فِيْدْيُو اَلْمَلِك لِرَئِيْسِ اَلْوُزَرَاءِ عَنْ سَدِ اَلْمَلِكِ طَلاَل
هناك ست خطوات مهمة جداً للغاية يجب أن يأخذ بها كل إنسان في حياته وبالخصوص رب الأسرة وربة الأسرة وطالب العلم، والموظف أو المسؤول في القطاع العام أو الخاص في الدولة . . . إلخ، حتى يستطيع النجاح في حياته وفي عمله، وإن أتقنها يكون متميزاً عن غيره ممن حوله.
هذه الخطوات هي: 1) التوثيق (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ . . . وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة: 282))، 2) التخطيط، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أريد أن أخوض فيما قيل في الشق الأول منه والشق الثاني منه ولكن فيه التخطيط للحاضر والمستقبل المقبول والمعقول والمنطقي: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً. 3) التنظيم (تنظيم أمور حياتنا وفق أولوياتها)، 4) الإدارة (توزيع المسؤوليات على أهلها وفق الخبرات والقدرات وليس وفق المصالح والمعارف)، 5) الإقتصاد وهو إنجاز الأعمال في أقل تكلفة ممكنة من الوقت والجهد والمال، قال تعالى (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف: 31)). وآخيراً وليس آخراً، 6) إعادة تنظيم كل ما سبق من خطوات وفق ما يستجد من ظروف ومن أوضاع مالية وإقتصادية حتى يتم تنفيذ ما خُطِطَ لعمله بنجاح وفق الميزانية التي وضعت ووفق التكاليف ولا نفشل. فقد قام جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وهو في الطائرة متوجهاً في رحلة عمل بتصوير فيديو عن حالة ووضع سد الملك طلال وأرسلها لدولة رئيس الوزراء لإجراء اللازم من صيانه وتنظيف للسد. فجلالة الملك وهو في رحلة عمل للخارج وهو في الطائرة يتابع أمور شعبه وحريص على مصلحتهم وخصوصاً أمر المياه الحيوي جداً، أطال الله بعمره وحفظه من شياطين الإنس والجن وشر ما خلق.
لقد أرسل جلالته الفيديو عن طريق تطبيق الواتس أب لرئيس الوزراء يُخْبِرَهُ بأن السد بحاجة إلى صيانه وتنظيف من إزالة للطمى وغيره حتى تزداد سعة إستيعابه من المياه والكل يعلم بأن الأردن يعاني من شح المياه وبالخصوص في شتوية هذا العام. وقد قام رئيس الوزراء بدوره بإرسال الفيديو لكل من الوزير توفيق كريشان نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية ووزير الداخلية المكلف وكلٍ من وزيري المياه والري والأشغال العامة لأن المطلوب عمله في السد يتطلب عملاً مشتركاً من قبل أكثر من وزارة أو جهة رسمية في الدولة.
فيا حبذا لو كل مسؤول في أردننا العزيز يحتذي بجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ويكون قدوة له في العمل، ولوعمل كل مسؤول بما يُمْلِيْهِ عليه ضميره الحي نحو قيادته ووطنه وشعبه ويُنَفِّذَ الخطوات الست التي تكلمنا عنها في الفقرة الأولى من هذه المقالة، لكان خدم نفسه وأسرته وعشيرته أو قبيلته وقيادته وشعبه على أكمل وأكفأ وجه. ولكل من يلوم جلالة الملك ويُحَمِّلْه المسؤولية عن أي تقصير في شؤون الدولة نقول لهم: هل جلالة الملك يمنع أي مسؤول من القيام بواجباته على أكمل وجه كما أسلفنا؟ بالطبع لا وألف لا. وقد تكلم جلالته في أكثر من مناسبة وطالب كل مسؤول أن يقوم بواجباته الموكولة إليه على أكمل وجه وإلا فليجلس في بيته. أم تعودنا الشكوى وتحويل اللوم على غيرنا فمن السهل جداً أن نقوم بذلك، ولا أحد منَّا يُكَلِّفَ نفسه بتقييم أفعاله ويعترف بتقصيراته وأخطائه. فإن كان هناك أي تقصير أو أخطاء في أي مسؤولية من مسؤوليات الدولة فهو من البطانة وليس من المسؤول الأول في أي مكان للمسؤولية ونقطة.