كن حذرا من تخريب علاقاتك وانت مشغول بالهاتف
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/18 الساعة 13:07
مدار الساعة - لا يمكنك الوصول إلى الباحث التركي ثسين نظير وهو يتابع هاتفه أثناء محاضرته في جامعة ابن خلدون في اسطنبول. يقوم نظير وهو مدرس مساعد في قسم الإرشاد والتوجيه، بإجراء بحث عن آثار التكنولوجيا على العلاقات الاجتماعية بما يشمل آثار تجاهل شخص يتحدث أمامك بسبب انشغالك بهاتفك وهو ما يعرف بما معناه التجاهل بشيء من الازدراء ' phubbing'. فإذا كنت تتحدث مع شخص أو مع أشخاص لكنهم يقومون بالنظر إلى هواتفهم سواء لتلقي اتصالات أو كتابة رسائل نصية، فإن هذا يعني أنك تعرضت لهذا النوع من التجاهل.
وقد يُنظر إلى هذا الأمر بأنه غير ضار،لكنه يمكن أن يكون له تأثيرا حقيقا على علاقاتنا مع الأخرين. وفي ذلك، يوضح نظير بأن 'هذا الأمر يستقطع من الوقت الذي نقضيه مع (الأصدقاء أو الأقارب). ونحن للأسف لا ندرك هذا'.
تساعدنا الهواتف في إنشاء علاقات مع الأخرين والحفاظ على التواصل بيننا وقد تساعد الإنسان في ايجاد شريك حياته، كذلك التواصل مع الأقارب والأصدقاء ومشاهدتهم عندما يصعب اللقاء والتجمع وحتى التواصل مع الأحبة رغم بعد المسافات. لكن استخدام الهاتف الذكي أو حتى وجوده خلال حديثنا مع شخص ما وجها لوجه قد يأخذ من الوقت الذي يجب أن نقضيه مع هذا الشخص.
تقول جينافي براون - محاضرة علم النفس في جامعة نورثمبريا البريطانية – إن الهواتف الذكية 'سمحت لنا أن نبقى على تواصل واتصال مع من نحب بطريقة سهلة سواء عبر الاتصال أو الرسائل، لكن في بعض الأحيان تتطفل هذه الهواتف علينا عندما نتحدث وجها لوجه مع شخص آخر وهنا تكمن المشكلة'.
استقطاع من وقت الأحبة والعائلة
أما كيف يكون تأثير هذا الأمر على علاقاتنا بالأخرين فيعتمد على سن من نتحدث معه وجها لوجه. ففي عام 2020، أجرى نظير استبيانا على الاستاذة الكبار والشباب في جامعته وطرح عليهم سؤالا عن شعورهم عندما يستخدم الطلاب هواتفهم أثناء المحاضرة. يقول نظير إن 'رأيهم تجاه هذا السلوك متباين بشكل كبير'. فقد وجد أن الأساتذة الأكبر سنا يرون أن استخدام الهواتف الذكية في المحاضرة نوعا من عدم الاحترام، أما الأساتذة الأصغر سنا فيتساءلون حول ما إذا اسلوبهم في التدريس السبب وراء انشغال الطلاب بهواتفهم خلال المحاضرة أم لا.
لكن ليس الشخص الذي تعرّض للتجاهل هو وحده من يعاني من الأثار السلبية لاستخدام الهواتف الذكية. فقد أظهر البحث الذي أجرته جينافي براون ونُشر في مجلة (the journal Emerging Adulthood) عام 2016، أنه كلما ازداد استخدام الهواتف خلال اللقاءات والتجمع مع الأصدقاء، كلما قل الوقت الذي نقضيه معهم في الحديث والتواصل. وكشفت الدراسة أن كافة المشاركين ذكروا أن تواصلهم وحديثهم مع الأصدقاء يتضرر عندما يستخدمون هواتفهم بغض النظر عن مدى قوة هذه الصداقة. وأظهرت دراسة أخرى أجريت على 300 شخص ونشرت في مجلة علم النفس التجريبي عام 2017، عن أن الأشخاص الذين تكون هواتفهم معهم خلال تناول العشاء مع العائلة أو الأصدقاء، يشعرون بالتشتت ويستمتعون بوقتهم بشكل أقل من الذين لا يحملون هواتفهم. لكن بالنسبة للكثيرين خاصة الأجيال الصغيرة، فإن وجود الهواتف الذكية خلال لقاء الأصدقاء والعائلة بات أمرا طبيعيا.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/18 الساعة 13:07