المجهول وعقرب الساعة

بقلم: رهف خريس مزقتْ فصول حزني وعناء كل فصول حياتي السالفه فصل الطفوله، فصل اليفع، وفصل الشباب، فماذا عن فصلِ العجز؟ مشلولة انا وانفعالات امام ظروف؛ لربما بسبب اللدغة السامة من عقرب ساعة، فمرعبًا هو فتور الوقت والمرعب أكثر هو جريه السريع. أحيانًا تكون ساعة يدي أو ساعة جداري هي المشلولة من جمود ذلك العقرب، وأحيانًا اكون انا المشلولة من سرعته ، يتسارع وطيس انفاسي تترهل دموعي على وجنتي دون رتابة تغور دموعي في تضاريس وجهي الى ما بعد رافيدي، فوجهي أرض الرافدين؛ لان عيناي تسيلا بسخاء يضاهي سخاء دجلة والفرات، لا أعلم لربما كانتا عيناي هما منبع دجلة والفرات ومن يعلم! يستبد فيني حزني يستغل وحدتي يفك أجزاء أملي فانصاع مرغمةً عني لهُ ويستغلُ اني اغبى عاطفية على وجهِ الأرض فيستغل غباء عوطفي، فأنا اكثر من تدميها أبسط الكلمات، وترعبها اسخف الأشياء والأحداث، وأكثر من يقتلها القليل من الإهمال. ومحاولات فاشلة هي محاولات إنعاش السعادة بروحي فقد فات الأوان فهي منذ زمنٍ عتيقٍ ماتت وعلى ما يبدو ان الحزن قدري وعلي أن ارضخ لقدري، لا بل اني رضختُ لهُ فعلًا منذ أن وضعت أحلامي على هامش حياتى من أجل رغباتهم منذ أن وضعت كل ذكرياتي الجميلة على ناصية النسيان وعلى قارعة الذاكرة. افرطتُ في عطائي وحسن ظني بالآخرين وافرط الآخرين في استغلالي وخذلاني. زرعت ولم احصد؛ لذلك بت اهربُ ممن هم حولي، اهرب من كتاباتي السابقة؛ لأنها انعكاس لروحي القديمة، اهرب من كل هواياتي اهرب من القراءة والتأمل، وبت حتى اهرب من نفسي اذا ما اختلت فيني، لربما هذا ما جنيت من زرعي.