الأحزاب الأردنية ضعف بنيوي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/29 الساعة 23:07
أشرت في المقال السابق، إلى جزء من المطالب التي أثارها ممثلو الأحزاب الأردنية، في جلسات العصف الذهني، التي يقودها رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، وعند التدقيق في هذه المطالب سيجد المراقب، أنها في غالبيتها العظمى ناجمة عن ضعف بنيوي تعاني منه هذه الأحزاب، وهو الضعف الذي يجعل الأطراف الأخرى تدير لها ظهر المجن، وتصم أذاتها عن الأستماع إليها، وهذا أمر طبيعي فلا مكان للضعفاء في العمل السياسي، وغير السياسي، لذلك فإن المطلوب من الأحزاب الأردنية أن تبني قوتها الذاتية، لتُسمع صوتها، وتفرض شروطها، وهذا يستدعي أن نطرح السؤال: أين هم القادة الحزبيون أصحاب الفكر والرؤى التي تجذب الجماهير وتحزبها؟ وأين هي حلقات التثقيف الحزبي التي تبني الكوادر الحزبية المنتمية والصلبة المؤمنة بفكر الحزب الساعية إلى تحقيق أهدافه؟.
هنا قد يقول قائل :إن زمن الأحزاب العقائدية قد ولى، والجواب هو إذن أين هي البرامج الحزبية المقنعة للأردنيين ليلتفوا حولها ويتحزبوا من أجلها؟ وأين هي حلقات التثقيف حول هذه البرامج ليؤمن بها الناس ويتبنوها ويدافعوا عنها؟
ما أريد أن أقوله هنا هو أن أول مكونات قوة الحزب، هي قوة قيادته، سواء كانت هذه القيادة فردية أم جماعية، أما المكون الثاني فيتمثل بقوة طروحات الحزب، أيدولوجية كانت أم برامجية ، وهذان المكونان يكادان أن يكونا غائبين عن جُل الأحزاب الأردنية، وهذا الغياب هو سبب رئيس من أسباب ماتعانيه الأحزاب الأردنية من ضعف، وهي حالة ساهمت في تكريسها حالة الإنقسامات والإنشقاقات الدائمة التي تشهدها الغالبية الساحقة من الأحزاب الأردنية، ولأسباب شخصية.
ففي معظم الأحيان، كانت الأحزاب تشهد إنشقاقاً بعد كل انتخابات حزبية داخلية لا ترضي الفريق الخاسر، فيخرج لتشكيل حزب جديد، مما اسهم إسهاماً كبيراً في إضعاف الحياة الحزبية من جهة، وسبب إزدحاماً يعيق الحركة خاصة عندما تناكف هذه الأحزاب بعضها، وتتبادل التهم بين أصل الحزب وبين المنشقين عنه، والحزب الذي خرج من رحمه، دون الأخذ بالحسبان التأثير السلبي لهذه الممارسة على مجمل الحياة الحزبية في بلدنا، وهو تأثير أشد خطراً على الحياة الحزبية من سياسة التخويف من الأحزاب التي تمارسها الحكومات، كما قال الكثيرون من الحزبين الذين شاركوا في جلسات العصف الذهني، وعندي أن التمترس وراء مقولة التخويف من الأحزاب مبالغ بها، فقد عاشت الكثير من الأحزاب في فترات سابقة ظروف المطاردة والمنع، ومع ذلك صمد الحزبيون المؤمنون بأحزابهم، لأن أصل العمل الحزبي الإيمان به، وليس الدعم الحكومي الذي تتباكى عليه أحزابنا ليقوى عودها.
Bilal.tall@yahoo.com
الرأي
هنا قد يقول قائل :إن زمن الأحزاب العقائدية قد ولى، والجواب هو إذن أين هي البرامج الحزبية المقنعة للأردنيين ليلتفوا حولها ويتحزبوا من أجلها؟ وأين هي حلقات التثقيف حول هذه البرامج ليؤمن بها الناس ويتبنوها ويدافعوا عنها؟
ما أريد أن أقوله هنا هو أن أول مكونات قوة الحزب، هي قوة قيادته، سواء كانت هذه القيادة فردية أم جماعية، أما المكون الثاني فيتمثل بقوة طروحات الحزب، أيدولوجية كانت أم برامجية ، وهذان المكونان يكادان أن يكونا غائبين عن جُل الأحزاب الأردنية، وهذا الغياب هو سبب رئيس من أسباب ماتعانيه الأحزاب الأردنية من ضعف، وهي حالة ساهمت في تكريسها حالة الإنقسامات والإنشقاقات الدائمة التي تشهدها الغالبية الساحقة من الأحزاب الأردنية، ولأسباب شخصية.
ففي معظم الأحيان، كانت الأحزاب تشهد إنشقاقاً بعد كل انتخابات حزبية داخلية لا ترضي الفريق الخاسر، فيخرج لتشكيل حزب جديد، مما اسهم إسهاماً كبيراً في إضعاف الحياة الحزبية من جهة، وسبب إزدحاماً يعيق الحركة خاصة عندما تناكف هذه الأحزاب بعضها، وتتبادل التهم بين أصل الحزب وبين المنشقين عنه، والحزب الذي خرج من رحمه، دون الأخذ بالحسبان التأثير السلبي لهذه الممارسة على مجمل الحياة الحزبية في بلدنا، وهو تأثير أشد خطراً على الحياة الحزبية من سياسة التخويف من الأحزاب التي تمارسها الحكومات، كما قال الكثيرون من الحزبين الذين شاركوا في جلسات العصف الذهني، وعندي أن التمترس وراء مقولة التخويف من الأحزاب مبالغ بها، فقد عاشت الكثير من الأحزاب في فترات سابقة ظروف المطاردة والمنع، ومع ذلك صمد الحزبيون المؤمنون بأحزابهم، لأن أصل العمل الحزبي الإيمان به، وليس الدعم الحكومي الذي تتباكى عليه أحزابنا ليقوى عودها.
Bilal.tall@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/29 الساعة 23:07