الدويري تكتب: الفرق بين المُتابع والمؤثر
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/15 الساعة 22:16
بقلم نور الدويري
لا مناص من القول أن وسائل التواصل الإجتماعي لعبت دوراً فاعلاً في صناعة الخبر، والتأثير بالرأي العام.
فقد تغيرت هوية نقل المعلومة وأثرها في مهنية الصحافة التقليدية والجديدة وفرضت شكلا مغايرا لتعامل مع الخبر لاسيما العاجل والإشاعات بسبب إنفجار المعلومة واندثار حارس البوابة لنصبح أمام تحديات إعلامية جديدة كالتعاطي مع فوضى الخبر والتعامل مع ظاهرة المواطن الصحفي وهو إسقاط خاطئ لا يمت للمهنية الإعلامية بصلة، ويؤثر تأثيرا سلبا على الإعلام ككل.
ومن الضروري أن نوضح الفرق بين المؤثر والمتابع.
المؤثر : الشخص القادر على التأثير بخلق رأي عام بقضية ما ويؤثر بصناعة القرار وبسلوكيات الانساق الإجتماعية، وهو شخص يتمتع بصفات منها:
١_ الوعي بتداعيات الخبر وتأثيره على أمن الوطن ومصالح الوطن مع الخارج.
٢_ طرح المعلومة بعد الاستقصاء وتوخي النشر فلا يقع ضحية حالة إرباك إذا ثبت عدم صدق المعلومة.
٣_ المؤثر غير هجومي وشخصية غير صداميه.
٤_شخصية غير ملقنه تكتب ما تمليه عليه القناعة ضمن ثقافة الباحث او المحايد فتقرن أفكاره بحلول منطقية قابلة للقياس.
أما المُتابع : فهو يثير الجدل ويتابع بأعداد كبيرة لتشويق الناس ويخلق رأيا عاما معاكسا لتوقعات ويتصف بصفات منها:
١_ تزويد المُتابعين بمنشورات تركز على سلوكيات حياتيه يفتقرونها إما باذخة أو معدمه
٢_نشر بوستات تكون بأسلوب ساخر أو عكسه تماما أي الدفع بمعلومة ضاغطة على هواجس الناس الدائمة مثل الفقر والبطالة
٣_يعتبر متابعيهم أول منتقديهم عند الوقوع بخطأ.
وبناء على ما سبق وجب التأكيد أن عملية التأثير بالحالة العامة لها شروط منها:
١_ توفر قضية تمس وجودية الجمهور أو تأثر على أمنه أو مستقبله.
٢_ تناول القضية من جانبي مع وضد لتساعد الجمهور على العصف ذهني.
مع إحترامي لشخوص المؤثرين والمُتابعين فلست معينه بالحكم على خلفياتهم فما دامت زاوية المتابع تتمتع بحرية مسؤولة وتراعي المجتمع بشكل عام فلا ضرر فيها ولا يعني وجب الغاء نشاطهم فهم يمارسون حقهم الطبيعي بالتعبير عن الرأي على صفحاتهم .
إنما معنيه بالتأكيد بضرورة حث الجمهور والإعلاميين لتصنيف منصات مواقع التواصل الإجتماعي، ومنح زوايا للأطراف كافة بل والحث على ظهور مؤثرين يتمتعون بحالة وعي دقيقة للموقف بمختلف المجالات فهذا ما أوقع الأردن في معضلة الأخبار المضللة ونشر الإشاعات الكثيف الفترة الأخيرة وتشويش الخطاب الإعلامي وصناعة الخبر .
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/15 الساعة 22:16