وول ستريت: التضامن بين الفلسطينيين يخلق تحديًّا جديدًا لـإسرائيل

مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/24 الساعة 14:30
مدار الساعة - قالت صحيفة وول ستريت جورنال (The Wall Street Journal) الأميركية إن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وداخل 'إسرائيل' عاشوا طويلا مشتتين، وواجهوا تحديات متباينة، لكنهم وجدوا الآن هدفا وصوتا مشتركين إثر التصعيد الأمني والعسكري الإسرائيلي الأخير في كل من القدس وقطاع غزة. وذكرت الصحيفة أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي استمر على مدى أجيال، لكن جولة التصعيد الأخيرة أنتجت 'شيئا جديدا' تماما، حيث وحدت فلسطينيي الضفة الغربية وغزة ومن يعيشون داخل 'الخط الأخضر' بشكل لم نشهد له مثيلا منذ تأسيس 'إسرائيل' عام 1948. كما ولدت هذه اللحظة الفارقة -رغم غياب إجماع تام على تصور الحلول- أصواتا وطاقة جديدة في صفوف الشباب الفلسطيني في جميع أنحاء المنطقة، حيث باتوا يتلمسون طريقهم نحو مقاربة جديدة للمستقبل، وهو ما يطرح تحديات لم تألفها 'إسرائيل' من قبل، خاصة عندما يتعلق الأمر بدعاة إنهاء وجود الدولة اليهودية. وترى سهير أسعد -المحامية بمدينة حيفا المدافعة عن فلسطينيي الداخل المعتقلين خلال الاضطرابات الأخيرة، والتي ساعدت في تنسيق إضراب فلسطيني عام هو الأول من نوعه في جميع أنحاء فلسطين التاريخية منذ عقود- أن 'كل الحلول القائمة على التنازل عن حقوق الفلسطينيين الآن تتداعى'. اليمين المتطرف وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن ما زاد هذا الإحساس بوحدة الهدف بين الفلسطينيين، فضلا عن تفجر الأوضاع أمنيا وعسكريا في باحات المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح بالقدس وفي غزة؛ هو احتضان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المستمر لليمين اليهودي المتطرف ومواقفه. وهو الأمر الذي يؤكده مصطفى البرغوثي، وزير الإعلام السابق في السلطة الفلسطينية، ورئيس حزب 'المبادرة الوطنية'، حيث يرى أن 'القمع المشترك للفلسطينيين أدى إلى خلق نضال موحد'. وفي حين يرى الشباب الفلسطينيون -كما تضيف الصحيفة- أن الطريق أمامهم واضح وجلي؛ حيث يدعو بعضهم بكل بساطة إلى إنهاء الاحتلال و'عودة كل فلسطين.. من النهر إلى البحر'؛ يشعر الفلسطينيون الأكبر سنًّا ممن شهدوا جولات سابقة من إراقة الدماء واستثمروا حياتهم في محاولة إيجاد السلام من خلال تسوية مع الإسرائيليين بانزعاج حيال هذا الأمر. ويقول مهدي عبد الهادي -المحاور المخضرم للإسرائيليين ومدير 'الجمعية الأكاديمية الفلسطينية لدراسة الشؤون الدولية' في شرقي القدس - 'إننا اليوم نفتح جرحا مؤلما للغاية، الآن إما أبيض أو أسود، إما عربي أو يهودي.. كراهية وغضب في مقابل غياب الثقة والقيادة. والأمر لن يتوقف لأنه لا يوجد لدينا مارتن لوثر كينغ (المناضل الحقوقي الأميركي) في فلسطين أو في إسرائيل'. أما يوسي بيلين -اليساري الإسرائيلي الذي كان مهندسا رئيسيا لاتفاقيات أوسلو للسلام منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما كان نائبا لوزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك- فيعتقد أن 'بعض توقعات الشباب الفلسطيني في المرحلة الحالية ساذجة بشكل خطير'. دولة واحدة ويضيف 'إنها غير واقعية تماما؛ إسرائيل هي القوة العسكرية الأقوى في المنطقة، ولن تتخلى عن وجودها. بصفتي إسرائيليا ليبراليا يريد السلام، سأراهن على حياتي ضد حل الدولة الواحدة'. ويرى أن هذا الحل -كما تضيف الصحيفة- سيناريو مقبول فقط من شريحة صغيرة جدا من اليهود الإسرائيليين بالنظر لتاريخ الصراع، ولأنه سيعني بالضرورة فتح الباب أمام ملايين أحفاد اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في الأردن ولبنان وسوريا وفي مختلف أصقاع العالم -وهو مطلب يحظى بإجماع فلسطيني- وتحويل اليهود الإسرائيليين إلى أقلية ذات نفوذ سياسي ضئيل وقدرة محدودة على حماية أنفسهم. من ناحية أخرى، ترى وول ستريت جورنال أن 'الانتفاضة الجديدة' في ربوع فلسطين المحتلة وداخل 'إسرائيل' ليست فقط انتفاضة ضد 'إسرائيل'، ولكنها أيضا ضد قيادة السلطة الفلسطينية التي ينظر إليها العديد من المتظاهرين على أنها فاسدة وسيئة السمعة بسبب تنسيقها الأمني مع 'إسرائيل'. في المقابل، باتت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -التي أمطرت مدن 'إسرائيل' بآلاف الصواريخ على امتداد الأسبوعين الماضيين- تحظى بشعبية متزايدة لدى العديد من الفلسطينيين، حتى من لا يشاركونها أيديولوجيتها الإسلامية أو لا يعيشون تحت سلطتها في قطاع غزة. ويلخص أحمد مجدلاني، المساعد المقرب لرئيس السلطة محمود عباس، هذا الوضع في ضوء التطورات الأخيرة بالقول 'إن لم نقدم شيئا ملموسا للشعب الفلسطيني فسننتهي'. المصدر: وول ستريت جورنال
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/24 الساعة 14:30