اَلْسَلاَمُ لَهُ ثمنه المثمر وَاَلْحَرْبُ لَهَا تَكَالِيْفُهَا اَلْمُدَمرَةُ

مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/17 الساعة 15:47

تعريف الحرب بشكل عام هو: تفاعل بين طرفين أو أكثر من القوى الجماعية المتعارضة على مصالح مختلفة سواء أكانت دينية أو عقائدية أو مذهبية أو إقتصادية أو ... إلخ ويمكننا إطلاق عليها صراع في الرغبات ويستخدم هذا المصطلح أيضا كرمز للصراع غير العسكري، مثل الحروب الطبقية.
وعادة ما تقع الحرب وتستمر لعقود من السنين عندما لا يكون هناك حل وسط أو تفاهم على المصالح بين جميع الأطراف وهناك أمثلة مختلفة على هذه الحروب وأهمها حاليا الحرب الدائرة منذ أكثر من سبعين عاماً بين الفلسطينيين أهل فلسطين واليهود المغتصبين لفلسطين (بغض النظر إذا تم شراء بعض أراضيها من قبل المنظمات اليهودية من أصحابها أم لا، لأن البعض يقول أن بعض أهل فلسطين باعوا أراضيهم لليهود).
تعريف السلام بشكل عام هو: حالة تتميّز بعدم وجود عنف، نزاعات، وبالتحرر من الخوف والعنف، وبالتالي فإن مصطلح السلام يطلق على المجتمعات التي تنعم بالأمن والأمان، والتي تتميز علاقات أفرادها بالهدوء دون أي صراعات أو انقسامات، ويستخدم مصطلح السلام في السياسة كحالة منافية للحروب أو أعمال العنف. ولكن نعلم أن أعداء بني آدم هم إبليس وذريته (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (فاطر: 6)). ولا ننسى أن الشيطان أخذ على نفسه عهداً أن يستمر في عدائه لبني آدم وإيقاع العداوة والبغضاء بينهم حتى نهاية هذه الدنيا (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (المائدة: 91)). ولهذا السبب بدأت العداوة والبغضاء والقتل بين بني آدم منذ بداية الخليقة وكانت بين إبني آدم قابيل وهابيل وعلى المصالح الشخصية والنساء (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (المائدة: 30)).
فالحرب سواء أكانت بين جماعتين أو عشيرتين أو قبيلتين (داحس والغبراء) أو دولتين (إسرائيل وفلسطين) أو بين مجموعة دول (الحرب العالمية الأولى والثانية وغيرهما) فتكاليفها باهظة وفيها الخسائر البشرية والمادية والمعنوية والعلمية والثقافية والصحية ... إلخ والدمار وتأخيرالتقدم والتطور في جميع مناحي الحياة. فالحياة دون أمان وسلام تختل وتفسُد، وينتشر الشقاء في المجتمعات، والخوف بدلاً من الإطمئنان، والجوع مكان الشبع، والظلم والعدوان محل العدل والمساواة، كما أنه بانعدام السلام تتعطل المصالح، وتفترق الامة بأكملها، لذلك فإن السلام يحفظ النفس الإنسانية وأموالها وأعراضها وعقلها ودينها.
والسلام من الضروريات الأساسية لبني آدم علاوة على المحافظة على الدين، النفس، النسل، العقل والمال التي شرعها الله لحفظ الأمة وسلامتها من كل شر.
ولقد عاصر العالم حروباً كثيرة وتم عمل إحصائيات رقمية بالخسائر المختلفة التي ألحقت تلك الحروب في الدول، ودمار على كل مناحي الحياة موجوده على الجوجل وهذه الإحصائيات تؤكد أن تكاليف الحروب كانت وما تزال مدمِّرة لكل مناحي الحياة. وعندما لجأت بعض الدول العالمية إلى إعتماد مبدأ السلم والسلام، نعم، كان له ثمن ولكن مُثْمِرٌ ومُنْتِجٌ ومِعْطَاءٌ على كل مناحي الحياة كما هو الحال في الدول الإسكندنافية وغيرها مثل الدول الأوروبية المشتركة ودول عدم الإنحياز. فلو عدنا إلى خطابات جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه في المحافل الإقليمية والدولية، نجد أن جلالته كان ينادي بالسلام المثمر والمنتج والحياة الأفضل لجميع شعوب العالم، وقد سار على خطاه جلالة الملك عبد الله الثاني منذ أن تولى مسؤولية الحكم في الأردن. فنناشد حكام دولة الكيان الصهيوني أن يسمعوا إلى صوت جلالة الملك عبد الله الثاني صوت العقل والمنطق وينحون نحو السلم والسلام حتى ينعم أفراد شعبهم والفلسطينيون بالأمن والأمان وبالهدوء والطمأنينة والحياة الأفضل التي لم يذوقوا طعمها منذ تأسيس الكيان الصهيوني حتى أيامنا هذه، وهذا الذي دفع كثيرا من اليهود إلى الهجرة المعاكسة من فلسطين إلى من حيث أتوا.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/17 الساعة 15:47