السقرات تكتب: ثروات بلادي.. فوسفات الرويشد
مدار الساعة - كتبت: د.بتي السقرات / الجامعة الأردنية
عشقي لمهنتي وتخصصي يتطلب مني تسليط الضوء على ما تحتويه أرضنا من كنوز وخيرات لعلها تجد اهتماما ومتابعة فتستفيد منها الأجيال القادمة وهذا ما اعتبره خدمة لوطني ضمن تخصصي في الجيولوجيا وعلوم الأرض، ويجبرني هذا العشق للتخصص وللوطن الحبيب أن أتطرق لخامات الفوسفات (بترول الأردن) حيث شكل وجود هذا الخام مصدرا هاما لخزينة الدولة عبر عقود مضت منذ اكتشاف خامات الفوسفات في وسط الأردن (الرصيفة) ثم جنوب الأردن (الحسا والأبيض والشيدية)
ومنذ أن تشرفت بالعمل في جامعة آل البيت عضو هيئة تدريس في معهد علوم الأرض والبيئة ولمدة (4) أعوام كنت أحدث طلبتي عن أهمية استكشاف ما تحتضنه أرض بلادنا من ثروات منحنا إياها الله عبر هذه الطبيعة حتى نجد من خلالها جسرا يساعدنا على تخطي العثرات التي يواجهها اقتصادنا ومن هذه الثروات ما هو موجود في محافظة المفرق مثل: (التف البركاني، البازلت، المعادن الطينية وغيرها)
وكنت دائمة التركيز على منطقة الرويشد شمال شرق المملكة الأردنية الهاشمية فأنا المغرمة بالبادية بكل مكوناتها، الرويشد تلك المنطقة الحدودية والتي استقبلت الكثير الكثير من اللاجئين وهي المنطقة التي يسهل من خلالها تصدير منتجات خام يرقد فيها منتظرا أن يستغل ويستثمر هو خام الفوسفات وباستثماره واستغلاله نكون قد أشعلنا مصباحا ينير طريقنا نحو التطور والإبداع والاستفادة من خام مهمل قد يرفد خزينة الدولة ويطور المنطقة نحو الأفضل .
خام الفوسفات في منطقة الرويشد والذي هو محور حديثي لا يزال بدون استثمار علما بأنه يقع على مناطق حدودية كما سبق أن ذكرت ويسهل تصدير منتجاته وهذا الخام يتميز بما يلي:
1-سهولة تعدينة لعدم وجود سماكات كبيرة للغطاء الترابي أعلى الخام مما يشير إلى كلفة تعدين قليلة
2-تشير الدراسات الأولية وهي قليلة إلى احتمالية أن تكون الكمية 300 مليون طن وبمساحة محددة ضمن 150كم2
تقريبا وهذا نتاج الاستكشافات المبدئية التي قام بها بعض الزملاء الجيولوجيين ذوي الاختصاص .
مما يعني أن هنالك احتياطياً جيداً يصنف كاحتياطي ممكن وبناء عليه يجب علينا أن نسلط الضوء على هذا الخام بالاضافة إلى خامات أخرى متنوعة وموجودة وموزعة على مساحة الوطن من شماله إلى جنوبه لترجمة توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بسياسة الاعتماد على الذات والبحث عن مصادر محلية لرفد خزينة الدولة وخفض العجز في الموازنة ونأمل أن تتوجه أنظار الحكومة نحو تشكيل صندوق سيادي يتبع للحكومات لغايات وضع أسس وآليات وبرامج ودراسات الجدوى الاقتصادية لهذه الخامات وعمل الصناعات التحويلية اللازمة لتغطية القيمة المضافة لهذه الثروات مما يساهم في إحداث تنمية في المناطق البعيدة عن العاصمة والمساهمة في تشغييل الأيدي العاملة من الأردنيين في المهن المختلفة لتخفيض حدة البطالة.
نأمل وبعد مرور مائة عام على تأسيس الدولة الأردنية ومرور 75 عاما على استقلالنا استقلالا تاما أن تتعاون الحكومة مع المختصين من أساتذة الجامعات والنقابات المهنية والقطاع الخاص حتى تستطيع الدولة أن تنجز في مئويتها القادمة إنجازات تسطر بما الذهب وتستغل مصادر طاقتنا وثرواتنا الطبيعية للاستغناء عن المصادر الخارجية أي كانت.