شو اللي صار.. بالكهرباء بالأردن

بقلم: المهندس محمد الزيود
قبل ما نحكي لازم تكون تعرف معلومات جدا مهمه لازم يعرفها اي حد بالأردن.
اولا: الكهرباء في الأردن :
التوليد :الاردن لديها محطات توليدية بقدرة تفوق 5.7 جيجا واط تأتي 4.3 جيجا منها من الطاقة المولدة بالاعتماد على انواع الوقود المختلفة و 1.4 منها من مصادر الطاقة المتجددة.
التحويل : محطات التحويل الرئيسية 400, 133, 33 كيلو فولت
النقل : يوجد خطين نقل عالي الجهد وهما 400, 132 كيلو فولت
الاستهلاك : 20%. قطاع الصناعة، 16% تجارة وفنادق، 16 % زراعة ومضخات، 48% مباني سكنية و عامة وانارة شوارع.
ثانيا : لا يوجد تخزين طاقة كهربائية (كطاقة كهربائية ،يمكن ان تخزن على شكل طاقة وضع او طاقة حرارية) لذا فإن الحمل الكهربائي المستهلك في كل لحظة يجب أن يساوي الطاقة المولدة في كل لحظة، والا سوف يؤدي الفرق بينهم لحدوث مشكلة على تردد الشبكة الكهربائية، و تَأثُر الشبكة يعتمد بشكل اساسي على حجم هذه الشبكة ومن هنا تأتي احد اهم مميزات الربط الكهربائي مع مصر الذي سوف نتحدث عنه تاليا.

ثالثا : الربط الكهربائي مع مصر: يرتبط الأردن كهربائيا بمصر عند طريق خط النقل 400 كيلو فولت باستطاعة تقدر ب 550 ميغاواط، واحد اهم فوائد هذا الربط اضفاء استقرار لشبكة الكهرباء حيث أن حمل مصر الاقصى بلغ عام 2019 تقريبا 31 جيجا واط بينما حمل المملكة 3.1 جيجا واط وهنا يظهر اهمية الربط بأن امتصاص الشبكة (ذات حجم 33 جيجا في حال كانت مرتبطة) للصدمة يكون أفضل من حالة ان خط الربط مغلق.
رابعا : محطة العطارات ليس لها علاقة ابدا بما حدث اليوم حيث أن المحطة دخلت في الخدمة يوم الأربعاء و لمدة دقيقتين فقط ثم فصلت.
الربط مع مصر : ليس هو السبب الرئيسي و إنما هو نتيجة الأرباك الذي حدث على الشبكة و قد اعتدنا ان يفتح المصريون قاطع الربط في حال احسوا انه الأرباك على شبكتنا ممكن ان يؤثر سلبا عليهم، يعني بعبارة أخرى لو كانت شبكتنا الكهربائية مستقرة و فتح القاطع بينا وبين مصر دون تحذير مسبق فهذا لا يؤدي إلى ما شهدناه اليوم.
خامسا: ما يمكن فعلة لعدم تكرار ما حدث
1- استقرار الشبكة ذات الحمل الكهربائي المرتفع اكبر من الحمل الكهربائي المنخفض الي حد كبير،. لذلك فإن سياسات تشجيع الاستثمار و خفض الضرائب على المستثمرين تؤول الى ارتفاع نشاط اقتصادي يؤدي إلى ارتفاع حمل الشبكة الكهربائية الأمر الذي سيزيد من استقرارها في حال حدث أرباك على الشبكة.
2-لا يوجد توجه لتخزين الطاقة المتجددة في الأردن الامر الذي يحد من مشاركة الطاقة المتجددة في مجمل خليط الطاقة لانه لا يمكن الاعتماد بشكل كبير على مصدر غير موثوق تعتمد ديمومته على استقرار عوامل الجو المسببه لتوليده. وكنت قد كتبت ورقة سياسات بالتعاون مع Konrad-Adenauer-Stiftung Jordan و معهد wana في هذا السياق في است اتيجات تخزين الطاقة المتجددة و هي قاب قوسين من النشر ان شاء الله
3- هناك ما يسمى محطات fast track تدخل الى الخدمة بشكل سريع لتعويض الفاقد بدلا من المحطات التي تحتاج وقت عالي للإقلاع، و اعتقد انه لا يوجد في الأردن سوى محطة واحدة fast track.
4- نقطة مهمة جدا :الأردن دولة رائدة في قطاع الطاقة من حيث توافرية الطاقة وعدم الانقطاع وما حدث اليوم خلل وارد جدا حدوثه ولا يعني باي حال من الأحوال ان منظومة العاملين في القطاع جميعهم يبذلون قصارى جهدهم في الحفاظ على ديمومة التيار الكهربائي. ووصول التيار الكهربائي للمنازل لا يعني انهم أنهوا العمل، لغاية اللحظة الشغل جار.
هذا جهد شخصي ان اصبت فمن الله و ان أخطأت فمن نفسي و لا يمثل الا رأيي فقط