ديات ونفاع يطالبان أمانة عمان بالاعتذار
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/04 الساعة 16:02
مدار الساعة - بقلم: المحاميان نزار الديات وحسام نفاع
عندما تنتفض مكارم الاخلاق ومحدداتها المختبئة، وترتفع نشوة الثوابت الدينية في مواجهة نص ديني يُسبح الله لتسقطه عن جسر علق عليه بيافطة في وسط عمان لأنه مقتبس من التوراة، فتصبح التوراة احتلالا، والنص تطبيعا ووجوده رضوخا في حربا تدور رحاها بالبيجامات من خلف شاشات الحواسيب مع اليافطة، فيلوح احد غير العالمين بظل الدين، فنهتز وتسقط اليافطة وتعري بسقوطها قلة معرفتنا بذاتنا وبشركائنا وبقضيتنا وشعاراتنا!!
عندما تتصدر عدم المعرفة الموقف، وتتراجع المعرفة، ويستقيل العقل وتتربع 'اللا معرفة' في ثناياه فيترنح الجسم فينتج خطا أعظم .... فأعظم ...... فأعظم!
لم اكن عازما على الكتابة بهذا الموضوع، كوني ادرك يقينا بان تصحيحه لا يكون الا بالتوجه نحو جذره ، باقتلاعه ومن ثم إعادة بناء المعرفة داخل وطني على أساس فكرة قبول الاختلاف بالمرجعية التاريخية والإنسانية قبل المرجعية الدينية، وهذا لا يستقيم الا بتغير النهج والمنهج وربما عقلية الدولة ومؤسساتها من خلال التعريف بالاخر شريك الوطن ومعرفته حتى نتجنب 'المنزلقات' التي تنم عن عدم معرفة بالذات قبل ان يكون عدم معرفة بالأخر!
لم اكن أتوقع من واجهة العاصمة وادارتها - امانة عمان - المؤسسة الاعرق في الأردن التي تمثل الواجهة الحضارية والثقافية للعاصمة التي نحب ان تكون غير عالمة بذاتها وترتبك امام بعض التعليقات التي اصابت تعليق بعض اللافتات التي تحمل نصوصا دينية مسيحية ولم اكن أتوقع ان تدفعها ردة فعلها الى القول ' ...انها لا تسمح بنشر عبارات تسئ للأخلاق العامة السائدة في المجتمع الأردني..) في محاولة للتبرئة من موافقة على تعليق مقتبسات من 'التوراة!
فلا احد ينكر على الامانة حقها في تطبيق القانون وعلى الجميع ايا كان، فذلك جل ما نطمح، اما ان تصدر بيانا كالذي صدر ، فان ذلك يستوجب اعتذار علنيا لشركاء الوطن عن ذلك الخطا واعتذار اخر للوطن عن عدم المعرفة!
التوراة – ككتاب سماوي – لا ككتاب سياسي، كتاب تعترف به الديانتان المسيحية والإسلامية على حد سواء، ليس شرطا ان يكون ذلك الكتاب الإسرائيلي، بل ذلك الكتب اليهودي بالمفهوم الديني لا السياسي بغض النظر عن المضمون ، بل ان الإسلام قد امر المسلمين باحترام اتباع التوراة كما الانجيل (التوراة الدينية وليست السياسية) وحلل للمسلم الزواج بكتابية – أي بمسيحية او يهودية –، بل ان على المسلم الذي قرأ القران الكريم على الأقل مرة واحدة ان يعرف ان التوراة قد ذكرت (18) مرة في القران الكريم وانها جزء من علم (عيسى) – أي المسيح – الذي انزله الله سبحانه وتعالى عليه سندا لما ورد في الآية الكريمة (110) من سورة المائدة (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ).
