جواد الكساسبة يكتب في ميلاد الشهيد.. ’حفر اسمه بجراءة بذاكرة ومخيلة الأردنيين‘
مدار الساعة -خاص - كتب .. جواد الكساسبة
ميلاد معاذ التاسع و العشرين من أيار
تاريخٌ ألفناه و حفظناه بأنه تاريخ مولد بطلٍ و فدائيٍ حفر اسمه بجراءة بذاكره و مخيلة كل واحد منا.
يوم 2951988 هو يوم ميلاد الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة الذي ما غاب ذكره عن خواطرنا و لو للحظة منذ أن عرفه القاصي و الداني و عرف بطولته و شهامته و عنفوانه.
ماذا نسميك؟ أنسميك البطل؟ أم نسميك الشجاع؟ أم نسميك الفدائي ؟ و لكن أفضل تسمية لك هي انك المؤمن الصابر على البلاء، من لم يكن لحظة إلا بطلا واقفا داخل قفص بعيدا عن وطنه ينظر حتفه أمام كمن ينتظر عروسه أو جائزته و لما وصلت الجائزة وجدت بطلا مغوار رافعا رأسه عاليا يدعو ربه بأني مظلوم فانتصر، فكان نصرا مؤزرا لك يا معاذ بأن قهرت أعداءك و لم تكن لهم لقمة سائغة كما أرادوا، بل بالعكس من ذلك تماما كنت سيفاً غائراً في صدر و خاصرة على حد سواء لكل واحد منهم، و لقد كانوا هم الخاسرين.
يا معاذ ليس مولدك هو يوم ميلاد بطل فحسب و لكن مولد قصة بطولة و مولد رمز و مولد معنى سامي هو معنى الشهادة على مرأى و مسمع العالم اجمع.
مولدك كان مولد مرحلة جديدة لمسها جميع من عرفوك من بعد استسهادك و أصبح يطلق عليه ( ما بعد معاذ ) و أضحى هذا التاريخ نقطة فاصلة في تاريخ الحرب على الإرهاب، و صرنا نترقب الاحداث و نواجهها بطريقة مختلفة و صرنا نعد الشهيد تلو الشهيد و لكن هذه المرة بنظرة مختلفة لمعنى الشهادة و الفداء.
رحمك الله يا بطلنا و يا ملهمنا رغم صمتك، الفاتحة على روحه و أرواح شهداءنا الأبرار و لا حول و لا قوة إلا بالله