سيف القدس.. التفاف شعبي غير مسبوق حول المقاومة وأدائها
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/20 الساعة 11:57
مدار الساعة - مقاومة تضرب، درع يحمي، وشعبٌ يحتضن ويساند، هكذا يبدو المشهد في هذه الأيام في فلسطين، عبر 4 مكونات داخلية وإسناد من فلسطينيي الخارج.
فمن غزة التي تبذل الغالي والنفيس ولا تخضع، إلى الضفة الغربية التي هبت للنصرة وجادت بضريبة الدم رغم المضايقات من السلطة والملاحقات من الاحتلال، إلى القدس عنوان الثورة التي من أجلها جاءت النصرة، فهبة الفلسطينيين داخل أراضي 48، تتقاطع المكونات في دعم وإسناد المقاومة، مع حراك وإسناد لا يتوقف في ساحات اللجوء الفلسطيني.
واعتاد الفلسطينيون أن يبذلوا في سبيل معركة استعادة حقوقهم المستمرة منذ أكثر من سبعين عاماً أنفسهم وأبناءهم وأموالهم وممتلكاتهم على اختلافها، ويبدون هذه الأيام أكثر إصراراً على ذلك، وهم يرون العدو الذي طالما أرعب المحيط هشًّا غير قادر على حماية عمقه من القصف والتدمير.
التكبير يواكب الرشقات
ومنذ العدوان الصهيوني على قطاع غزة والذي سبق عيد الفطر بيومين، لم يدع الفلسطينيون في غزة رشقات صاروخية للمقاومة الفلسطينية تفوتهم إلا وصاحبوها بالتكبيرات والدعوات بالسداد.
وبالمقابل قابلوا جرائم الاحتلال بقصف منازلهم وممتلكاتهم وأبراجهم ومحلاتهم التجارية بمزيد من الصبر والاحتساب والثبات، فكانت أول غاراته ضد مجموعة من الأطفال من عائلة المصري في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة والذين تحولت أجسادهم إلى أشلاء بفعل الغارة، حتى خرجت والدة أحد الشهداء على وسائل الإعلام تقول: "دم أبنائنا فداء للقدس والمسجد الأقصى"، ودعت المقاومة الفلسطينية لتوجيه المزيد من الضربات للكيان الصهيوني؛ لأنّه لا يفهم إلا لغة القوة.
فدا المقاومة
وعلى دربها استقبل المواطن محمد الحديدي بكلمات الحمد والاحتساب نبأ استشهاد أسرته بأكملها والمكونة من زوجته وأطفاله الأربعة، في حين لم يتبقَّ إلا طفله الرضيع "عمر" ابن الخمسة أشهر عمر، والذي أصيب بجراح متوسطة، وردد يقول: "إحنا فدا المقاومة، وبنقول للقائد الضيف: احنا جنود عندك".
وبلغت حصيلة الشهداء حتى لحظة إعداد هذا التقرير أكثر من 140 شهيداً منهم 40 طفلاً، و22 سيدة، عدا عن إصابة أكثر من 1000 مواطن بجراح مختلفة.
احتساب الممتلكات
أحمد الزعيم هو أحد المالكين لبرج الجوهرة الذي يتوسط مدينة غزة، واستهدفته الطائرات الحربية بعدد من الصواريخ الحربية، وأصابته بدمار واسع في كل الممتلكات، التقط صورة له ولأطفاله في أول يوم العيد مبتسماً أمام البرج المدمر يقول: "برج الجوهرة، فداء للقدس، وللشيخ جراح ولإخواننا في الداخل الفلسطيني".
المستشار القانوني سمير المدني، يمتلك مكتباً كبيراً للاستشارات القانونية في برج الجلاء الذي قصف قريباً من برج الجوهرة، وفور انهيار البرج جراء القصف وأصبح كومة من الحجارة نشر المدني على صفحته يقول: "كلنا فداء للقدس، مكتبي ومكتبتي وجميع ما أملك فداء للقدس وقضيتنا ولشعبنا ولكرامتنا ولأبطالنا المغاوير، ونطلب من الله أن يعوضنا خيراً، ويعوض جميع شعبنا الفلسطيني خيرا".
وفي اليوم الخامس للحرب قصفت الطائرات الحربية الصهيونية بأطنان من المتفجرات البرج الرابع تواليًا، والتي تؤوي مئات الأسر الفلسطينية، وتضم أيضاً عدداً كبيراً من المكاتب الإعلامية والمحاماة وغيرها، وتعد هذه الأبراج الأعلى حيويةً وحساسية في غزة؛ نظراً لوقوعها في مركز المدينة الرئيس، والأبراج المدمرة هي: "هنادي، الجوهرة، الشروق، الجلاء"، عدا عن تدمير مئات المنازل والمنشآت الأخرى.
وفي برج الجلاء ذاته يمتلك المهندس الفلسطيني عرفة سكيك مكتباً هندسياً، وفور تهديد البرج بالقصف نشر على صفحته يقول: "نحن نقول لهم: مقراتنا وبيوتنا وأرواحنا وأموالنا فداء للقدس والأقصى".
التفاف شعبي
الناشط عماد حمدان كتب في تغريدة على فيسبوك: "بصراحة أنا كنت شايل موضوع التحرير من راسي وكنت ما اتعب حالي وادخل في نقاش في هيك موضوع، لكن من يوم أحداث الشيخ جراح ودخول غزة واللد والرملة واليوم الأردن والضفة، أقسم بالله الموضوع طلع قريب جداً ممكن مش اليوم أو بكرا لكنه قريب.. أقسم بالله (اليهود) أوهن من بيت العنكبوت".
وكتبت الناشطة إيمان الشنطي على صفحتها بعد سماعها رشقة من صواريخ المقاومة تقول: "المقاومة تطبطب على قلوبنا حتى أصوات الرشقات تزأر كالأسد، هي من تفهمنا وتشعر بقهرنا على قتل الاحتلال لأطفالنا وأخواتنا.. اللهم ثبتنا".
وكتب الدكتور زياد سعد يقول: "أكثر شيء نملكه كشعب فلسطيني هي المعنويات العالية، هذا الشعب الذي (قدم) فاتورة صبره في غزة مع أول صاروخ نزل في تل أبيب لصالح مقاومته وتوعد أن يعطيها أكثر من دمائه وأشلائه، شعب لن يهزم".
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/20 الساعة 11:57