الفايز يكتب: ‏فتح القطاعات و أمل العودة إلى حياة طبيعية فما هو المطلوب

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/03 الساعة 14:15

 بقلم ‏حازم غالب الفايز

 
‏تتسارع القرارات الحكومية بإعادة فتح القطاعات واتخاذ الخطوات والإجراءات الضرورية لتمكين عودة الحياة إلى طبيعتها ‏وتم نشر وتوضيح الشروط اللازمة و الملزمة التي يجب تطبيقها على القطاعات المختلفة و مرتاديها ‏لممارسة نشاطاتها كالمعتاد
ومن الطبيعي أن نتوقع مثل هذه الإجراءات وذلك نظرا لي ارتفاع نسبة المتلقين للقاحات كورونا ‏و انخفاض نسبة الوفيات والإصابات بحمد لله وفضله بهذا الوباء ‏الذي عطل معظم سبل الحياة وطرقها ‏لا و بل
‏قيدها وأحكم القيد ‏عليها من كافة النواحي
‏وأصبحنا محبوسي ‏هذا الوباء وكأنه حكم ملزمين بتطبيقه ‏لجرم أو خطأ اقترفناه او اقترفه بعضنا ‏فأثر على بقيتنا ونتج عنه عقاب جماعي شمل الجميع دون استثناء
 
‏فمن الطبيعي أن تسارع في المقابل القطاعات بفتح أبوابها لاستقبال الزبائن و أن يسارع المواطن ‏الذي تم إطلاق سراحه من قيود كورونا نحو الحرية ‏التي اشتاق إليها وبالتأكيد سيولد ذالك ضغطا هائلا ‏وكثافة عددية على ولدى معظم القطاعات ‏وبالأخص ‏المقاهي والمطاعم و الأندية بمختلف أنواعها في الأيام الأولى لإطلاق السراح المشروط والمرهون بالكثير من الضوابط ‏التي من شأنها أن تمنع العودة إلى حبس كورونا ‏الذي ضيق علينا حياتنا وغير الكثير من سلوكياتنا وأطباعنا  وعاداتنا  وأعرافنا حتى علاقاتنا بأنفسنا ‏وداخل جدران بيوتنا
 
‏ان العودة إلى الحياة الطبيعية ولو بشروط هو شعور جميل ورائع ويبعث على التفاؤل ‏ويعطي دفعة معنوية تشعرنا بأن الامور سوف تتحسن و أننا سنخرج من كافة المشاكل التي تراكمت علينا ‏ واثقلت كاهلنا بسبب الوباء ولو بشكل تدريجي ‏فإن دوران العجلة و إن كانت بشكل بطيئ فذالك يوحي بأن المركبة بدأت تسير بعد أن استقرت على  وضعية الوقوف ‏دون حراك لفترة زمنية ليست بالقليلة مما أثر على هيكلها الداخلي والخارجي وأوشكت على الاهتراء ‏والتآكل بفعل عوامل التعريه التي عصفت بها
 
‏فمن هنا تنطلق التوقعات والتحليلات والمداخلات و اللقاءات و المقابلات لما سيكون عليه الوضع بعد ‏أن تم إعادة فتح معظم القطاعات التي ‏اغلقت بسبب جائحة كورونا 
‏وسوف تكون هناك تغطية كاملة ونشطه لهذا الشأن ومناقشة النتائج التي ترتبت على اعادة الفتح  مع بعض التحفظ آخذين بعين ‏الاعتبار إمكانية إعادة الإغلاق لا سمح الله وذلك بحسب ما يقتضيه الوضع الوبائي و تطوراته
 
‏أن الكثيرين باشروا الآن في تحليل وتفسير وتوقع ‏الانعكاسات التي سترافق هذا الانفتاح على الأفراد بشكل عام وعلى اصحاب تلك القطاعات ‏وعلى الحكومة وما سوف يترتب عليه من نتائج وبالأخص من الناحية النفسية ‏على الأفراد و النتائج ‏الاقتصادية على القطاعات والمؤسسات الخاصة والحكوميه
‏فأول المتوقع هو الانعكاس النفسي الجيد المتولد نتيجة فتح القطاعات المختلفة على الأفراد ‏والذي من شأنه أن يعيد للحياة بسماتها ويحسن المزاج العام للمواطن ‏الذي سينعكس بشكل إيجابي على التعاملات والمعاملات بين الأفراد وعلى أفكارهم وتفكيرهم بعد  ‏تراجع الضغوطات التي نتجت عن القيود التي فرضها وباء كورونا 
 
‏ثم يبدأ الانعكاس الاقتصادي بالظهور على اصحاب القطاعات التي سمح بفتحها بعد أن يبدأ  ‏ظهور المردود ‏المادي ‏في صناديق تلك ‏القطاعات
 
‏ولاحقا تبتسم الحكومة ويعتدل مزاجها وتخف الضغوطات عليها وتباشر بإصلاح مساراتها وتعديل اولوياتها ‏بما يتناسب مع ما هو قادم
 
‏ولذلك وقبل كل ذالك و قبل الانطلاق نحو الحرية من قيود كورونا  وتحقيق الانعكاس ‏النفسي والاقتصادي الجيد وتحسن المزاج العام 
نجد ان المطلوب هو التوقف قليلا وسؤال انفسنا ‏كأفراد و كاصحاب قطاعات تجارية و  كمؤسسات خاصة و حكومية
‏هل نحن جاهزون ومستعدون لتحمل مسؤولياتنا بالالتزام بالشروط والتعليمات التي تمكننا ‏من استدامة فتح القطاعات والسيطرة على كورونا ومنع انتشارها ‏من جديد
‏وهل هناك حكمة أو عبرة أو درس مستفاد من وباء كورونا 
‏وهل ستتغير سلوكياتنا وتعاملنا مع بعضنا البعض لمنع انتشار الوباء من جديد
‏وهل ستتغير نظرتنا إلى الأحداث بشكل عام
‏وهل سنصل  إلى مرحلة الوعي والإدراك الكامل بحاجتنا إلى الاعتماد على التخطيط والتنظيم لشؤون ‏حياتنا وأمورها كأفراد ‏و مؤسسات حكومية 
 
‏وهل سنصل إلى القناعة المطلقة والتامة بأننا في خندق واحد ‏أمام كل ما يصيب او يمس وطننا وأن مصلحتنا فيه ولأجله  مشتركة
 
‏إن هذه الأسئلة أساسية وضروريه فالإجابة عنها و عليها بكل صدق ووضوح سوف ‏يحدد مسارنا ووجهتنا  و نجاحنا ‏في مستقبلنا الذي نطمح اليه
 
‏حمى الله الأردن وحفظ شعبه واعز قائده

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/03 الساعة 14:15