كتاب ’بلا سقف‘ شهادة شاهد.. لزهير ماجد يرسم فيه لوحة جيل بكامله!
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/02 الساعة 20:21
مدار الساعة - صدر كتاب ' بلا سقف عن ' المؤسسة العربية للدراسات والنشر ' في بيروت وعمّان ، ( شهادة شاهد) ' للكاتب اللبناني زهير ماجد ، وهو تجسيد لمرحلة مهمة من الحياة العربية ، بل شاهد على عصر مضى وانقضى لكنه ترك وراءه زوابعه التي مازلنا نعيشها الى الآن .
العنوان ' بلا سقف ' محاولة لتجاوز ماهو الممنوع والمسموح .. فهو بالتالي شهادة شاهد على المعلومات الجديدة في الوطن العربي التي معظمها يقال لاول مرة وعلى الاحداث التي عصفت في الساحة العربية ، ثم هي الكلمة المنطوقة بحرص والتجربة المغمسة بروح ذاك العصر .
منذ أول سطور الكتاب تبرز الدراما العربية البكائية على ثلاثية لايمكن تخطيها في واقعنا العربي، حين شاهد الكاتب الدبابة الاسرائيلية في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1982 ، وشاهد مثلها الدبابة الاميركية في العاصمة العراقية بغداد عام 2003 ، وقبلها ما عاشه من هزيمة العام 1967 حين وصلت الدبابات الاسرائيلية الى قناة السويس والى الضفة الغربية، حيث ضاعت فلسطين كلها والى الجولان السوري . اعتقد ان هذه التواريخ هي التشكيل الذي بدأه الكتاب ، ليعرج على صورة الكاتب في وطنه لبنان وصولا الى الاحداث اللبنانية عام 1975 وما جرى بها ، ثم حال المقاومة الفلسطينية في تلك المرحلة .
والكتاب قصة شاهد عاش هذا العصر كله وأراد ان يدونه بلغته التي جرى فيها ، فكانت سؤالا طرحته الدكتورة حياة الحويك عطية في مقدمة الكتاب قائلة فيه ' هل هنالك من استطاع ان يجسد هذه المرحلة بأجمل وأصدق ماقرأتُ في هذا النص ' .. لتضيف بالتالي ' كتبت نفسك ياصديقي لكنك كتبتنا جميعا .. لانعني أننا جيل الخير ، لكننا جيل عايش الكثير من الخير الذي كان ، ومن الشر الذي أسس للخراب الذي نبكي منه الآن ' . ليضيف الدكتور ألبرت عبدالله روزات حرب في مقدمة له في الكتاب ايضا ان هذا ' الكتاب يتخطى نصه ان يكون سيرة ذاتية او مذكرات تقليدية ، او نقدا سياسيا ، او خواطر فلسفية ' .. بل ' يختصر زهير ماجد رسم لوحة لجيل بأكمله امتد على مساحة سبعة عقود ' .
وينطلق الكتاب كما قلنا ليقدم شهادته عن لبنان بكل التفاصيل التي عاشها وخصوصا في حربه الطويلة . وصولا الى ' هيروشيما بيروت ' في الرابع من آب / أغسطس 2020، حيث الانفجار الهائل في مرفأ بيروت .
وعن العرب هنالك الكثير ، من شخصيات لمعت اسماؤها ، وتقال لأول مرة ايضا كما حصل حين بكى الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بلله، في احد مؤتمرات القمة العربية كما أخبرالكاتب اثناء اللقاء به في بيروت ، وعن السبب الذي من أجله غضب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، وعن البندقية التي حلت مكان البندقية الفلسطينية في لبنان .. ثم قصة أطول لوحة في العالم رسمها الفنان الفلسطيني المعروف مصطفى الحلاج ثم احترقت ، وعن الصوت الذي وحد العرب ، ولماذا الشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي زار جنوب لبنان ، ثم حكاية من صميم تاريخ الشاعر الكبير عمر ابو ريشة عندما كان سفيرا في الهند برفقة كمال جنبلاط ، ومتعة احاديث للقاء تم في القاهرة مع نجيب محفوظ ، دون نسيان الرحلات السندبادية للكاتب الى اوروبا والعالم العربي ، اضافة للعديد من العناوين التي يستحق كل منها كتابا .
كتاب آسر بشهادة كل من قرأه .. فاضافة الى محتواه المشوق هنالك الصدق الذي يترجمه الكاتب بقوله ' اليوم أكتب النص الانساني عاريا من التكاذب الاجتماعي ' .. وهذا بحد ذاته ينم عن ثراء مؤسس على ثقافة واسعة .
مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/02 الساعة 20:21