وبالإضافة الى ما سبق فالمسلم بعلمه الذاتي عالم بان التوراة (ككتاب سماوي) جزء من تعاليم عيسى – أي المسيح – بفعل ايمانه بكتابه ولا يجب ان يمتعض من وجود اية ذات مغزى روحي واخلاقي مقتبسة من التوراة وليس لها أي مدلول سياسي، فالانتماء الى الدين لا يعني بالضرورة الانتماء السياسي الى إسرائيل.
وكان على امانة عمان – بعيدا عن قصة الموافقة على تعليق اليافطات او غيرها – ان تتنبه الى ما تعنيه تعاليم التوراة ككتاب سماوي للمسلم والمسيحي قبل ان تلهج بما ورد في بيانها.
بل كان عليها ان تتنبه أيضا الى ان موقعها الرسمي (موقع امانة عمان) يضع تحت تصرفك مجموعة من الراوبط احدها ينقلك الى (رسالة عمان) ومنها الى مبادرة (كلمة سواء بيننا وبينكم) التي صاغها سمو الأمير غازي التي استشهدت بعدد كبير من الايات من التوراة منها (سفر التثنية 4: 29، 10: 12، 11: 13 (وأيضاً كجزء من “السماع”)، 13: 3، 26: 16، 30: 2، 30: 6، 30: 10؛ سفر يشوع 22: 5).
ان اسقاط اليافطة لم يعرِ الجسر الذي كانت قابعة عليه، وانما عرى بعضاً من عدم معرفتنا الذي نختبى خلفه ، فقليلا من المعرفة بالذات كانت كافية للرد على من اربكنا بكلمة التوراة.
وأخيرا وبعيدا عن موضوع الترخيص والموافقة المسبقة، أقول بان قليلا من المعرفة بالذات او استشارة من هنا او هناك كانت كفيلة للرد على من ارعبنا بكلمة التوراة ، فتصور تسلحنا بكل المعرفة بذات (كمؤسسة) وبشريكك في الوطن فكيف سيكون الرد وكيف سيختفي ارتباكنا من غير عالم اطلق تعليقا وهو لا يعرف ذاته واوقع مؤسسة عريقة في 'زلة' نعلم انها غير مقصودة الا ان تستوجب الاعتذار!
عندما تنتفض مكارم الاخلاق ومحدداتها المختبئة، وترتفع نشوة الثوابت الدينية في مواجهة نص ديني يُسبح الله لتسقطه عن جسر علق عليه بيافطة في وسط عمان لأنه مقتبس من التوراة، فتصبح التوراة احتلالا، والنص تطبيعا ووجوده رضوخا في حربا تدور رحاها بالبيجامات من خلف شاشات الحواسيب مع اليافطة، فيلوح احد غير العالمين بظل الدين، فنهتز وتسقط اليافطة وتعري بسقوطها قلة معرفتنا بذاتنا وبشركائنا وبقضيتنا وشعاراتنا!!
عندما تتصدر عدم المعرفة الموقف، وتتراجع المعرفة، ويستقيل العقل وتتربع 'اللا معرفة' في ثناياه فيترنح الجسم فينتج خطا أعظم .... فأعظم ...... فأعظم!
لم اكن عازما على الكتابة بهذا الموضوع، كوني ادرك يقينا بان تصحيحه لا يكون الا بالتوجه نحو جذره ، باقتلاعه ومن ثم إعادة بناء المعرفة داخل وطني على أساس فكرة قبول الاختلاف بالمرجعية التاريخية والإنسانية قبل المرجعية الدينية، وهذا لا يستقيم الا بتغير النهج والمنهج وربما عقلية الدولة ومؤسساتها من خلال التعريف بالاخر شريك الوطن ومعرفته حتى نتجنب 'المنزلقات' التي تنم عن عدم معرفة بالذات قبل ان يكون عدم معرفة بالأخر!
