ليست مجرد حُقبة بل جِسرٌ للمستقبل

مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/25 الساعة 02:13
عماد عبدالرحمن
يحلُّ علينا عيد الاستقلال الـ 75 في الأردن، في ظل تحديات جمة، يحدوها الأمل بغدٍ أفضل، ومستقبل مشرق، حيث تتزامن هذه الذكرى الغالية على قلوب الاردنيين مع مرور 100 عام على ولادة المملكة الاردنية الهاشمية، التي قادها ملوك بني هاشم بكفاءة وإقتدار وحكمة وبصيرة عالية، ليكمل جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الامين، المسيرة بأمل وتفاؤل، وهمة وعزيمة، وقدرة وإقتدار وإلتفاف شعبي، ما جعل من الاردن نقطة مضيئة في بحر تتلاطمه الامواج والدمار، فصار الاردن مقصداً ومرجعاً يُعتد برأيه ويُنْصَتْ له.

عقود طويلة مضت حقق فيها الاردنيون والاردنيات الدولة الناجزة المستقلة، بشعب متميز اضحى مضرب الأمثال وقدوة للكثيرين، وطن مستقر وآمن بمؤسسات ديمقراطية وحقوقية وتنموية رائدة، وشعب إنغمس في مسيرة البناء والتطوير، ليس فقط على نطاق البلد، بل إمتدت سواعد العمل والعطاء لتعم دولاً كثيرة في المنطقة والعالم.

في يوم الإستقلال نستذكر حقبة تاريخية مجيدة من تاريخ هذا الوطن، وقف فيه الأردنيون والاردنيات من شتى الاصول والمنابت صفاً واحداً يبذلون الغالي والرخيص من أجل الحرية والكرامة والاستقلال، ودفاعاً عن فلسطين ومقدساتها ولا زالوا، وهذا اليوم والاحتفال به وإستذكاره كافياً للعودة الى قيم وإرادة تأسيس الدولة، وإستحضار التضحيات الجِسام، من أجل مستقبل مشرق يقوم على التسامح والحوار والانتماء وتغليب المصلحة العليا للوطن، وإحترام الرأي والرأي الآخر .

أمام هذه الذكرى الخالدة والتضحيات والثبات الممزوجة بالصعاب والتحديات والاستهداف، والتي ترسخت يوماً بعد يوم بتحقيق الاستقلال، يحدونا الامل بغدٍ أفضل ووحدة وطنية صلبة،يكون فيها كل مواطن حارس على هذا الوطن ومسؤولاً في مكانه، وجندي على حدوده، ومربي في مدرسته وجامعته، وأب لكل محروم أو يتيم أو مُعدم، فالاستقلال ليس شعاراً لحظياً نحتفل به ليوم ونمضي، وليس شعراً نردده أو نتغنى به، بل هو ثقافة وسلوك وممارسة وتربية يومية نمارسها في حياتنا وننقلها للأجيال كمربين وآباء وأمهات وعمال وموظفين وجنود وعمال وطن.

في هذا اليوم الأغر نستذكر تضحيات الآباء والأجداد، وما بذلوه من أجلنا، ونستنهض همم شبابنا وشاباتنا أمل المستقبل ونبض الوطن، فهم أمل الاردن والاردنيين بالغد، ودمه النقي وقلبه النابض، الذي يتوزع في شرايينه ليمده بالحياة والاستمرار والتقدم، فهم قادة المستقبل ونخبة المجتمع الفكرية والثقافية والاجتماعية، الذين سيحملون الراية للدفاع عن الوطن والذود عن حماه، ومواصلة البناء والتنمية والتحديث، وحماية الدولة ودستورها وحريتها وديمقراطيتها.

تحية خالصة لحماة الديار جيشنا العربي وشهدائه الأبرار حامي الثغور وحراس الامة والسيادة والمقدسات، فقوة الجيش من قوة الوطن، يزداد صلابة ومنعة مع دعم شعبي لا ينضب، فمسؤلياتنا كثيرة ومطلوب منا رؤية او إستراتيجية لتعزيز جبهتنا الداخلية وتعزيز إقتصادنا وتحصينه والتكاتف من أجل شبابنا ومستقبلهم، والالتفاف حول قيادتنا الهاشمية، والابتعاد عن المناكفات والتجاذبات المختلفة، والالتزام بالقوانين وإحترامها، ولنواصل العمل من أجل مجابهة التحديات الاستثنائية التي فرضها » الوباء »، والحروب من حولنا، والازمات المتتالية، فالإس?قلال ليس مجرد حِقبة من الماضي، بل هو جسر للمستقبل الآتي، نحميه بدمائنا ونفديه بأرواحنا.

الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/25 الساعة 02:13