الفايز يكتب: ‏الإصلاح

مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/16 الساعة 17:20
بقلم حازم غالب الفايز أن كل المطالب في هذه المرحلة وما يرافقها من أحداث كثيرة ومتنوعة على كافة الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وعلى رأسها جائحة كورونا التي عطلت مسارات الحياة بشكل او بآخر تتمركز حول الإصلاح السياسي وهذا مطلب مشروع ولكنه مبهم غير مرسوم الملامح بل هو بشكل عام وإذا ما أردنا أن نمضي بهذا الطريق دون تحديد الأولويات وبيان المطلوب بدقة متناهية وتحديد النقاط والأهداف بشكل واضح وشفاف فلن نصل إلى نتيجة أبدا اذ ان التشعب والإكثار بأخذ الآراء المتعددة و النقاشات المفتوحة بالمطلق حول الإصلاح لن تأتي بنتيجة بل سنبقى في مد وجزر وندور في دائرة لها بداية بدون نهاية وذلك كون كل رأي يمثل الجهة التي يصدر عنها وبحسب رغباتها ومصالحها وما يتفق مع برامجها إن الإصلاح بمفهومه الحقيقي لا يحتاج إلى اخذ آراء أو مقترحات بشأنه بل هو يمثل الرغبه في إصلاح وتصويب الأخطاء الموجودة والمراد إصلاحها ووضع خطة ونهج مستقبلي ذو رؤية واضحة و صائبة وبما أن الإصلاح هو تصويب الأخطاء الموجودة والملموسة فإننا نكون قد قطعنا نصف‬ المسافة تجاه الإصلاح إذا ما تم رصد وتحديد الأخطاء المراد إصلاحها وهنا لابد لنا من طرح السؤال الأهم من هم الأقدر والاجدر على تحديد الأخطاء ووضع الحلول والاقتراحات لإصلاحها ضمن نهج واضح وخطة مستقبلية ذات رؤية قويه وثاقبة وصائبة ؟ فنحن دائما ما نواجه مشكلة جوهرية في محاولات الإصلاح كون كل جهه تدعي بأنها الأقدر والاجدر على الإصلاح من وجهة نظرها دون توافق مع الآراء الأخرى بل بتمسك شديد وعجيب بالرأي و انه الأصح دون سواه فنبقى ندور في حلقة مفرغة دون جديد أو نتائج مرضية فللوصول إلى تحديد من هم المؤهلين حقا لإعطاء الرأي الأصح أو الأقرب للصواب واصلاح الأخطاء ووضع النهج والخطط المستقبلية يجب الأخذ بتجارب الإصلاح الناجحة للآخرين الذين اعتمدوا على مفكرين من نسيج مجتمعهم ووطنهم مستقلين خارج السلطة وليسوا أعضاء في الحكومة أو أحزاب معينة أو على تماس مباشر مع مؤسسات الدولة أو اصحاب رقابة عليها وذلك لضمان الحياد التام في الفكر وعدم التحيز لأي جهه كانت أو رأي و الخروج من تأثير أي ضغوطات قد تؤثر على برنامج الإصلاح المراد العمل عليه إن صاحب الفكر القويم والسوي في مملكتنا الحبيبة موجود والمفكر الأردني ذو عقلية فذة وقادر على أحداث الفرق وإيجاد الحلول ووضع الأفكار التي من الممكن أن تساهم بشكل رئيسي في الإصلاح بكافة نواحيه وجوانبه ووضع الخطط المستقبلية ذات الرؤية الجيدة ومن المبشرات بنجاح فكرة الإصلاح هو وجود المفكر خارج نطاق الضغوطات المختلفة و المتعددة مما يجعله الأقدر على تحديد الأخطاء وإيجاد الحلول المناسبة إذا ما تم إعطاء المساحة المطلوبة التي تمكنه من القيام بالمهمة المطلوبة منه أما إذا ما أردنا أن نبقى نتحاور حول الإصلاح ونعقد اللقاءات تلوا الأخرى فلن نصل إلى توافق على آلية صحيحة وثابته لتصحيح الأخطاء بهدف الإصلاح وان توصلنا إلى آلية معينة سوف تكون عبارة عن تجربة أخرى كما في التجارب السابقة ونعود من جديد وهذا ما يجدر به أن يدفعنا إلى وضع منهجية واضحة وثابته ومحددة الاهداف والخطوات يتم وضعها من قبل المفكر الأردني و المبنية على قراءاته للوضع العام وما يتناسب مع جميع الاطياف المشكلة لهذا الوطن لنسير عليها جميعا وذلك لقاعدة أساسية ممكن أن تأخذ بعين الاعتبار خلاصتها أنه كافة الاطياف يبداء عملها الفعلي والنهضوي بعد الإصلاح المنشود لانه سوف يمكنها من تنفيذ برامجها بحسب رؤيتها لتحقيق المنفعة العامة وبما يتوافق مع المصالح العليا للدولة ويحفظ تماسك شرائح المجتمع على اختلافها ضمن ضوابط وتحت مظلة القانون اختصارا للوقت والجهد فليتم تفويض المفكر الأردني المتوافق عليه وعلى فكره بهذا الملف المهم والأساسي الذي يمهد لنا الطريق إلى المضي قدما في مسار الإصلاح والفلاح فهذا وقته ومساحته التي تعطيه الفرصة في المساهمة بتوجيه الدفة إلى المسار الصحيح شريطة تنفيذ وتطبيق ما يتم وضعه من حلول وخطط وعدم بقائها حبر على ورق وإضاعه الجهد هباء حمى الله الأردن و اعز قائده وحفظ شعبه
  • لب
  • اقتصاد
  • كورونا
  • تقبل
  • نتائج
  • الأردن
  • رئيس
  • قانون
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/16 الساعة 17:20