لم اكن أتوقع من واجهة العاصمة وادارتها - امانة عمان - المؤسسة الاعرق في الأردن التي تمثل الواجهة الحضارية والثقافية للعاصمة التي نحب ان تكون غير عالمة بذاتها وترتبك امام بعض التعليقات التي اصابت تعليق بعض اللافتات التي تحمل نصوصا دينية مسيحية ولم اكن أتوقع ان تدفعها ردة فعلها الى القول ' ...انها لا تسمح بنشر عبارات تسئ للأخلاق العامة السائدة في المجتمع الأردني..) في محاولة للتبرئة من موافقة على تعليق مقتبسات من 'التوراة!
فلا احد ينكر على الامانة حقها في تطبيق القانون وعلى الجميع ايا كان، فذلك جل ما نطمح، اما ان تصدر بيانا كالذي صدر ، فان ذلك يستوجب اعتذار علنيا لشركاء الوطن عن ذلك الخطا واعتذار اخر للوطن عن عدم المعرفة!
التوراة – ككتاب سماوي – لا ككتاب سياسي، كتاب تعترف به الديانتان المسيحية والإسلامية على حد سواء، ليس شرطا ان يكون ذلك الكتاب الإسرائيلي، بل ذلك الكتب اليهودي بالمفهوم الديني لا السياسي بغض النظر عن المضمون ، بل ان الإسلام قد امر المسلمين باحترام اتباع التوراة كما الانجيل (التوراة الدينية وليست السياسية) وحلل للمسلم الزواج بكتابية – أي بمسيحية او يهودية –، بل ان على المسلم الذي قرأ القران الكريم على الأقل مرة واحدة ان يعرف ان التوراة قد ذكرت (18) مرة في القران الكريم وانها جزء من علم (عيسى) – أي المسيح – الذي انزله الله سبحانه وتعالى عليه سندا لما ورد في الآية الكريمة (110) من سورة المائدة (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ).
وبالإضافة الى ما سبق فالمسلم بعلمه الذاتي عالم بان التوراة (ككتاب سماوي) جزء من تعاليم عيسى – أي المسيح – بفعل ايمانه بكتابه ولا يجب ان يمتعض من وجود اية ذات مغزى روحي واخلاقي مقتبسة من التوراة وليس لها أي مدلول سياسي، فالانتماء الى الدين لا يعني بالضرورة الانتماء السياسي الى إسرائيل.
وكان على امانة عمان – بعيدا عن قصة الموافقة على تعليق اليافطات او غيرها – ان تتنبه الى ما تعنيه تعاليم التوراة ككتاب سماوي للمسلم والمسيحي قبل ان تلهج بما ورد في بيانها.
بل كان عليها ان تتنبه أيضا الى ان موقعها الرسمي (موقع امانة عمان) يضع تحت تصرفك مجموعة من الراوبط احدها ينقلك الى (رسالة عمان) ومنها الى مبادرة (كلمة سواء بيننا وبينكم) التي صاغها سمو الأمير غازي التي استشهدت بعدد كبير من الايات من التوراة منها (سفر التثنية 4: 29، 10: 12، 11: 13 (وأيضاً كجزء من “السماع”)، 13: 3، 26: 16، 30: 2، 30: 6، 30: 10؛ سفر يشوع 22: 5).
ان اسقاط اليافطة لم يعرِ الجسر الذي كانت قابعة عليه، وانما عرى بعضاً من عدم معرفتنا الذي نختبى خلفه ، فقليلا من المعرفة بالذات كانت كافية للرد على من اربكنا بكلمة التوراة.
وأخيرا وبعيدا عن موضوع الترخيص والموافقة المسبقة، أقول بان قليلا من المعرفة بالذات او استشارة من هنا او هناك كانت كفيلة للرد على من ارعبنا بكلمة التوراة ، فتصور تسلحنا بكل المعرفة بذات (كمؤسسة) وبشريكك في الوطن فكيف سيكون الرد وكيف سيختفي ارتباكنا من غير عالم اطلق تعليقا وهو لا يعرف ذاته واوقع مؤسسة عريقة في 'زلة' نعلم انها غير مقصودة الا ان تستوجب الاعتذار!
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/04 الساعة 16:02