القضاة يكتب: صحافة مهنية لنصرة الأقصى

بقلم خالد القضاة* إن تسلح الصحفي بمبادئ الصحافة المهنية له اثر كبير في دعم القضايا الوطنية، فهى توثق أحداثها بدقة تبني رأي عام مناصر لها، وحاضنة رسمية وشعبية تضمن استمرارها، وتمنع انحراف تلك القضايا علن محورها الأصلي والمتمثل في قضية نصرة الأقصى بزوال الاحتلال وقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس. ولكي يتمكن الصحفيون من القيام بدورهم على أكمل وجه، لا بد من التزام بعدد من المعايير التي تضمن سلامتهم وسلامة المحتوى الذي تنتجه مؤسساتهم الإعلامية، وتساعدهم في مواصلة عملهم رغم ضغط الوقت والحاجة لتقدير الموقف واتخاذ القرار الصائب لتغطية تسارع الأحداث وتشعبها، وأٌجملها هنا بالنصائح التالية: - - احرص على منتج إعلامي يعبر حقيقة عن موقف المشاركين بالفعاليات، وفيه رسالة أممية فلا خلاف على القضية داخليا. - ابحث عن لغة ومفردات جامعة، وقدم محتوى يصلح ان يتم تداوله على نطاق واسع والاقتباس منه وترجمته للغات عدة. - قدم محتوى يدعم صمود المرابطين بمعلوماتك وحقائق وابتعد عن الخطاب القلبي والانفعالية في التعبير. - دقق بالمصطلحات التي تستخدمها في مادتك الصحفية فنهالك فرق كبير بين الاحتلال والنزاع، والمقاومة والعنف التبادل، والاسرى والمعتقلين، واجعل بوصلتك اصل القضية وعد لها دائما والمتمثلة بالاحتلال وزواله، وليس تحسين شروطه. - لا تركز على الأحداث الجانبية او إي خلافات هامشية وحرص على أن تكون مادتك الصحفية تعبر عن جموع المشاركين وليس تناقضاتهم ان وجدت. - احرص على التعاون مع الزميلات والزملاء وتبادل المعلومات والصور والفيديوهات معهم، ففي قضية الأقصى الملكية الفكرية تعود لمرابطين واهم أحق بها. - اطلع على الحالة الجوية وارتدي ملابس مريحة تساعدك على العمل لساعات طويلة تحت الضغط وتدل على شخصيتك الصحفية، وواظب على حمل الهوية الوثائق الخاص بك باستمرار وأبرزها لقوات الأمن بزيهم العسكري فقط. - لا تقف بين جموع المتظاهرين ولا تركض معهم وانسحب إلى الأطراف في حالة أي تحرك. - تواجد مبكرا في مكان الفعالية وادرس خريطة الموقع جيدا، اترك سيارتك بعيدا عن أماكن التجمعات، ولا تدخل في الازدحامات المروية حولها، فقد تحتاج إلى الانسحاب والذهاب إلى أماكن أخرى. - تجاوب مع تعليمات قوات الأمن مادامت أهدافها تنظيمية ولست قيودا على حرية التعبير. - اذا اجتحت للظهور ببث مباشر من مكان التظاهر احرص على الوقوف في مكان آمن وان تكون خلفيتك الاحتجاجات بمسافات الآمنة كي تتجنب أي تشويش، ولا تظهر ببث مباشر من وسط الجموع أبدا. - التجنب الصعود الى الأماكن المرتفعة وغير الآمنة والتي لا تعرفها، فقد تحاصر هناك او تتعرض لسقوط انت او معاداتك نتيجة التدافع. - احسب أعداد المشاركين بدقة وفقا للمساحة المربعة للمكان مضروبة بـ 4 في حالة الزحام الشديد وفي 2 في حالة المسيرات، وهناك مواقع كثيرة على النت تساعدك بذلك. - احرص على شحن هاتفك جيدا بالكهرباء، وتأكد من وجود ماء معك وبطاريات شحن إضافية وحزم انترنت كافية، وتذكر في أماكن التجمعات الكبيرة تقل كفاءة تحميل الفيديوهات والصور نظرا لربط الكثير من الناس على ذات البرج. - اقرأ جيد تحركات المحتجين وخططهم والأساليب الأمنية في التعامل معها، ووضع سيناريوهات بديلة حسب تطور الأحداث. - حافظ على الطاقم العامل معك واعلم ضابط السلامة المهنية في مؤسستك او محرر الدسك عن كل تحركاتك وأماكن وجودك والوضع من حولك، واذا طلب منك الانسحاب انسحب فورا دون نقاش. - احرص على إتباع التعليمات الصحية المتصلة بجائحة كورونا وعقم أدواتك باستمرار. - لا تدخل بنقاشات مع المحتجين او قوات الامن ولا تمر الصور او المعلومات التي لديك لي جهة كانت، ولا تقبل تعليمات من أي طرف. - لا تخلط بين عملك الصحفي ومواقفك السياسية، فمواقفك السياسية هناك من يعبر عنها بكفاءة، أما عملك الصحفي ورسالتك فلا يستطيع القيام بها إلا أنت. - ابتعد عن البحث عن السبق الصحفي والذي قد يوقعك في الخطأ وسوء التقدير، وتأكد من معلوماتك من مصادر مخولة ومتعددة . - لا تلقط صور السلفي في أماكن الاحتجاجات ولا تشغل نفسك بذلك، فالموقف والقضية لا يحتملان ذلك، وانشر صورك وأنت تمارس سلطتك لا وأنت تقلل من شأنها. - تجنب إظهار طرف على حساب أخر ولا تنحاز ولا تنسب فضل نجاح التظاهرات لأي فئة، فهذا عمل شعبي لا يقبل أن يركب موجته احد او القسمة بين القيادات. - تجنب كتابة بعض المصطلحات على شبكات التواصل الاجتماعي كي لا تتعرض للحجب او عقوبات، وعرف عن نفسك بشكل جيد وطبيعة عملك على صفحتك ففي ذلك حماية لك. - تجنب التقاط صور قريبة جدا لوجوه المشاركين، فأنت معني بالحدث وإعداد المشاركين فيه وشعاراتهم المرفوعة، وليس وجوههم، وتعاون مع الجميع بحدود وكن لطيفا في تعاملك معهم. - بلغ عن أي انتهاكات او إعاقة لعملك مهما كان حجمها او مرتكبيها او دوافعها، ففي التبليغ حماية لك وضمان عدم تكرارها مع صحفي أخر. =========== *- مدرب صحفيين بقضايا حقوق الإنسان والسلامة المهنية - عضو مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين