دراسة: كورونا تتفشى في الأردن في موجات البرد و الحر

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/02 الساعة 17:51

مدار الساعة -  في دراسة تمت بالتعاون مع طقس العرب قام بها الباحث جواد عباسي عن علاقة درجات الحرارة الدنيا والعليا مع تزايد عدد الوفيات الناتجة عن فيروس كورونا في الأردن، خلصت الدراسة إلى نتائج هامة لتأثير عامل هام ساهم في ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن فيروس كورونا في الأردن وربما في العالم.

 
 سبب الدراسة
في آذار 2021 أصدرت منظمة الصحة العالمية منشورا بعنوان "خطة طريق نحو تحسين وضمان التهوية الجيدة في الأماكن الداخلية في سياق كوفيد 19" اكدت فيه إثبات العلم أن خطر انتقال العدوى في الأماكن المزدحمة والأماكن الداخلية المغلقة غير المهواة جيداً أعلى بكثير من الأماكن الخارجية المفتوحة.
 
ويقسم تقرير منظمة الصحة الجديد مقترحات ضمان التهوية الجيدة في ثلاث حالات: المستشفيات والعيادات والأماكن التجارية غير السكنية والأماكن السكنية. وتحدد وثيقة منظمة الصحة العالمية الحد الأدنى لتغيير كل هواء المكان الداخلي (6) مرات في الساعة كحد ادنى. وتضع الوثيقة أساليب ضمان ذلك والتي تتدرج من أمور بسيطة كفتح الأبواب والشبابيك الى حلول تقنية وميكانيكية لضمان تهوية جيدة.
 
 ولأن معظم التقنيات المستخدمة في التدفئة والتكييف عندنا في الأردن لا تشمل ضمان التهوية الجيدة ولا ادخال هواء جديد بشكل منتظم فقد قام الباحث جواد عباسي بدراسة فرضية ربط مستوى وفيات فيروس كورونا (كوفيد-19) في الأردن مع توقع انتشار أعلى للعدوى في ظروف تشمل قلة التهوية في الأماكن الداخلية.
 
  البيانات التي تضمنتها الدراسة
تتضمن الدراسة التي نشرت يوم أمس (1 حزيران) تحت عنوان "نحو صيف وخريف وشتاء وربيع امنة: هل انتبهنا للعامل الأهم؟" بيانات عن درجات الحرارة الدنيا والعليا لمدينة عمان مقدمة من طقس العرب للفترة من 1 تشرين الأول 2020 الى منتصف أيار 2021. وبيانات من وزارة الصحة الاردنية لعدد وفيات فيروس كورونا (كوفيد-19) الأسبوعية لكل يوم خميس ابتداء من 1 تشرين الأول 2020، البيانات في الرسمين البيانين التاليين. 
 
نلاحظ ان قمة وفيات فيروس كورونا (كوفيد-19) الأسبوعية في 2021 كانت في 26 اذار - و 2 نيسان - و 9 نيسان - وأتت بفترة 4 الى 7 اسابيع من موجة باردة جداً من (15 - 20) شباط وصلت فيها درجة الحرارة الدنيا في عمان الى (صفر) مئوي.
 
بالنسبة لقمة وفيات فيروس كورونا (كوفيد-19) الأسبوعية في 2020 فقد كانت في 13 و20 و27 تشرين الثاني 2020 وكانت بعد 4 الى 7 أسابيع بعد موجة حارة وصلت فيها درجة الحرارة الى 35 في عمان، وتزامنت مع اجتماعات الانتخابات النيابية في شهر تشرين اول 2020.
 
 نتائج الدراسة
يمكن من البيانات السابقة الاستنتاج ان الأردنيين أمضوا وقتا طويلاً في أماكن مغلقة قليلة التهوية بسبب الظروف الجوية. فهل ساهم هذا في زيادة وتسريع انتقال العدوى بين الناس بحيث تسببت في زيادة الوفيات بعد 4 الى 7 أسابيع؟ خصوصا ان اعراض المرض قد تظهر بعد أسبوعين من التعرض للفيروس، وان المرض الشديد والوفاة يأتيان بعد عدة أسابيع من الاعراض.
 
 
 
طبعا نتذكر هنا ان الترابط لا يعني السببية لكن هناك منطق قوي في الفرضية وهو ان أحد اهم السبل لتقليل العدوى من فيروس كورونا (كوفيد-19) وغيره من الامراض يشمل كمكون أساسي التهوية الجيدة بالإضافة الى الاحتياطات الأخرى من تعقيم وتباعد. فالتدفئة عندنا تعتمد على صوبات او تدفئة مركزية او تكييف داخلي يستوجب بحكم العادة اغلاقا شبه تام لكافة منافذ الهواء.
 
 
 
التوصيات
لضمان صيف آمن في الأردن الحبيب يلحقه خريف وشتاء وربيع آمنين ان شاء الله، يجب الالتفات من الآن الى ضرورة التهوية الجيدة في منازلنا ومكاتبنا ومتاجرنا ومطاعمنا ومدارسنا وجامعاتنا. فوضعنا الحالي ليس مثاليا ويحتاج دراسات جدية من كل القائمين على جميع الأبنية.
 
 
 
برأي الباحث جواد عباسي؛ ان الحلول في معظمها سهلة نسبيا تشمل فتح بعض النوافذ وتركيب شفاطات هواء فعالة تزيد من مرور الهواء النقي في المباني خصوصا ان الطقس الأردني المعتدل يساعد في ذلك بدون زيادة كبيرة في كلف التدفئة والتكييف. وفي كل الأحوال فان أي زيادة كلفة في التدفئة والتكييف بسبب التهوية الجيدة سينعكس على تقليل كلف المرض وخسارة أيام العمل والوفيات لا سمح الله. هي استثمار جيد في صحتنا جميعا.
 
فلنستغل اشهر الصيف لتعديل أسلوب التدفئة والتبريد في الأردن لنساهم في ضمان صحة جميع الأردنيين. فلا أفضل من الهواء النظيف النقي.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/06/02 الساعة 17:51