كاتب مصري: هذا حظ فايز الطراونة!

مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/20 الساعة 11:20
مدار الساعة - تحت عنوان 'حظ فايز الطراونة!' قال الكاتب المصري في مقال نشره في 'المصري اليوم':
قرأت مذكرات الدكتور فايز الطراونة، رئيس وزراء الأردن الأسبق، وقد نشرها فى العاصمة عمان تحت هذا العنوان: فى خدمة العهدين!.
والعهدان هما عهد الملك حسين يرحمه الله، ثم عهد الملك عبدالله الثانى، الذى تسلم الحكم فى فبراير ١٩٩٩، وكان من حظ الدكتور الطراونة أن يعمل مع الملك حسين سفيرًا فى واشنطن، ووزيرًا للخارجية، ورئيسًا للديوان الملكى، ثم رئيسًا للحكومة، وهى الحكومة التى شهدت أكبر عمليتين سياسيتين فى تاريخ الأردن المعاصر، إحداهما تغيير ولاية العهد من الأمير الحسن، شقيق الملك، إلى الأمير عبدالله، الابن البكر للملك، والثانية انتقال الحكم إلى ولى العهد الجديد!.
وكان من حظ الطراونة كذلك أن يعود فى العهد الثانى ليتولى رئاسة الحكومة، ويتولى رئاسة الديوان الملكى!.. كان هذا من حظه بالتأكيد.. ولكن حظه الأكبر كان فى بداية حياته قبل هذه المناصب كلها.. ففى شبابه كان قد عمل مديرًا لمكتب الملكة علياء، ولكنه قرر ترك العمل معها والتوجه إلى أمريكا لدراسة الدكتوراه فى الاقتصاد، فتمسكت ببقائه معها، وتمسك هو بالسفر، ولم يكن أمامه سوى طلب وساطة الملك الذى أقنع الملكة بترك الطالب الطراونة يذهب ليدرس!.
بعدها مباشرةً خرجت الملكة فى جولة بالطائرة فسقطت و(استشهدت) مع كل الذين كانوا برفقتها، ولو بقى مدير مكتبها لكان قد سقط معها دون شك.. ولكن السماء كتبت له عُمرًا آخر!.
ثم كان على موعد مع حظ ثالث، عندما عهد إليه الملك برئاسة لجنة تعديل الدستور فى غمرة أحداث ما يسمى الربيع العربى، وكانت تلك اللجنة أقرب ما تكون إلى لجنة مماثلة قامت بتعديل الدستور فى المغرب فى عام الربيع نفسه، بقرار من عاهل المغرب محمد السادس!.. أيامها صدرت صحيفة أخبار اليوم المغربية بمانشيت عريض يقول: الملك يُسقط النظام، وكان المعنى أن ملك المغرب استبق دعوات الإصلاح التى اشتعلت فى بلاده، وقرر أن يكون الأمر فى يده لا فى يد دعاة الفوضى فى الشارع!.
وفى عمان كان الوضع شبيهًا.. فعندما انتهت اللجنة من تعديل ٤٢ مادة من بين ١٣١ مادة هى كل مواد الدستور، ذهب الطراونة يعرض ذلك على الملك، فكان رأيه أن العبرة ليست بعدد المواد المعدلة، ولا بمضمونها، ولكنها بالهدف من وراء التعديل.. وقد كان الهدف الأهم يتجه إلى تمكين البرلمان من ممارسة دور رقابى وتشريعى بكفاءة واستقلالية.. وحين جرى التعديل بهدف، ثم بفلسفة تحكم الهدف، فإن الملك قطع الطريق على الذين أرادوا إسقاط النظام!.
  • مدار الساعة
  • مذكرات
  • رئيس
  • الأردن
  • عمان
  • الملك
  • الملك عبدالله
  • وزير
  • شباب
  • اقتصاد
  • لب
  • تعديل
  • عرب
  • صحيفة
  • أخبار
  • البرلمان
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/20 الساعة 11:20