آباء صينيون يتهافتون على شراء مصباح “تيك توك” الذكي.. يمكِّنهم من مراقبة أطفالهم

 

هذا المصباح، الذي تصنعه شركة بايت دانس، التي تملك تطبيق تيك توك الشهير، والذي يعدّ أول منتج استهلاكي لها، يأتي مع كاميرتين إحداهما مثبتة في مقدمة المصباح والأخرى مثبتة أعلاه. ويمكن للمصباح الاتصال بالهاتف الذكي للأبوين، وتسمح الكاميرتان للأبوين بمشاهدة وجه الطفل والواجب المنزلي الذي يؤديه، وذلك خلال الدردشة بالفيديو.

 

إذ يستهدف المصباح الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة، ليمكنهم من إنهاء واجباتهم في المنزل، بالإضافة إلى مساعدة أولياء أمورهم في مراقبة أطفالهم وهم بعيدون عنهم عبر تطبيق للهاتف.

 

الدردشة المرئية مع الأبوين

في حين لفت بيان صحفي حول إنتاج المصباح الذكي "دالي"، نُشر في أكتوبر/تشرين الثاني 2020، إلى أن الشاشة، التي يعادل حجمها حجم هاتف آيفون، تسمح للأطفال بالدردشة المرئية مع الأبوين أو المعلمين. ويملك المصباح كذلك مساعدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي تساعد الأطفال في حل المشكلات المتعلقة بالرياضيات والمفردات اللغوية.

 

فيما أوضح موقع Business Insider الأمريكي أن المصباح صُمم في الأساس للسماح للآباء المشغولين بالبقاء متصلين بدراسة أبنائهم، متابعاً: "عندما يعمل الأبوان وقتاً إضافياً أو عندما يكونون بعيدين في العمل، يمكنهم استخدام خاصية مكالمة الفيديو المعززة بكاميرتين للتحدث إلى أطفالهم في أي وقت ومن أي مكان. عندما يشاهدون أطفالهم يمكنهم مشاهدة الحواسيب بوضوح أكبر، ويقدمون المشورة عن بعد، ولا يفوتون نمو أطفالهم".

 

في هذا الصدد، تظهر صور الإعلانات المصباح على شكل حرف T، ويقول الإعلان إنه يأتي باللون الأزرق المائي وبلون مسحوق زهر الكرز.

 

كما توجد نسخة أغلى قليلاً بسعر 170 دولاراً، ترسل صوراً ورسائل تنبيهية للآباء عندما يتسكع الأطفال.

 

"مراجعات إيجابية"

إلى ذلك، قامت شركة بايت دانس ببيع أكثر من 10 آلاف قطعة من المصباح في غضون شهر من إطلاقه في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وحصل المنتج منذ ذلك الحين على مراجعات "إيجابية بصورة ساحقة" على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية.

 

إلا أن بعض الأشخاص أعربوا عن مخاوفهم المرتبطة بالخصوصية فيما يتعلق ببعض خصائص المصباح، مثل العمل عن بُعد وإمكانية تحميل الأطفال فيديوهات. لكن شعبية المصباح تشير إلى أن كثيراً من الآباء لا يبدون ممانعين لاقتنائه برغم هذه الشواغل. وقد أوضحت الشركة في حديثها مع صحيفة The Wall Street Journal أن فيديوهات الواجبات المنزلية فقط هي التي يمكن رفعها وبإذن الآباء فقط.

 

"المراقبة الأبوية"

من جهتها، قالت صونسون ليم، الأستاذة لدى جامعة سنغافورة للتكنولوجيا والتصميم، في حديثها مع الصحيفة: "في آسيا، الآباء أقل انشغالاً بفكرة المراقبة، وهم يرون عادةً أن المراقبة الأبوية شيء جيد".

 

تعقيباً على ذلك، رأى موقع Business Insider أن شركة بايت دانس تغامر بالاستثمار في قطاع تكنولوجيا التعليم المتنامي في الصين، نظراً إلى أن جائحة فيروس كورونا أجبرت المدارس على الإغلاق في جميع أنحاء العالم. فقد تجاوزت قيمة سوق التعليم عبر الإنترنت في الصين حاجز الـ40 مليار دولار، ويُتوقع أن تصل إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2026. 

 

بدوره، لفت تشين لين، نائب رئيس شركة بايت دانس، في اجتماع داخلي خلال شهر يوليو/تموز الماضي، إلى أن الشركة خططت لاستثمار "مبلغ ضخم" من المال في أعمال ومشروعات تكنولوجيا التعليم، وفقاً لما أفادت به وكالة Reuters.