الزغيلات يكتب: النقابات المهنية الأردنية ودورها في تعزيز المشاركة السياسية لدى الشباب

كتب عبدالله الزغيلات تعد مؤسسات المجتمع المدني إحدى أهم الأدوات التي تعزز إدماج الشباب في الحياة السياسية، إذ تتيح للشباب المشاركة السياسية والمدنية، في ظل بيئة ديمقراطية تمكنهم من اختيار اهتماماتهم وتوجهاتهم، وتعبيرهم عن آرائهم ومواقفهم إزاء قضايا مجتمعية برغبة منهم دون أن يُفرض عليهم ذلك، وحينما ينتسب الشباب أو يشارك بشكل منظم أو غير منظم (طوعيًا) من خلال برامج وأنشطة مؤسسات المجتمع المدنية المختلفة فإن ذلك يزيد من فرصة تحقيق أهداف التنمية السياسية، ومنها زيادة مشاركة الشباب الفاعلة في الحياة السياسية. ومن أبرز نماذج مؤسسات المجتمع المدني، النقابات المهنية. تلعب النقابات دورًا كبيرًا ومهمًا في إدماج الشباب في الحياة السياسية، وخاصة خلال التغيرات السياسية الأخيرة في المنطقة، وذلك بعد موجات الربيع العربي؛ إذ لعب المهنيون دورًا أساسيًا في الاحتاجات العربية، ونجحت النقابات المهنية في حشد المواطنين والتأثير عليهم من خلال عدة أدوات، علاوة على دورها السياسي الواضح والملموس ويعتبر الأردن إنموذجًا، وأيضا للنقابات دور مهم على الصعيد المحلي في عدة مجالات غير المهنية والسياسية. وخاضت العديد من النقابات نشاطات ومواقف مطالبة بجملة من الإصلاحات السياسية بعد الربيع العربي، وفي الواقع كان على النقابات المهنية أن تناضل من أجل إصلاحات سياسية، واقتصادية، واجتماعية تصب دائما في مصلحة الوطن ومنتسبي النقابة في المقدمة. وتجاوز عدد منتسبي النقابات المهنية في الأردن 500 ألف عضو، إذ ينتسب الشاب الأردني حسب تخصصه إلى النقابات المهنية بعد تخرجه من الجامعة مباشرة، وللنقابات أدوار كثيرة تسعى من خلالها إلى إدماج الشباب في عملية التنمية السياسية، على النحو الآتي: 1- تساهم النقابات المهنية بشكل فاعل وملحوظ في القضايا العامة على الصعيد المحلي. 2- تتبنى النقابات مواقف سياسية ثابت من كافة المصالح الوطنية والعربية والإسلامية، مما يعطيها دعما شعبيًا واسعًا لها. 3- تلعب النقابات المهنية دورًا كبير في الواقع السياسي، والاجتماعي الأردني، وهي رديفة لدور الأحزاب السياسية، حيث كان للنقابات موقفها الداعم للشعب الأردني وقضايا الأمة. 4- الشباب يشاركون في العمل النقابي ويعد دورهم أساسيًا فيه على كافة المستويات. إن الدور السياسي للنقابات المهنية في الأردن والذي يطغى تدريجيًا على قدرة الأحزاب السياسية باستقطاب الشباب إليها، وذلك يعود لضعف العمل الحزبي وتراجعه؛ مما أتاح الفرصة للنقابات بالعمل على إدماج الشباب ومحاولة إشراكهم بالأنشطة ذات الطابع السياسي. وعلى صعيد آخر إن فئة الشباب من منتسبي النقابات المهنية هي عملية لتجديد الدماء وترشيق الأجهزة الإدارية والعامة من الأعضاء الجدد وحديثي التخرج.