جماعياً وربما يكون باباً من أبواب الفساد على شكل تعليمات لا تسمح وأحياناً وفي موقف آخر توضع نفس التعليمات بصيغة وقولبة السماح .. علينا أن ننفص الغبار ، وعلينا شكر ٢٠٪ من الناس لأنهم أعمدة شحذ العمل بالطاقة و ٤٠٪ عملهم مقبول و١٠٪ يقوضون الإدارة والبقية تتجاذبهم المصالح... فهؤلاء المنسيين من الذين يعملون بحق وراء الكواليس يعرفون كل شيء ولا احد يعرف عنهم شيئاً الذين يتسربون إلى الخارج وفي قلوبهم غصة عتب..
كن إيجابياً واعطي مساحات واسعة من الاهتمام بالتنمية والتطوير، لا تصدق الإعلام ولا تكذبه .. إجعل حياتك عمل ركز على الإيجابية، انتبه أن تكون ساخطا ، كن ناقداً بلطف!
وبالنسبة للسياسة قلدنا بما فيه الكفاية حتى الحزبية الدينية في قوالب جاهزة وهذا يتنافى مع الهوية الراسخة.. ليس هناك انفراجة إلا باحترام الأدوار وليس هناك مخرج إلا بالاعتدال والاعتدال والاعتدال... والعجلة من الشيطان!.
نعود إلى البداية التي أجلت وصولاً إلى إجابة متوازنة.. إن مشروع الإصلاح لا يتم بيوم وليلة ولكن صلاح الإنسان وصلاح نواياه وممكن أن تستيقظ معه في صباح يوم يقرر فيه أن يكون الافضل حينما يدرك التعامل والمعاملة والإدارة والسياسة كلها تحتاج اصلاح في خطوة أولى موازية.
إن المشكلة هي مشكلة قيمية؟ فالحديث الرائج الآن ماذا استفدت بدلا من ماذا قدمت !.
.. إنفاذ القانون بحزم حينما يتعلق الأمر بالتجاوز ونعومة حينما يتعلق الأمر بمخالفات يومية لا ترتقي للجريمة بالوقت الذي فيه نلفت الإنتباه لسلوك المواطنة الصالحة .. الأصلاح يبدأ من عند الوظائف الديكورية والترضية .. الإصلاح من التعليم وتجويد التشريعات والقوانين.. من مكافأة المنجز والغيور ومحاسبة المترهل والمتجاوز .. الإصلاح يبدأ من حالة تسامح وعدم تصيد الخطأ هو منظومة شاملة .. الأمر يحتاج المبدأ والبدء بدون تنظير وبهرجة...
لا بد من حركة إصلاحات عامة ، تستهدف الاقتصاد والاسكان والصحة والتعليم والإعلام الذي لا بد من أن يكون فيه الإعلام الرسمي انموذجا للإعلام غير الرسمي..
يبدأ الإصلاح من استعادة بعض العقول النيرة التي أخذت موقفاً وهاجرت عقلياً من مسؤولي الابتزاز والتنفيع والاقصاء ..
والله أن الأردن يستحق افضل من ذلك وله إنجازات كبيرة لا يجب أن نتوقف أو نستكين عندها ..
فبورك النفس الطيب حيثما يكون وحيثما تقل المجاملة وتتسع مشاعر المسؤولية .. فيعطى كل ذي حق حقه ويتسامح الجميع في صفحة جديدة...
وعلينا جميعاً رص الصفوف وعدم السماح لأي فتنة والوقوف باعتدال مع كل مظلوم ..
إن فلسطين القوية هي قوة للأردن وأن الاردن القوي هو قوة لفلسطين ، لذلك الجبهة الداخلية القوية هي ضمانة هويتنا..
للجيش العربي المصطفوي دور مهم في التنمية المستدامة وهو مثال يحتذى في الجيوش، ولثقتنا بالجيش نأمل إعطاءه مزيد من الأدوار في مجالات التنمية لتحقيق التوازن العام ...
ربي إحفظ الاردن وجيشه وقيادته التاريخيه الحكيمة التي تجعل من التحديات فرص سمتها التسامح واستقراء حالة المجتمع من أجل حياة طيبة كريمة ..
  • اقتصاد
  • منح
  • ثقافة
  • شباب
  • شبابية
  • رئيس
  • أخبار
  • الدين
  • لب
  • قانون
  • يومية
  • قوانين
  • صحة
  • الأردن
  • الاردن
  • عرب
  • كريمة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/05 الساعة 00:44